آراء

من ملعب اليرموك إلى مخيم اليرموك الهدف واحد

jafar almuhajirفي إطار التدمير المنهجي الهمجي للبنية التحتية في اليمن الجريح ذكرت وكالات الأنباء إن طيران العدوان السعودي قصف نادي اليرموك الرياضي الثقافي الاجتماعي الذي أسسه فقراء اليمن في عاصمتهم المحترقة صنعاء ليكون متنفسا ومقرا لخدمة الشباب اليمني المتطلع إلى غد أفضل. وتثبت الوقائع أن لاعلاقة لهذا النادي كما لغيره من المؤسسات الكثيرة المدمرة بالسياسة أو الأعمال العسكرية مطلقا.لكن جار السوء كان بالمرصاد لهذا النادي وغيره من ممتلكات الشعب اليمني. لقد ترك القصف الهمجي لهذا النادي وراءه دمارا هائلا ولم يبق أثرا لغرف اللاعبين أو المعدات والأدوات الرياضية، والمكتبة الثقافية الصغيرة لأبناء حي الروضة بعد أن منح آل سعود لأنفسهم الحق المطلق المخالف لكل قوانين الأرض والسماء للإجهاز بطائراتهم على كل شيئ في اليمن استهانة بكل القيم والأعراف الدولية. والحجة الواهية هي (القضاء على الحوثيين).

لقد دخل القصف الجوي السعودي المدمر أسبوعه الثالث وأجهز على معظم المنشآت والمؤسسات الحيوية من مستشفيات وأسواق ومنازل ومساجد .وحتى المقابر لم تسلم من قصف طائرات مملكة الظلم والظلام السعودية.حتى السفن المحملة بالمواد الغذائية منعتها أساطيلهم من الرسو في موانئ اليمن. ولو استطاعوا لحرموا هذا الشعب من الهواء . ومعنى هذا إن جميع أفراد هذه العائلة الملكية ابتداء من ملكهم ووزير دفاعه ولده المراهق محمد أظهروا حقدهم الدفين على كل ذرة تراب في هذا الوطن الفقير في اقتصاده . وأثبتوا بالدليل القاطع إنهم المنفذون الأمناء لأهداف الإمبريالية الأمريكية والغرب والصهاينة . وإن دعوى (القضاء على التمرد الحوثي وإعادة الشرعية التي يمثلها العميل الذليل عبد ربه منصور هادي.) ماهي إلا قميص عثمان يرفعه النظام السعودي ويغطي به وجهه الكالح.

لقد تم تدمير سوريا قبل تدمير اليمن بأموال آل سعود والمشيخات الخليجية بعد أن فتحت إستخبارات العثماني البغيض أردغان الحدود التركية على مصراعيها لتسلل الآلاف من الإرهابيين بحجة القضاء على حكم الدكتاتور بشار الأسد . وهي كذبة أخرى أضيفت لكذبة اليمن .لأن الشعب السوري لم يستنجد بهم ولأن أنظمة الحكم التي نفذت هذه الجريمة الكبرى بحق الشعب السوري ليست بأفضل من حكم بشار الأسد . وفاقد الشيء لايعطيه.

