آراء

حرب القرن العظمى!!

لكل قرن حرب عالمية فادحة، ولا يمكن تبرئة أي قرن من القرون، فالحروب العظيمة تحصل في الربع الأول والثاني من القرون، وتتواصل بقوة موزعة على عقود النصف الثاني من القرن.

وما يجري في عالم اليوم، تعبير عن إرادة القرون الحربية، ولكن بأساليبٍ جديدة أملتها قدرات التدمير الفظيع، التي إمتلكتها مجتمعات عديدة، فما عادت الحروب التقليدية تصلح لهذا القرن، ولابد من إبتكار آليات حرب جديدة، تحقق نزعة القرون الحربية، ولا تتسبب بدمار المجتمعات الممتلكة لقدرات التدمير الأعظم، أي أنها حرب على مقياس معين ودائرة عالمية، فأرضها كل الأرض، وبدرجات متفاوتة من الشدة والسخونة والإضطراب.

ومن الغباء الساطع أن بعض الدول العربية قد وقعت في الفخ وتحولت إلى بُقعها الأسخن، وسوح تأججها وتحقيق أكبر الخسائر فيها.

أي أن هذه الدول وخصوصا العراق وسوريا، ستيقى سوحا لها على مدى القرن الحادي والعشرين، ولن تهدأ نيرانها وإضطراباتها، ما دامت قيادات هذه الدول قد توحلت في مأزق الحرب، وتبرمجت أدمغتها بأساليب تخدم إيقاد نيرانها وتداعياتها، بل صارت طرفا فاعلا فيها، وكذلك الحال في ليبيا واليمن ودول أخرى ستنضم إليها، لأن هذه الحرب وجدت الأرضية القادرة على التمدد فيها، ولا أصلح من الأرض العربية، مما سيعرّض جميع دول المنطقة للسقوط في حبائلها مهما توهمت العكس.

فلا عاصم من هذه الحرب، بعد الإنزلاق الخطير الذي حققه العراق وسوريا وليبيا، وأسهمت فيه وبقوة دول الجوار، لإبعاد سوح الحروب عن أراضيها.

تلك هي السذاجة العربية المتحكمة بما تسمى قيادات تفبض على كراسي الحكم، وتبدع بالفساد والتبعية وتحقيق إرادات الآخرين، الذين لا تعنيهم سوى مصالحهم الوطنية، وهؤلاء لا يهمهم إلا ما يجنونه من غنائم الكراسي المتوجة بالفساد ومشتقاته وأخواته.

ولهذا فأن العرب عليهم أن يدركوا بأنهم قد أدخلوا أنفسهم في نفق حرب القرن العظمى، التي ستمتد على مسافة عقوده المتواكبة، وكل عقد سيأتي بما هو أسوأ وأفظع، وستتوالد طاقات التدمير والخراب، وتتطور وتكتسب مسميات متنوعة، وستقوم بأفعال وأعمال فظيعة ومتوحشة، لكي تضيّق الخناق على الوجود العربي في كل مكان، لتحقيق أعلى درجات الإنقراض الحضاري، وربما سيتحول العرب في نهاية هذا القرن إلى أقليات متناثرة في أصقاع الدنيا وهم على دروب الغياب يتوافدون!!

وبإضعاف العرب سيضعف الدين الإسلامي أو سيصبح دين أقليات بشرية!!

هكذا تبدو الأمور وفقا لما تقدمه من عناصر تفاعلية خطيرة، ومتنامية بطاقات إنقراضية مروعة وفتاكة، ذات نتائج هائلة مع الزمن!!

 

د-صادق السامرائي

26\2\2015

في المثقف اليوم