آراء

متى سيكون للحزب الشيوعي العراقي ناطقا رسميا بأسمه!؟

حتّى لو لم تكن الأوضاع بالبلد بكل هذا السوء التي هي عليها الآن، وحتّى لو لم تكن الأحداث متسارعة بالشكل التي هي عليها الآن، وحتّى لو لم يكن إعلام الحزب بالضعف الذي عليه اليوم، فأن الحزب ولتوضيح موقفه من جملة ما يجري بالبلد وليكون متواجدا ولو بالحد الأدنى في الأعلام المرئي والمسموع والمقروء على ضعفه، فأنه بحاجة الى ناطق رسمي بأسمه مهمته الأساسية أعلان موقف الحزب من الأحداث السياسية والأمنية التي تمر بالبلد والمنطقة وبسرعة كي يكون الحزب قريبا من سير الأحداث وتسارعها وتغيراتها المستمرة.

في ظل الأنحسار الواضح للقوى الديموقراطية والمدنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي عن الساحة السياسية نتيجة هيمنة الخطاب الطائفي المسعور، وضعف هذه القوى ماديا وأعلاميا وجماهيريا مقارنة بالأحزاب والقوى الدينية والقومية وخطابها التصعيدي ومناكفاتها التي نجحت من خلالها بتقسيم المجتمع طائفيا وقوميا. فأن القوى الديموقراطية المدنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي عليها أن تبتعد عن كل ما يشتت جهودها على ضعفها، من أجل إستمرار تواجدها بين الجماهير أو ما تبقى منها في عهد القحط والتصحر الطائفي خصوصا في طريقة تصديها للهجمات الأعلامية التي تضعها أمام جملة تساؤلات من قبل الرأي العام، هذه الهجمات التي تأخذ وقتا طويلا للخلاص منها وخصوصا في مجتمع فقد بوصلته السياسية والفكرية كما المجتمع العراقي المريض بمرض السرطان الطائفي.

ليس هناك شك في أن هناك قوى عديدة داخلية وأقليمية وعربية بل وحتّى دولية تضع معاداة القوى الديموقراطية ومنها الحزب الشيوعي العراقي وأضعافها وتهميشها في صلب أهتمامتها ونشاطها كون هذه القوى هي الوحيدة التي تقف ضد عرس الدم الطائفي الممول أقليميا ودوليا على ضعفها، آخذين بنظر الأعتبار خطط الحكومات العراقية المختلفة ومنها حكومات ما بعد الأحتلال في تقليل مساحة القوى الديموقراطية وتأثيرها على مجمل الحياة السياسية ومعاداة الحزب الشيوعي العراقي والعمل على تصفيته إن أمكن.

ومن خلال هذا الجهد الأعلامي المعادي لشعبنا وقواه الحيّة بثّت قناة الجزيرة القطرية قبل أيام لقاءا مع نكرة أدّعى أنه ناطقا بأسم الحزب الشيوعي العراقي دافع فيها هذا الموتورعن تنظيم داعش الأرهابي وجرائمه بحق شعبنا ووطننا، وعلى الرغم من تأكيده على انه ناطقا باسم الحزب الشيوعي العراقي – الكادر، الا ان القناة سوقت اللقاء كما تريد ما أشعل صفحات التواصل الأجتماعي حول موقف " الحزب" من هذا التنظيم، وقد أستغل الكثير من الأسلاميين الطائفيين هذا اللقاء للنيل من الحزب وتاريخه خصوصا وأن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا باتت لاتملك اليوم وعيا سياسيا يعتد به نتيجة شيوع الجهل والتخلف والأمية بينها.

على الحزب كما باقي الأحزاب السياسية ولكي تكون مواقفه واضحة أمام الجماهير وأن لايكون بحاجة الى أصدار بيانات لتكذيب مواقف سياسية تتخذ بأسمه، أن يقوم بتسمية شخصية قيادية فيه كناطق رسمي بأسمه ويتواصل مع وسائل الاعلام المختلفة للتعبير عن وجهات نظر الحزب حيال العديد من القضايا التي تعج بها حياة الوطن السياسية أسبوعيا مثلا وعند حدوث أحداث جسام على سبيل المثال وبالتالي فأن هذا الناطق سيكون معروفا لوسائل الاعلام والجماهير. إن تأثيرات برنامج "الجزيرة" ليست بسيطة كما يتوقع البعض بل تحتاج الى وقت ليس بالقصير وجهدا ليس باليسير لأقناع الناس من أن ذلك "الناطق" الموبوء ليس سوى نكرة يكن ليس للحزب فقط بل للوطن والشعب حقدا بعثيا داعشيا.

 

الأعلام المدروس أكثر فتكا من البندقية.

 

زكي رضا

الدنمارك

30 / 5 / 2015

 

في المثقف اليوم