وفي العراق حين هجمت داعش الإرهابية واحتلت أجزاءا كبيرة من أرض العراق بمساعدة أموال هذه المشيخات البترولية. هبت وسائل إعلامها عن بكرة أبيها لمساندة وتغطية هذا الهجوم البربري بحجة إنهم (ثوار عشائر هبوا للدفاع عن أهل السنة لكي ينقذوهم من براثن الظلم الشيعي.) وهي إحدى هذه الأكاذيب التي ماأنزل الله بها من سلطان. حيث ردت داعش على كذبتهم وظهر زعيمهم أبو بكر البغدادي في مسجد الموصل الكبير ليعلن تأسيس (دولة الخلافة) وطالب الجميع بمبايعته ، وارتكبت المجازر الشنعاء بحق سكان تلك المناطق التي شاهدها العالم. لكن وسائل الإعلام الساقطة وعلى رأسها الجزيرة ظلت تذيع (إنتصارات) هذه القوى الضلالية الظلامية، وتتغاضى عن كل جرائمها وهي تترقب بفارغ الصبر سقوط بغداد على يدها لتنقل الجزيرة بيان تذيع بيان (الإنتصار الداعشي) على (الحكم الشيعي في العراق) و( يستقر العراق ) و( يتنفس الناس الصعداء) لكن الفتوى التي أعلنها سماحة السيد السيستاني وتدافع العراقيين الشرفاء بالمناكب للدفاع عن تراب وطنهم ضد هذا الغزو البربري. ومسارعة الجارة المسلمة إيران بالدفاع عن العراق منذ الساعات الأولى للغزو قلب كل توقعات هذه الفضائيات ومن يمولها فراحت تشن حربا إعلامية شعواء ضد الحشد الشعبي وتكيل له مختلف التهم وأبسطها (الميليشيات الصفوية التابعة لإيران التي تحارب أهل السنة وتحرق مدنهم .) و(إن العراق سقط في براثن إيران) وغيرها من التهم الكثيرة الكاذبة المكشوفة الأهداف.

واليوم بات القاصي والداني يعرف إن القاعدة في اليمن تقاتل من أجل إرجاع الدمية الهارب عبد ربه منصور هادي ليعود سالما غانما مع أعضاء حكومته بعد أن يعينهم آل سعود في قاعة من قاعات الملك المفدى ومن حوله الحاشية تبارك له هذا العمل الحكيم والميمون .أليست عائلة آل سعود هي ولية أمر المسلمين .؟ والإعلام الذي ضرب الرقم القياسي في التضليل بات يبارك بدوره جرائم القاعدة ضد الشعب اليمني وحولها إلى (مقاومة شعبية) هدفها دحر (ميليشيات الحوثي) لإرجاع (الشرعية) إلى أرض اليمن، وهي كذبة أخرى من ركام الأكاذيب التي تضخها هذه الفضائيات على مدار الساعة خدمة للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقه.والذي كشر عن أنيابه بشكل واضح وجلي وباتت أهدافه الخبيثة لا تنطلي حتى على السذج.

لقد كان لي صديق من اليمن الشقيق في الثمانينات جمعتنا مدرسة واحدة وكنا نتداول الأحاديث في شتى الأمور ومنها السياسية . وسألته يوما لماذا يعقد آل سعود هذه الصفقات الهائلة من الأسلحة مع الغرب بمليارات الدولارات ويكدسونها في المخازن ليأكلها الصدأ.؟ فأجاب سأقول لك كلاما تتذكره من بعدي وهو (إن هذه الأسلحة سيوجهها آل سعود مستقبلا إلى صدور اليمنيين وسترى بعينيك لو بقيت حيا) فسألته ولمصلحة من يتم ذلك.؟ فأجاب:

(هناك توصية لوزير الخارجية الأمريكي اليهودي هنري كسنجر. وقرأ لي تلك الوصية المعروفة. وقال سيكون رأس حربتها آل سعود بتفجيرهم الصراعات المذهبية في المنطقه خدمة للسيدة العظمى . فهم يعتبرون شعب اليمن عدوهم الأول. ويريدون أن يحكمه حاكم ضعيف ينفذ رغباتهم ومخططاتهم دون أي نقاش. وإذا شعروا بأن الرياح تجري بما لاتشتهي سفنهم سيلجأون إلى تفجير الصراع الداخلي. وإذا شعروا إنه لايجدي سيلجاون إلى القوة المفرطة . وهم يتمشدقون زورا بالإسلام الذي يأمرهم بمساعدة جيرانهم بقسم من هذه الأموال الطائلة التي يصرفون الكثير منها على قصورهم وملذاتهم. فالسعودية لم تنفذ مشروعا إقتصاديا واحدا في أرض جاره الفقير.وإن ثلاثة ملايين يمني يعملون في السعودية بأعمال لاتتناسب والكرامة الإنسانية للإيغال في الحط من قيمتهم الإنسانية) هذا ماقاله لي المعلم اليمني المرحوم عبد الوهاب محمد الطيار. والله يشهد على ماأقول.

