آراء

الحرب العربية الخاسرة على اليمن

altayb baytalalwi"العرب يقتتلون على مجرد التصريح – كذلك يتصالحون على التصريح المضاد ّ- .... وكنا- نحن البريطانيون- في وضع تجريبي ليس أكثر، وكانت سياستنا تقوم على مبدأ إنتظر وأنظر" waiting and seeing"فإذ أتيح لك أن تتعرف على المشرق العربي فأنك لن تندهش لشيء أبدا، ن فإذا لا حت لك أية سانحة للإنقضاض ، فإنقض ولاتبالي..... " "مستر "كيرك أحد دهاة السياسة في وزراة الخارجية البريطانية في أربعينات القرن الماضي، ثم نتساءل اليوم مع عرب الثلت الـأول من القرن الواحد والعشرين؟ لا شيء

"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" –آية قرآنية

 

مقدمة

لعل العلامة إبن خلدون("784- 808هـ)- الفقيه والمؤرخ والأنثربولوجي –وداهية السياسة المتقلب فيها حسب مصالحه النفعية- قد فهم عقلية العرب المتحجرة والمتخابثة في عصره ، فوصفهم وصفا أنثروبولوجيا دقيقا في مقدمته بهذه العبارة القصيرة الدالة:" إتفق العرب على ألا يتفقوا"....، !

فهل أخطأ علامتنا في الماضي البعيد في وصفه لباطولوجية الساسة العرب كما جبلوا عليها منذ بداياتهم ؟ أم أنه كان دقيقا عندما نفى عن القادة العرب ونخبهم المثقفة قدرتهم على أن" يتفقوا"على تحديد ما ينفعهم و يضرهم في دينهم وديانهم"، بحيث يكتفون فقط- في كل مراحلهم التاريخية الإنتقالية الحاسمة- على الإتفاق على ما يفرقهم ويشتت شملهم ويذهب بريحهم ثم ُيلقي بهم – في المراحل المفصلية لتاريخ خيباتهم- الى حيث القت رحالها ام قشعم ؟

وهذه التساؤلات الأنثربولوجية المشروعة تجرنا بدورها، بالضرورة، الى طرح تساؤلات أخرى مستعصية:

- (جيو- سياسية): علما بأن العرب كلهم –مشرقا ومغربا لا يملكون أية مدرسة "جيو- سياسية" منذ المعتصم بالله في اوائل القرن الثاني الهجري في المشرق وبعد نهاية الدولة السعدية الشريفة (من سلالة القاسم بن النفس الزكية) في القرن السادس عشر الميلادي

- أسـألة عقائدية (ثيولوجية): محاولة لفهم سرهذه "اللحمة العربية"المفاجئة والمشبوهة والغيرالمسبوقة- منذ موقعة الجمل والفتنة الكبرى وصفين وكربلاء والتخاذل أمام الحملات الصليبية الأولى وسقوط بغداد وغرناطة - فتم الإجماع العربي على تقطيع أوصال"اليمن":الدولة العربية "العاربة"الوحيدة على الجغرافية العربية منذ ما قبل التاريخ المسيحي الى ما بعد تقسم اليمن في الستينات مع الحروب الناصرية في مواجهة ما يسمى ب"الرجعية العربية" التي تمثلها المملكة السعودية في الزمن الناصري

 

- لماذا إتحد العرب لأول مرة بعد قرون على "أن يتعاونوا على الإثم والعدوان" في أزمنة منقبة ربيعهم العربي، علما بأن العرب في أزمنة "ما بعد الربيع العربي" (والعرب عباقرة في تقليد أسوإ ما في البراديغمات الغربية مثل " المابعد" ) قد" إستيقظوا من نومتهم الكهوفية ليتجاوزا"الماقبل" وليقفزوا قفزة "سوبيرمانية" الى ما بعد " المابعد"، (وهي قفزة لم يحققها الغرب قط بهذه السرعة في كل مراحله الإننتقالية اتاريخية منذ الأغارقة الى ما بعد نهاية الحرب الباردة ) فيفرز"ربيعهم" صولات النصرة وجولات الدواعش وإنجاز الدولة الإسلامية، ثم ختموا الحلقة المنكودة ب"التوحد والوحدة" على إبادة شعب اليمن العربي الأصيل، إنتظارا لتحقيق"الخلافة"على المدى المتوسط، حيث سيحتدم الصراع ما بين "الرياض"وأنقرة"بعد أن تم تشطيب القاهرة من حلبة الصراع –لأسباب تفصيلية لا مجال لذكرها هنا- بعد أن أبان حكام الكنانة عن حاجتهم الماسة الى الريال والدولاروالأورو، للخروج من مذلة الفقروالحاجة والمسغبة، معيدين إلى الأذهان البراغماتية المتقلبة والمتعددة الإتجاهات والأطراف، لكل من السادات ومبارك "الليبراليين" و"للإسلام البراغماتي" القصيرالنظروالمدى للإخوانيين (ولاجديد تحت الشمس فكل الحكومات الربيعية ما هي سوى حكومات " كاستينغ" مؤقنة وعابرة ، وسيلقى بها تباعا في صناديق القمامات بعد أن تؤدي الأدوار المنوطة بها كما هو الحال بالنسبة للنظام المصري الربيعي المستبسل في "الإستنضال" ضد اليمنيين العزل وفي "تنفيد " قرارات "المجتمع الدولي " وطاعة للنظام السعودي –كما مارس نفس النظام ذلك في "محرقة غزة لعام 2014 -   في الحظر على تموين الأغذية والأدوية والسلاح على الشعب اليمني المنهوك والفقير تحت دعوى " محاربة الحوثيين " حيث أن المستفيدين الأوائل من داخل اليمن هم "القاعدة " والفرق السلفية التكفيرية" المناصرة للنصرة والدواعش،

