آراء

العنف والعنف المضاد

emad aliعندما شاهدت المناظر المقززة من النحر وحز الرقاب والقتل والتمثيل بالجثث والاشلاء عند داعش توقعت ان هذا نابع عن دوافع عقيدية دينية مذهبية ضيقة الافق من جانب واحد وهو عقلية حاملة لنظرات وحشية فقط، ولا يمكن ان تكون وراءها غرائز بشرية مجردة بالشكل الذي يمكن ان تصل الى هذه الحال من التعدي والتخريب وكل ما يضر الحياة وينتهك القيم الانسانية، الا انني في المقابل عندما رايت افعال الطرف المقابل لداعش ومن قبل قوى الحشد الشعبي تجاه من وقع في ايديهم من الافعال الوحشية والتصرفات ذاتها والسلوك غير الطبيعي، كما فعل داعش، فتعمقت مع ذاتي بان الدافع العقيدي المتعصب ليس السبب والعامل الوحيد وراء الوحشية في التصرف والسلوك الذي يصدر من البعض امام الانسان، وان كان ما يمكن ان نسميه رد فعل، الا ان تبادل الفعل ورد الفعل بهذا البرود من الاعصاب لدى فئتين ومذهبين مسح عندي الاعتقاد بان الحقد يمكن ان يكون لدى طرف دون اخر وتكون وراءها عقائد جامدة سلفية متخلفة . اي ما اقدم عليه هذا المنتمي الى ما يعرف نفسه اولاد زينب والحسين ومن بني اهل البيت ويبقر المقتول بيده بهذا الشكل ويلعب كرة القدم براس المنحور وكانه يلعب بكرة اديداس ليس بانسان بكل معنى الكلمة . فان شاهدنا راس المقتول عند داعش فوق جثة صاحبه ومن يرفعه او يذهب به الى الامير هناك، فاننا شاهدنا اللعب بالراس واستعين به ككرة قدم في جبهة الحرب هنا، هذا اخر ما يصل اليه الانسان الوحشي المجرم الذي لا يمكن وصفه باي حيوان مفترس وانه ورث القبح من اسلافه الفاتحين المحتلين، والا لماذا لم نجد هذا السلوك الفضيح عند البيشمركة بالشكل الفاضح هذا، لانهم ضحية هذه الافعال من اسلاف هؤلاء في التاريخ .

هل يمكن ان نحلل ما وراء هذا السلوك والتصرفات، ام انها السابقة التي يجب دراستها عند السلوك البشرية ويمكن التحليل النفسي والذاتي للفاعل والظروف وما تعانيه التنمية البشرية من الضعف والتخلف العقلي وووصلت الحال الى هذا الحضيض من العرف الانساني ولهذا المستوى المتدني من النظرة الى الانسان وما يخصه .

هذا الذي يعيش في زاوية من قرية نائية لا يسمع الا ما حدث سلفا في التاريخ الاسلامي ومن غدر بهذا وذاك ولم يرى الا اللطم والطبر والقتل ولا يعلم ما الحياة وما في الدنيا غير الاسبقين لا يخرج من هذا الاطار الضيق للفكر ولم يتسع في نظرته وتفكيره وهو على هذه التربية من البيت الى الشارع والمدرسة ويلقن كما هو الحيوان دون ان يترك له فرصة التفكير الحر والنظرة الى الحياة بنفسه، وذاك الذي لا يعلم الا من يقابله هو من الرافضة الكفار والخارجين عن السلف واولاد المتعة، فكيف لا يخرج بهذه النتيجة من الجريمة الوحشية، وكل منهما على طرفين متناقضين ومضادين للبعض وليس ذالك الا على العكس من التوجه والتلقين من الناحية المذهبية فقط ويملى عليه التصرف والتعامل ذاته مع الاخر، فمثل هذا كيف يسلم ولا يتلقن درسا عمليا ونظريا لقتل الاخر المضاد واللعب به دون رحمةو كانه يؤدي واجبا دينيا مذهبيا ووطنيا ايضا .

ان ما يفرضة داعش والقوى المتطرفة المضادة له من الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية الارهابية المتطرفة ليس الا عوامل نشر عنف وفساد وكراهية للبشر والانسانية فكرا وكيانا لا يمكن ان تتفرغ منه المنطقة والعراق بشكل خاص على مدى عقود اخرى . فانهم يزرعون كل ما يمكن وصفه بالقذارة والتوجه الخبيث للعقل البشري في هذه المساحة المبتلية من الارض منذ غزو اعراب الجزيرة العربية لها بعد فتوحات الاسلام ولم يتصرف داعش والحشد والتنظيمات الشيعية الارهابية المواكبة لهم الا ما فعلوه اسلافهم واجدادهم من الذين يسمونهم الامة والخيرين من السلاطين التي لم تكن مرحلتهم خالية من هذه الجرائم الانسانية المفضوحة . فان العنف الذي زرع في كيان الانسان الشرقي والعراقي بشكل خاص وهذا الارض التي كانت مهدا لقتل الرضيع قبل الكبير ورث تلك الصفات جينيا الى الابناء وها هم يعيدون ما ابدع به اسلافهم واجدادهم من القتل والرعب والارهاب والغزو وا لسبي والنحر والحرق والسلب والنهب كل باسماء مختلفة من اجل تشريعها باسم الجهاد والفتح والغنيمة وتنفيذ امر الله .

ما ازداد الطين بلة هو استغلال هذه العقليات سياسيا واستخباريا لاسباب وعوامل واهداف راسمالية سياسية خبيثة لا تختلف عن اهداف الاسلام وما يفرز من قذارته وما يفرضه من العقلية الضيقة، وهي تشارك القوى الاجرامية في عملها نتيجة استغلالها لمصالح خاصة لكل ما يجري في هذه المنطقة على حساب شعوبها وحياتهم ومستقبلهم .

في المثقف اليوم