آراء

الجزيرة الفضائية وفلسفة الاعلام المضاد

akeel alabodالبث الذي اشم عبره رائحة الخطر القادم، ذلك عبر آليات وطرق الاستخدام الماكر لمفردات وفنون الخطاب الترويجي لآلة الجريمة والموت والترويع.

هو الطاغوت نفسه هذا الذي يقام الان لترسانة اخطبوطه أساسا متينا عبر واحدة من اكثر الفضائيات العربية استقطابا للمشاهدين؛

هنا باعتبارها لم يسبقها احد من حيث لغة الأداء واختيار الطاقم والامكانيات المادية، يفاجأ الجمهور بخبرات فنية ماهرة، ما يراد به إنجاح السياسة الإعلامية لهذه القناة.

وعلى هذا الأساس، تراها تتصاعد وبلا استحياء موجة الكذب والتصفيق والتلفيق لجرائم داعش، مقابل الطعن بضدها او عدوها، بغية ترويض مشاعر الجمهور على مفردات هذا الصنف من النشازات.

هنا حيث تطلق اليوم صافرات الإنذار اسفين الحرب ضد هولوكوست العصر الحديث، الفضائية ذاتها تستقبل بعض الوافدين اليها من الصنف المذكور، اوربما هي الوافدة نحوهم، بغية اظهارهم وتزويق حقيقة وجودهم من خلال محاورتهم والاعتداد باراءهم، عبر تعليقات كوادر متخصصة في هذا الباب.

والجاني هنا هو نفسه هذا الذي يهدد الجميع بالحراب والخراب، ولأجله يبرمج الكلام، اذ وبنبرة تجيد فن صناعة الصوت، كما تجيز إشاعة الموت والجريمة، يصبح مباحا بموجب دستورها ان يرفع شان القاتل، ليتبوا المرتبة الاولى في جدولة التصنيف الإنساني.

لذلك وبحسبهم يسمى داعش، ذلك الطاغوت الذي يستنزف اليوم أرواح البشر والحضارات (بتنظيم الدولة، اودولة الخلافة) الى درجة يتم فيها مشاغلة العقول بنسبة تكاد ان تتخطى مساحات البرامج الاخرى.

والغرض من ذلك هو تسييد دائرة الخطاب السياسي للاجندة التي تتبنى وتشرف على هذه القناة.

حيث تم قبل ايام وبطريقة ماهرة وماكرة مشاهدة كيف ان هنالك لقطات لمعاول تحطم أركان بروج البناء الهندسي والمعماري ل (تدمر) الحضارة، ووضع الصورة تحت عنوان خبر يذاع فيه عن تحطيم سجون تدمر على أيدي ذات الجناة.

وكذا الامر حيث بدلا عن استنكار جريمة سبايكر وسبي النساء في ولاية الموصل الحدباء بعد اختلالها واحتلالها من قبلهم أي داعش، تنصرف الشاشة الصغيرة، اي الجزيرة ذاتها، لأشغال أذهان العامة بموضوعات ذات مؤثرية تدان فيها جهات وأطراف اخرى، البعض منها حاكمة، ذلك بغية إحاطة ساحة( التنظيم الذي تطبل له) بالمجد والزهو والانتصار، واستنكار جميع السياسات الحاكمة في العالم العربي تحديدا، بما فيها السياسات التي تهدف الى تحرير الانسان من ريق العبودية والاذلال، ذلك وفقا لالعوبة ما يسمى بنظام البدائل السياسية.  

ما يشير الى ان هنالك تمجيدا لهذا النوع من التوحش، من خلال إعطائه صورة وصفية مزوقة ومقبولة تحت عنوان (التحرر او مقاومة الأنظمة الحاكمة).

ولذلك تجد ان هنالك تخصيصا لمساحة إعلامية واسعة تسعى بطريقة اوباخرى لتحريف اولرسم صور مخالفة للحقائق، لتغيير الموازين الانسانية لدى الاخرين.

ذلك عبر استخدام امكانيات الخبرة والعلاقات السياسية التي تتمتع بها هذه الفضائية، وما تمتلكه من قدرات وآليات للحوار مع شخصيات تكاد ان تكون مؤثرة ومهمة ضمن مقاييس الحرب والسياسة.

في المثقف اليوم