و بعد أن وقعت الواقعة وصف الكاتب والمفكر العربي المرموق محمد حسنين هيكل تداعيات عاصفة الحزم في حديثه لقناة سي بي قائلاً:

(إن مايجري في اليمن اليوم هو تداعيات لخمسة عقود ومنذ قيام الثورة اليمنية واليمن يحاول أن يخطو خطوة إلى عصر الحداثة ولكن الصراعات الداخلية كانت العقبة الرئيسية . وأستطرد قائلا:

إن الرئيس هادي واقع في الأسر منذ اللحظة التي قامت بها الاستخبارات السعودية وتهريبه وبتنسيق أمريكي من منزله في العاصمة صنعاء وبمساعدة مشايخ يمنيين موالين لها ترعاهم منذ عشرات السنوات ونقلته الى عدن ثم الى الرياض ، وما يؤكد أن هادي كان أسيراً عند حضوره اجتماع القادة العرب الجامعة العربية في شرم الشيخ .وأخرجه الملك السعودي من القاعة فور خروجه ونقله معه بنفس الموكب متجهين الى مطار شرم الشيخ وأعاده معه الى الرياض حتى لا يتم التأثير عليه من قبل بعض القادة العرب. وإن استخدام ورقة (الشرعية) التي يحملها هادي كغطاء يبرر أفعال المملكة أمام الرأي العام العربي والدولي.)

فالملك سلمان يعي جيداً ان المرحلة المقبلة والحكم في اليمن لن يكون لهادي دوراً فيه ويدرك أن هادي لا يمتلك قاعدة شعبية على الارض تسانده سواء في الشمال والقبائل الجنوبية تركته في عدن وحيداً وخذلته واضطرت السعودية حينها أن تنقله الى بارجة أمريكية قبالة شواطئ عدن وتبقيه لمدة يومين وكانت البارجة بمثابة القصر الذي يحكم منه اليمن .. ولو عدنا الى تصريحات للسفير الامريكي في اليمن وقتها فهو أول من أعلن عن سقوط سريع لمدينة عدن قبل السقوط الفعلي بيومين ونصح هادي بالخروج من عدن ، وكان هذا التصريح الامريكي الرسمي هو التمهيد بالخروج النهائي لهادي من اليمن ومن الحكم. وأن المملكة تستخدمه في هذه الحرب لحماية نفسها من أي ملاحقات جنائية دولية في المستقبل عن الضحايا البشرية والتكلفة المالية الباهضة التي قد ترغم على تعويضها بعد توقف الحرب، وكما علمت من مصادر أثق في مصداقيتها أن قيادة التحالف تحصل على موافقة كتابية من هادي على كافة الطلعات الجوية التي تقصف بها الاراضي اليمنية.

وعن الحرب البرية المرتقبة قال هيكل:

الحرب البرية أجدها إنتحاراً وهاوية سوف تسقط فيها المملكة قبل اليمن فلو نظرنا الى ما يملكه اليمن من تضاريس وإنسان متمرس عليها وتذكرنا المقولة أن في هذا البلد أكثر من 60 مليون قطعة سلاح ومخزون بشري لا يستهان به في شبه الجزيرة العربية . يقابله في الجهة الاخرى الشعب السعودي الذي يجرم فيه أي شخص بامتلاك سلاح أبيض ناهيك عن إمتلاك أسلحة تعاقب عليه السلطات السعودية إذا اكتشفت لدى المواطنين وهنا نتائج المعادلة تصب في صالح اليمنين ، وإذا افترضنا أن المملكة سوف تقوم بتسليح مواطنيها للمواجهة فهي بذلك تكتب نهاياتها في الحكم ونهاية القبضة الحديدية التي فرضت على مواطني المملكة.

