آراء

سعداني صدق وعده

inas najlawiسعت جهات إلى نقل مباراة ذهاب كلاسيكو الحزب العتيد خارج حدود الملعب باسم "العقيقة"، لكن الرد جاء حاسما وسريعا، وتوجت مباراة الإياب بالإعلان الرسمي عن موعد انعقاد المؤتمر العاشر للجبهة.

والعدد عشرة له دلالة ورمزية كبرى في علم الأعداد، فهو يرمز إلى الكمال التراتبي ويعتبر بداية ترتيب جديد للأعداد ومحصلة الأرقام التي سبقته (من 0 إلى 9)، ما يعني اكتمال الحلقة و وضع الأشياء في مكانها الطبيعي.

ووفق منظور ثيولوجي، فإن الأجيال البشرية التسع التي عاشت فوق الأرض (من أبينا ادم إلى لاميش) انتهت بالطوفان العظيم الذي جرف العصاة. وعرفت الإنسانية بعد ذلك عهدا جديدا بدأ من الجيل العاشر المتمثل في سيدنا نوح ومن رافقوه على متن سفينة النجاة.

والعدد عشرة حاضر أيضا في تركيبتنا البنيوية وعدد الأصابع، وعادة ما يشار إليه للدلالة على اليدين؛ وكذلك هو مؤتمر الحزب العاشر: يمناه التجديد ويسراه التشبيب. لكنه لن يجرف ما قبله، بل سيستمد قوته واستمراريته من شرعيته الثورية وتاريخه النضالي وسيتخذه جسرا للعبور إلى حزب قائد متجدد جاذب للنخب الشابة الخلاقة، والتي يعول عليها لتكون واجهة مشرفة للدولة الجزائرية المدنية.

صدق سعداني وعده، فتاريخ المؤتمر لم يبتعد كثيرا عن تاريخ انتهاء الآجال القانونية للجنة المركزية القائمة. وقد كان من الحكمة والحرص على مصلحة الحزب بحيث تراجع خطوة إلى الخلف وتعامل بمرونة مع المستجدات وارتأى أن مؤتمرا شاملا في اليد خير من تعديل دستوري على الشجرة. لذا كانت الأولوية لترتيب البيت الداخلي وإعادة الهيكلة ولم الشمل وتسليم المشعل للشباب حتى يستقبل الحزب الدستور المرتقب بحلة عصرية وصف واحد لا مكان فيه للنزاعات الداخلية والمصالح الضيقة والتشكيك في شرعية وأهلية القيادة.

لكن الإعلان عن المؤتمر ليس سوى بداية المطاف، ومازال أمام الأمين العام رهانات أخرى لا تقل أهمية كمدى إتاحة المجال للقاعدة النضالية للمشاركة بفعالية وديمقراطية في التحضير للمؤتمر وكيفية إحداث التوازن بين الحرس القديم والجيل الجديد وطريقة تقليد الشباب المسؤولية والمناصب القيادية ومعايير الانتقاء.

أما على الصعيد الوطني، فتطرح تساؤلات عن دور أفالان ما بعد المؤتمر العاشر في صناعة القرار السياسي ومدى مواكبته للواقع الاقتصادي الجديد وسبل مواجهة الصدمة النفطية. فهل سينجح سعداني في كسب هذه الرهانات؟ وهل سيشكل مؤتمر الحزب حجرة الأساس في مسار بناء وتنمية جزائر المستقبل؟

وفي انتظار النتائج، فمن الأفضل التفاؤل وإشعال شمعة خير من لعن الظلام والاعتراض على أي مبادرة قبل تفعيلها وقطف الثمار...

 

بقلم: إيناس نجلاوي

أستاذة لغة انجليزية بجامعة تبسة

 

في المثقف اليوم