آراء

يجب ان يعتذر الكورد من ارمينيا رسميا

emad aliعلى الرغم من استغلالهم كمرتزقة او عبيد نتيجة فقدانهم لدولة خاصة بهم، وبما كانوا عليه من الثقافة والوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، استخدمت الامبراطورية العثمانية الكورد ايضا مع ابناء التورك ذاتهم ايضا في جريمة الجينوسايد التي وقعت ضد الامرن عام 1915 .

على الرغم من وجود الوثائق والشواهد التي تثبت تلك الجريمة الا ان جحود السلطة التركية بشكل لا تعترف، وتنكر ما حصل او تقلل من شانها وتريد ان تنسي العالم بما فعلته في اوج سلطتها التي تخللتها العديد من الجرائم ليس ضد الارمنيين فقط وانما ضد الكورد والاقوام الاخرى التي وصلت اليهم يدها، اما الكورد الذين كانوا موالين لتلك الامبراطورية ايضا فاول من استغلوا ضد كل من عارض امتداداتهم وطموحاتهم وراحوا ضحية الطرفين .

على الرغم من ان السلطة العثمانية هي المسؤولة عن المجزرة الارمنية، في الوقت التي كانت الامة الكوردية مشتتة ومستخدمة كمقاتلين جبرا نتيجة انعدام القدرة لديهم لرفض ما امروا به، وهذا ما يعرفه الارمن قبل غيرهم، لذلك نرى السلطات الرسمية الارمنية وبما تاكدوا منه تارخيا، فيقولون الحق دائما بان السلطة العثمانية هي من ارتكبت هذه المجزرة امرا وتنفيذا مع استخدامهم من المرتزقة التي لا حول لهم ولا قوة .

كما حدثت الهولوكوست ودفعت المانيا الثمن غاليا ولحد اليوم، واعترفت بما حدث على مضض، الا ان تركيا وريثة العثمانية تنكر ذلك وتبرر ما حدث باسباب غير معقولة . ان ما حدثت لليهود شبيهة تماما لما حدثت للارمن، كانتا جريمتان منظمتان بامر وتنفيذ من المانيا والامبراطورية العثمانية بسبق الاصرار والترصد، مستغلتان حالة الحرب ومنفذتان ما امرتا وامنتا به ببرودة العصاب . وان المستنكر انسانيا وما يدفع بالانسانية الى تذكرها وما يفرض نفسه على الجانبين المانيا وتركيا من ما يقتصيه عصر الانسانية هو ان تتخذا موقفا انسانيا في هذا العصر وتعترفا بجريمتهما ويكونا في مصافي من يريد الحكمة في السلطة والنظرة الى الانسان عن طريق وصول الانسان بنفسه الى عصر يتصف بالانسانية، وما الاعتذار الا الاعتراف بالخطا ولعدم تكرار الحالة واثبات الخطا للجيل الجديد، لان ضحية الجريمتين كانت النساء والاطفال اضافة الى الرجال المدنيين والمقاتلين ايضا .

اما ما يخص الكورد هو اخف بكثير عن الاخريتين، بحيث الكورد كانوا ضمن جيش بقوة ومامور من دولة تحكمها امبراطورية وليس له يد في اي شيء في ما كان يخص الجريميتن، فلم يكن لهم الدور الا استخدامهم كآلة لتنفيذ الامر بما لم يكن لهم يد فيه ولا امر . ورغم هذا، كان من الاجدر على السلطة الكوردستانية والكورد في كافة اجزاء كوردستان ان يعتذروا من ارمينيا بما اقترفت ضدهم قبل مئة عام على يد الامبراطورية العثمانية .

اما المعذور فيه الكورد هو؛ ان السلطة في كوردستان لم تلحق بنفسها ان تدير شانها الخاص الداخلي وهي لحد الان مستغلة ويحدث ما ليس لمصلحة شعبه على يد عثمانية او تركيا اليوم منذ انتفاضة اذار عام 1991، كما استغلت العثمانية الوضع الكوردي وما فعلت بهم سواء ضد الاقوام الاخرى او ضد انفسهم وهي مصرة على ان تعيد ما فعلته باشكال وطرق اخرى ضد انفسهم كي يبقوا محتلين ومدانين دائما .

رغم ما ارتكبته الامبراطورية العثمانية الا ان السلطة التركية الجديدة في هذا العصر لازالت تفتخر بتاريخها وتطمح لاعادة امجادها بدلا من الواجبات المفروضة عليها من ذكر وتصحيح الاخطاء واستنكار الجرائم التي ارتكبتها في حينه، لتعتذر وتعترف بها امام الملا، ليصدقها العالم، وخصوصا وانها تدعي الدين والصلاح والسلام والتسامح علنا وتفعل عكسها سرا .

لذا لم يفت الوقت، ورغم انف السلطة التركية، فلابد للكورد ان يبرز من وجهه الناصح ويشرقه اكثر،و كان به ان يعتذر ويوضح موقفه ويبين للعالم بانه رغم استغلاله من قبل الاخر في افعالهم المشينة الا انه يعتذر ايضا ولا يكمن غير الفكر الانساني العصري في حكم الشعوب، وهو كان ضحية الغدر والظلم الذي مورس ضده ولا يقبل ان يَمارس ضد الاخرين وضده ايضا مرة اخرى .

 

في المثقف اليوم