إذن هنا .. أستبعد أن تقوم المملكة بالحرب البرية إلا إذا توفر لها من سيقوم بالمهمة والحرب البرية نيابة عنها ، وباعتقادي أن القبائل اليمنية التي تراهن عليها المملكة في قيامهم بهذه المهمة غير واردة لسبب بسيط للغاية هناك أعراف وتقاليد قبلية يمنية بأن الدم إذا سقط بين القبائل لن يتم نسيانه فسيتم تناقله عبر الابناء وأحفاد الاحفاد ، ولو بعد مرورا سنوات ودهور .. وليس كما يتم تصويره وترويجه عبر الاعلام للعالم بأن الحوثيين غير يمنيين ، فالشعب اليمني يعلم أنها جماعة يمنية ووجدت لها مناصرة من كافة القبائل اليمنية ، وبالتالي قيام قبيلة يمنية بالمهمة السعودية سوف تجد نفسها تواجه كافة القبائل اليمنية الاخرى وهنا أجد المعنى المعروف عن هذا الشعب والمتجلي بالحكمة اليمنية.

وإذا كانت المهمة والحرب البرية تقوم بها جهات أخرى من خارج اليمن أجدها ضرب من الانتحار وأستحضر هنا ذكريات دخول الاتراك اليمن وكيف كانت نهايتهم ، وذكريات دخولنا كمصريين وسقط في تلك الحرب أكثر من ستين الف شهيد جندي مصري) وقد أثارت تصريحاته زوبعة من الغضب من وسائل إعلام آل سعود وأذنابهم وآعتبروها (تخريفات !!!) أما هم فحكماء عصرهم فيالمهزلة العصر.

أما مخيم اليرموك الذي تأسس عام 1957م ويعتبر من أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا وكان يضم أكثر من 200 ألف فلسطيني وسوري. فلا تختلف أهدافه عن أهداف عاصفة الحزم التي ينفذها أباطرة البترول ويخصصون لها المليارات . بعد أن حولته القوى الإرهابية إلى جحيم. وقتل فيه العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين وغير الفلسطينيين بعد أن سيطرت داعش على معظم مساحته أخيرا. وتتفاخر وسائل الإعلام الخليجية بهذا (النصر المؤزر) على النظام السوري. وبدلا من أن يكون هذا المخيم منطلقا لتحرير فلسطين تحول إلى منطلق لمحو إسم فلسطين من الخارطة بعد تغيير مسار المعركة إلى العدو الجديد وهو النظام السوري.وهو نفس الهدف الذي تسعى إليه عاصفة الحزم.

وخلاصة الموضوع إن أمريكا إستطاعت أن توحد عملاءها ليحاربوا تحت راية مايسمى (المجتمع الدولي) راسمة لهم الخطط التي تستهدف قوى الممانعة والعمل على تمزيقها، ومن ثم القضاء عليها خدمة للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقه. وإن هذا السيل الهادر من أطنان القنابل المدمرة التي تنتجها مصانع الغرب ، ويشتريها أباطرة البترول بمليارات الدولارات لقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء في اليمن وسوريا والعراق هوغاية رغبة الكيان الصهيوني الذي سيعربد وفق هواه في المنطقة مستقبلا. إن هذه الجرائم التي ترتكبها العائلة السعودية وأتباعها والتي وصلت إلى الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ تعتبر وفق القانون الدولي إبادة بشرية يجب أن يمثل مرتكبوها أمام المحاكم الدولية لينالوا جزائمهم العادل وأول هؤلاء المجرمين هم آل سعود وذيولهم. وإن القرار المرتقب لمجلس الأمن الذي يطلب فيه آل سعود معاقبة الضحية سيقلب السحر على الساحر ولو بعد حين.وسيدفعون ثمن جرائمهم مهما طال الزمن.

بسم الله الرحمن الرحيم:

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون.

 

جعفر المهاجر/ السويد

14/4/2015م

 

في المثقف اليوم