آراء

ما يقصده العبادي من تصريحاته في امريكا

emad aliلا يختلف احد على ان لايران الدور الكبير الذي يمكنها ان تعقد عمل العبادي داخليا ويعرقله في تحقيق اهدافه اكثر من اي احد اخر، ولم يات العبادي الا بعد موافقة ايران على ازاحة سلفه المالكي مرغما. اليوم والعراق مبتلى بحرب داعش وليس امامه الا قبول المساعدات اينما ولمن كانت، لمحاربة داعش وتحرير المناطق المحتلة او على الاقل للوقوف ضد امتداد داعش اكثر لحين ازاحته في الوقت المناسب بالشكل المناسب .

ليس العبادي في موقف يمكن ان نقول انه قوي او ضعيف ايضا لحد هذه الساعة، الا ان لامريكا وايران الفضل عليه كشخص او كدولة لمجابهة عدوه اللدود الذي خلفه له سلفه ولذلك فانه بحاجة ماسة لترضية الاثنتين معا . وعليه فهو يحاول كل جهده لحد هذه الساعة التوازن في علاقاته بين ايران وامريكا وكانهما غريمين على ارض العراق، رغم التقارب الامريكي الايراني وقرب وقت الاتفاق النهائي الايراني الامريكي الشامل سرا والنووي علنا .

و من يتابع تصريحات العبادي في امريكا، يمكن ان يقرا امرين هامين، وهو يعلن هناك في عقر دار امريكا التي يتابع العرب ما يحصل هناك، بانه ليس ببعيد عن ايران ويصرح حول اليمن وما يعبر عنه ليس ببعيد عن موقف ايران، ليبرهن بانه لازال على عهده من انتمائه الى المحور الذي لا يمكنه ان يخرج منه من جهة، وليضغط بهذه التصريحات على امريكا بان يشك فيه ويمكن ان يفعل ما فعله سلفه بارتماءه الى حضن ايران بشكل كامل، دون لفت نظره الى الدول الخليجية وا لعربية ليتوازن في الامر داخليا، من جهة ثانية .

وعلى الرغم من الحاجة الماسة للعراق الى الاسلحة في هذا الوقت الا ان الضغوطات التي مورست على امريكا ومن اجل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجيةمع الدول العربية في المحور الاخر، لازالت تماطل على تسليم الاسلحة للعراق ومنها الطائرات اف 16، او الموافقة علىبيع الاباجي وطائرات درون التي ينوي العراق شرائها منها. انها صرحت وردت امريكا على تصريحاتها حول عاصفة الحزم مباشرة، وهذا يدل ان امريكا تتعامل مع العبادي بتلميح وليس تصريح في الامور الحساسة اثناء الاجتماعات الحساسة وحتى السرية، ومنها المواقف من العلاقات الامريكية العربية والامريكية الايرانية وحرب اليمن وما يهم ايران في المنطقة وحرب داعش.

من الزيارة وما تجري خلالها ووفق ما تسربت من الاجتماعات والمفاوضات حول الامور السياسية والعسكرية، لم تعد هناك خفايا فيها الا بما يخص علاقات العراق مع ايران بعد الاتفاق الامريكي الايراني وموقف امريكا منها وانها وحسب المتطلعين الامريكيين والباحثين، بحثت بسرية تامة ولم يُكشف عنها بشكل واضح وصريح لحد الان .

وفق المظاهر التي بانت عن زيارة العبادي انها تشير الى عدم نجاحها بشكل كامل في امور هامة كان العبادي يقصد بان يعود بها وهو بحاجة اليها، ولم تفشل ايضا من حيث القضايا الاخرى . اي يمكن ان نستشف من ما اطلقه المسؤولون الامريكيون والعراقيون وعلى راسهم العبادي ان امريكا لحد الان بحاجة الى التوازن العربي الايراني للتعامل مع العراق ولم تخضع لحد اليوم لضغوط وطلب العراق لتسلم الاسلحة الاستراتيجية او لم تتاثر افعال امريكا وتعاملاتها في العراق باتفاقية امريكا وايران النووي، وما اطقه العبادي من التصريحات حول ما يجري في المنطقة وداخل العراق وبالاخص حول اليمن لم يكن من منظور كونه ممثل للمنطقة بشكل عام بقدر ما كان يهمه ماوراء الكلام الذي اطلقه حول اليمن من اجل ما يجري داخل العراق وعلاقاته مع ايران وعدم شكوك ايران بتمايله الى امريكا بعد هذه الزيارة ليس الا، والا فان جدول اعمال زيارته مليئة بما يمكنه ان يوضح موقفه ونظرته للمواضيع والقضايا لمرحلة مابعد المالكي للجميع وما يجب ان يكون عليه العراق مستقبلا وكيف يمكنه ان يحيد البلد حسب التصريحات العلنية التي اطلقها المرافقون او المنظمون للزيارة .

في المثقف اليوم