آراء

غباء العرب وذكاء الغرب

jalal nayliالمتتبع لما يحدث في البلدان العربية من انقسام وتشرذم وفتن طائفية يدرك ان الامة العربية اليوم تمر بمرحلة وهن وضعف كبيرين لم يسبق لها

وان عاشتها من قبل ،حيث لا يكاد يمر علينا يوم دون ان نقرا او نشاهد عبر وسائل الاعلام الدولية اخبار الاحتجاجات الحروب، والارهاب في سوريا والعراق مصر واليمن ليبيا وتونس، ونحن في سبات عميق حتى اصبحنا نصدق كل ما يقع من تلاعب اعلامي فاضح بعقولنا مما بات يعرف الان بتنظيم داعش الذي ولد من رحم الدول الكبرى التي تبنته ورعته حتى نضح وكبر وأصبح يخيفنا ويهدد استقرار اوطاننا، ونحن لا نعلم بان هؤلاء الداعشيون ليسو سوى صناعة امريكية وصهيوغربية اريد بها تحطيم ما تبقى لنا من وحدة ومجموعة من الشواذ والمنبوذين في المجتمع، برمجت عقولهم بأفكار متطرفة، تحت غطاء اقامة الخلافة الاسلامية وأية خلافة هذه التي تستبيح كل شيء القتل والسفك، وانتهاك اعراض وحرمات المسلمين،ولم تطلق لحد الساعة ولو رصاصة واحدة على اسرائيل، انها اكبر خدعة لضرب ديننا وعقيدتنا بهؤلاء الدواعش او “الهوايش” الذين تم برمجتهم في مخابر صهيونية لتفتيت الجزء المجزء من وحدة “خير امة اخرجت للناس” ندرك اليوم بأننا فعلا اغبياء وجبناء ايضا امام ما يحاك ضدنا في الغرف المظلمة، ومن العيون التي لا يغمض لها جفن إلا اذا حققت ما تصبو اليه وليس ببعيد عنها فقد حققت الكثير فالاستخفاف بعقولنا وما يحدث في رقعة الشطرنج من تلاعب خطير من القوى العظمى وصل حدا لايطاق وبكل ما اوتيت من وسائل لاسيما سلاح الاعلام الدولي، الذي بات يحقننا تحت الجلد ويغذينا بكل مايخدم مصالح الدول الكبرى تحت مسميات عديدة مرة بالربيع العربي والديمقراطية الزائفة التي خربت ليبيا وسوريا واليمن، ومرة اخرة بداعش والخلافة الاسلامية حتى اصبحنا خائري القوى من هذه السهام التي اصابت الامة في مقتل وتركت جراحا لم ولن تلتئم مادام العرب “اتفقوا على ألا يتفقوا”حيث أصابنا التيه والتمزق كذلك المهلوس الذي فقد البوصلة ولا يعرف اين يتجه.

لم يحدث في التاريخ وان اصاب الامة من ضعف وهوان وذل كما اصابها اليوم ولا ادل على ذلك من التحولات الجيوسياسية،التي فرضها النظام الدولي الجديد والتي عصفت بأنظمة عربية وحلت محلها الفوضى والخراب ولمصلحة من كل هذا الحراك والتحول او ما يعرف بالفوضى الخلاقة في ليبيا ومصر وسوريا؟ ليس سوى خدمة للمشروع الصهيوامريكي ” وتأسيس اسرائيل الكبرى على انقاض هذه الدول، من النيل الى الفرات فأي هوان هذا الذي اصابنا؟ ونحن العرب نتناحر فيما بيننا لا يعرف القاتل لماذا قتل وماذا يريد؟ وهو ما جاء على لسان رسول الله محمد عليه افضل الصلاة والسلام حينما قال في حديث نبوي ” ويل للعرب من شر قد اقترب”

الامة العربية من المشرق الى المغرب باتت تتجه نحو الارتطام بجدار الفوضى و التفتت والانقسام الى دويلات وتكاد الدويلة في حد ذاتها تنقسم الى عشرة اجزاء مجزاة، على اساس طائفي ومذهبي حيث باتت تتضح معالم سايكس بيكو جديد، ينتهي في حدود 2020 ببروز اكثر من 20 دويلة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا .

تطلعنا التقارير الاخبارية سواء التلفزيونية او عبر الصحف والوكالات، بامتلاك عناصر تنظيم داعش في ليبيا لصواريخ متطورة من بينها صواريخ سكود التي يمكنها تدمير بنى تحتية وإسقاط طائرات مدنية وعسكرية والتساؤل المطروح من اين يحصل هذا التنظيم على الاسلحة ومن يمده بهذه القوة الهائلة ؟ التي اتت على الاخضر واليابس في ليبيا وسوريا ؟ ان لم يتلقى دعما من طرف القوى العظمى وبعض حكام الخليج الذين باعوا ضمائرهم ارضاء لأمريكا واللوبي الصهيوني النافذ او ما نستطيع تسميته ب” الحكومة الخفية” التي تسير شؤون العالم، فالمتتبع للأحداث المتسارعة في البلاد العربية من الشرق الى الغرب يتضح له مستقبلا مظلما للشرق الاوسط و شمال افريقيا فكلاهما مهدد بالتقسيم الى دويلات وما هو قادم مخيف كثيرا، خصوصا وان كل المؤشرات توحي بان ليبيا التي لم يسبق لها منذ الاطاحة بالعقيد السابق امعمر القذافي وان شهدت تواجد برلمانان وجيشان في نفس الوقت ستتجزء الى ثلاث دويلات وهي برقة وطرابلس وفزان ، وسوريا هي الاخرى ستنقسم على الارجح الى اربع دويلات وهي دولة الاكراد ودولة السنة ودولة العلويين ودولة الدروز وهو السايكس بيكو الجديد الذي يعصف بتماسك دول ويفرض دويلات اخرى عن طريق الفوضى والفتن والطائفية والمذهبية خدمة لأجندة امريكا،فكل مائة سنة يتم تفتيت الجزء المجزأ من عروبتنا ووحدتنا فهل نعتبر؟؟

 

بقلم الكاتب : جلال نايلي

في المثقف اليوم