ولأن الولايات المتحدة قد زجت بالأسرة السعودية في حرب خاسرة 'بعد "تشاروات"- وسمها"إن شئت " تفخيخات"دامت حوالي ستة أشهرمع البيتاغون لوضع كل سيناريوهات الهجمة على اليمن بغية التخلص من حكام السعودية "المستبدين"الذين بدأت "الأنتلجنسيا" الأمريكية تضج منهم، ويتضجرمعظم رجال الكونغرس من طلباتهم الصبيانية ، ويتأفف مصممو السياسات الخارجية من "تغنج " أمرائهم المحرجة لحلفائهم "الجمهوريين" ، بحيث سيٌمارس نفس الدور"الربيعي" على الأسرة السعودية بطريقة "ربيعية" خصوصية إشتغلت عليها صناديق"التينك- طانك" منذ عام 2005 في الزمنالبوشي، علما بأن تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية حافل بالإستدارة على"الحلفاء الستراتيجيين" مثل الإستدارة على هتلر وموسليني اللذان خدما البيت الأبيض منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وخدما الإقتصاد الـأمريكي المتوعك في ما بين الحربين، وتم تفخيخ ستالين الذي دفع حوالي 23 شهيدا على تخوم ستالينغراد ليخلص السوفييت الأوروبيين والأمريكيين من النازية، فجوزي ذو الشنب الروسي ستالين جزاء سنمار، فكان نصيبه إشعال الحرب الباردة والتآمر على تفكيك أنظومة الإتحاد السوفياتي في زمن ريغان، بشراء ذمم "النخبة الروسية "بقدوم غورباتشوف، حيث تم محو الأنظمة الإشتراكية والوطنية والقومية في أوروبا و العالم العربي وأفريقيا في ظرف وجيز بعيد موت عبد الناصر، بطغيان "النظام العالمي الليبرالي الأوحد" وتطبيق نظام السوق وتـأليه "الإنسان المضبع" في الكون تحت تسييرالأذرع الأخطبوطية لأبناك " روتشيلد" والأوليغارشية المالية العولمية الجديدة التي يحاول بعض العرب الولوج اليها - عبثا- حيث سيتم التخلص منهم في المدى القريب –وحتى 2016 على هدي" نظرية عصير البرتقالة " التي فصلت فيها مرارا

وكل ما يقوم بع العرب اليوم في حربهم الخاسرة على اليمن بكل المقاييس على المدى المتوسط هو جرب بالوكالة عن الأمبراطورية المتهاوية – لان اليمن هي ا فغانستان العرب والجغرافية العربية – وسأفصل في هذا الباب في الفصل المقبل

غير أنه يجذر بي التذكير بما أصلت له في الفصل الأول من كتابي " ربيع المغفلين" بمايلي:" المطلوب من الربيع العربي، هوالتمهيد التدريجي للقبول القسري بحتمية تغييرالخرائط العربية بالسيطرة على جغرافيتها بكاملها بالحروب بالوكالة ، بعد حشر الربيعيين في حروب الجميع ضد الجميع ، بهدف توجيه عقليات الشعوب العربية وصرفها نهائيا عن قضاياها الرئيسية- وإشغالها بالبيولوجيات والزولوجيات والهيدونيات والتكفيريات والإقتتالات المذهبية، لتتناسي دورها الإنساني والتاريخي لترشيد البشرية الذي خلقت من أجله ، - بموجب الجغرافيا والتاريخ- ، حيث تهدف "الإمبراطورية" إلى إنشاء"عقد اجتماعي جديد"مع شعوب الربيع العربي عبرالحكومات الربيعية الجديدة المنتخبة"ديموقراطيا"بالأساليب الأمريكية "الديموقراطية"، مخافة الظهورالفجائي لزعماء قدوة عرب جدد كاريزماتيين، قد يستأصلون دابرالسيطرة الغربية من جذورها–وهذا ممالا يتبادرإلى أذهان أية حكومة ربيعية أتت حتى الآن على ظهرالربيع العربي"

للبحث بقية

في المثقف اليوم