آراء

معاني ربط الحشد الشعبي برئيس الوزراء مباشرة

goma abdulahسجلت قوات الحشد الشعبي، انتصارات مرموقة ومتلاحقة على عصابات داعش، في العديد من جبهات القتال، واستطاعت ان تحرر ارضي عراقية واسعة من رجس داعش، وزرعت الامل والتفاؤل في مستقبل العراق، بان الرجولة والشهامة العراقية، مازالت حية نابضة، بروح الاقدام والتضحية والفداء. رغم المصائب والجراح والمعوقات. ولكنها ربحت الرهان في الارادة في تحرير الارض من الزمر الوحشية من داعش، وان تكبده خسائر فادحة، وتجرعه الهزيمة والانكسار. هذه الانتصارات التي يشهدها العراق ستتواصل، حتى اكمال الضربة القاضية، التي ستقصم ظهر داعش. هذا الضياء الجديد الذي يدخل سماء العراق، يفتح الشهية والاطماع، ويثير بواعث الحسد والغيرة، بالطمع والانانية، في الحشر والاقحام من جانب القادة السياسيين، الذين اثبتوا بتجربتهم السياسية، بانهم اصل البلاء والمصيبة والمشاكل، التي قادت العراق الى حافات الخطر، واثبت انهم فاشلين وعاجزين عن حل ابسط المشاكل، وليس قيادة شؤون العراق. وان صفحتهم ملطخة بعار السواد، في نهب الاموال وشفط خزينة الدولة بالفساد المالي، وخيانة المسؤولية والوجب الوطني والمهني، وبسببهم تجرع العراق الاهوال والمحن، واصبحوا عن حق وحقيقة، فرسان العهر السياسي، وبيع المواقف في اسواق النخاسة. وان محاولاتهم في حشر اسماءهم ضمن قيادات الحشد الشعبي، ليس حباً بالحشد الشعبي، وانما في سبيل ابعاد محاولات فقدان المناصب، والتمتع بالحصانة القانونية، التي تمنع عنهم المسائلة والاستجواب وكذلك المحاسبة والعقاب. او محاولة غسل الذنوب والخطايا، التي ارتكبوها ضد الشعب والوطن بدفع العراق الى طريق المهالك. لذلك بدأوا يتزاحمون على الحشد الشعبي، في الزيارات للمواقع القتال واخذ الصور مع الحشد، لترويج الاعلامي المزيف، والصاخب بالرياء والدجل، في عملية باطلة مخالف للواقع والحقيقة، كأن الانتصارات التي سطرها الحشد الشعبي، جاءت تحت قيادتهم واشرافهم وتحت رعايتهم، وبمشورتهم السديدة والصائبة. وهذا يدفع الحشد الشعبي ان ينزلق الى منزلقات خطيرة، اذا استمر هذا التناغم المنافق، والمخاطر من ادخال الحشد الشعبي، الى قارورة اطماعهم الانانية، وجشعهم في المنصب والنفوذ والفرهدة الاموال. بعدما انكشفت حقيقتهم وسقطت عوراتهم، ويريدون ارتدى ثوب الحشد الشعبي لستر عوراتهم، بعدما كانوا اصل المصيبة والازمة والمشكلة، التي يتجرع سمومها العراق، بالخراب والدمار الكبير، وفي كل زاوية من العراق. ان الحشد الشعبي من خلال مضمون الفتوة الدينية التي صدرت من المرجعية ، تنص عل ان يكون الحشد الشعبي، مستقل لا ينتمي الى اية طائفة، او جهة سياسية اوحزبية او شخصية، لذلك جاء قرار مجلس الوزراء، بربط الحشد الشعبي تحت اشراف رئيس الوزراء مباشرة، من اجل الحفاظ على نقاوة الحشد الشعبي، وقطع الطريق من استغلاله لاطماع سياسية منافقة. ان هذا القرار الصائب، يغلق الباب من ان يتبجح هؤلاء القادة الفاشلين، بانهم يمثلون قيادة الحشد الشعبي، وخوفاً من وقوع الحشد في براثن الطائفية وشحنها البغيض. وان يظل بعيداً عن الاطماع الشخصية والحزبية، لان الحشد الشعبي مفتوح ابوابه لكل طوائف الشعب، ليكون بحق يمثل الحشد الوطني لعامة العراق، ومن هذه الزاوية حظى بدعم واسناد من كافة شرائح الشعب، وفق هذا المنهج والسلوك الوطني، يظل موضع احترام وتقدير ومساندة، لانه ليس مليشيات طائفية تساهم في اشعال الاحتقان الطائفي، لذلك يجب ان يتبع هذا القرار بربط الحشد الشعبي بمجلس الوزراء، بخطوات اخرى لا تقل اهمية عن هذا القرار الايجابي، اولى تطهير الحشد الشعبي من العناصر المخربة والمندسة، التي تسعى الى تحطيم سمعة الحشد الشعبي، وتشويه قيمة الانتصارات، كأن تتبادر الى الذهن، كأنها بالمليشيات الطائفية، التي هدفها التخريب والانتقام الطائفي، يجب محاسبة هذه العناصر المندسة والمخربة، وتقديمها الى المحاكم، بتهم التخريب واشعال الفتن الطائفية . ان هذه الخطوات بحق هؤلاء الاوغاد الذين يتصرفون، بشهوة التخريب والانتقام، لا تقل اهمية عن قيمة الانتصارات، لذلك يجب ان تكون هناك ضوابط صارمة، تنسق العلاقة الوطنية داخل الحشد الشعبي

 

جمعة عبد الله

في المثقف اليوم