آراء

الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي

emad aliلقد انتقدنا كثيرا السيد المالكي على العلن وهو في اوج حكمه وسطوته وسلطته، وكان هناك من المتملقين يقتاتون على باب سلطته من فتات قاذورات السلطة، وليس لهم هم ولا غم الا المصالح الشخصية، وما ان انقلبت الايام وتغيرت الاحوال الا وهؤلاء لنشطروا ولم نسمع منهم الا التغيير والتنحضير لجولة اخرى على باب السلطة الجديدة كي لا يخسروا ما اعتادوا عليه، وها هم يتنافسون في تغيير المتاريس والتنقل من باب لباب، واحد باسم المراقب السياسي والاخر باسم المحلل والثالث باسم الصحافي والرابع باسم حاجب الدار والاخر كاتب الوعاظ ولم يفرغ منهم حامل القارورة وصينية الجاي عند باب الحسين لدعوة اراس السلطة الى النجاح . قلنا في يومه ورغم قتامة الوقت والتهديدات للخطوات التي اتخذتها سلطة السيد المالكي، نعم قلنا هذا خطا وذاك قاتل، والصحف والجرائد والمواقع الالكترونية شاهد على كلامنا، لان العالم يعرف ما كتبت، قالوالنا؛ هؤلاء من الطابور الخامس وربما ازدادوا من النعت وحتى القذف والتشهيرو امقتونا واعتبرونا عدو التجربة لا السلطان فقط، قلنا انه لعب بمصير الشعب، قالوا؛ لا يمكن ان تسير السلطة الا هكذا وصاحبه مثالي عصامي ولا يمكن ان يخطا . وها نراهم اصطدموا بما وصل اليه العراق من الياس بعد مجيء داعش والمرحلة الجديدة واصطدم راسهم بالحائط وهم يبرئون الجميع وان اخطئوا.

اليوم بعد ان اعترف السيد نوري المالكي وان اجمع في من اخطئوا وقال الجميع وهو منهم وهذا يضيف اليه الفضل والقوة الشخصية لاعترافه المتاخر حتى، ولكنه اعترف وليعلم من غطى له انه هو يقول اخطات وانت لم تعترف من اجل مصالحك وليس ما يهم العراق ولا يهم السيد المالكي نفسه وحسبه ونسبه ايضا .

اليوم، نعم اليوم قال المالكي بعظمة لسانه بانهم جميعا ومنهم هو، وقاله اعاد قوله بنفسه، وهذه بداية سليمة ليس للمالكي نفسه فقط وانما ليعتبر منه الاخرون قبله بان الخطا يجب ان يظهر ولو بعد حين، فماذا لو اعاد المالكي النظر في الكثير من الامور التي تاكد في حينه انه اخطا فيها، الم يكن الاصلح والاحسن ليحسن الحال في وقته وليقلل من الضرر. اليوم، نعم اليوم يعترف افضل واحسن من الغد او بعد غد، ليفكر من له الصلة بالسلطة بان الخطا يزيد العقدة ولا يوجد من لا يخطا والانسان ليس معوصما من الخطا مهما كان عاقلا وعبقري زمانه .

ان اعتراف السيد المالكي بالخطا وان كان نتيجة التفكير المتمعن الدقيق والتقييم العلمي الجميل للفترة التي حكم فيها العراق، فان له درجة كبيرة من العرفان والشكر اخيرا . وهو بذاته يمكن ان يفيد العراق بعدما اشار الى جيل متعلم عالم وعارف بامور الدولة يمكن ان يديروا العراق فيما بعد (ان لم يكن هذا لاسترضاء الشباب لهدف سياسي حزبي او انتخابي قح) سيكون بداية خير لكل من مر بقمة السلطة ان يقيم دورته ويكتب مذكراته وينشر اخطاءه ليعتبر منه الاتون ويتجنبوا الاخطاء ذاتها ويتم تداول السلطة بالشكل السلس ويعم الخير جميع الفئات والمكونات، ويمكن ان يُفصل الشر عن الخير ويتعاون الجميع لخير البلد .

انه بداية نهاية فرض العقلية الانفرادية وتطبيق الديموقراطية الحقيقية بما تتطلب من الوعي والمستوى الثقافي الانساني للنخبة، مع العوامل الدافعة لتداول السلطة بعيدا عن المصالح والمنافع الذاتية للمتسلطين .

ان المنطقة تسير نحو تغييرات كبيرة بعد الاتفاق الامريكي الايراني وتمحور مجموعتان؛ عربية واخرى محورية والعراق في حال يتطلب وضعه قراءة ما يجري في المنطقة من منظور خصوصياته من كافة النواحي ليمنع وصول شرارة ما يدور في مناطق اخرى اليه ويكفيه ما يجري فيه، وعليه يتخذ من المواقف التي تفيد العراق قبل الاخرين المصلحيين والمتكلين على دماء العراقيين في رفاهيتهم، اي للشعب العراقي ان يتخذ شعار العراق اولا واخيرا قبل اي شيء اخر في المرحلة القادمة بعيدا عن اي تمحور مهما كان اساسه واهدافه .

في المثقف اليوم