آراء

تصريحات المالكي بخصوص السعودية في محلها

akeel alabodمدخل:مصالح الدول فوق ضحايا الحروب، لذلك لا علاقة لها واجندتها بشلالات الدم وخرابات الموت، هذا الذي يزحف كل يوم كالاخطبوط ليلتهم هذه الآلاف من الضحايا.

أقف مع تصريحات نوري المالكي في اتهام السعودية بالإرهاب وضرورة وضعها وقطر تحت المراقبة الدولية، كونهما اي كلتا الدولتين راعية لداعش، فالأولى تصدر فتاوى شرعية الحروب والذبح والتفخيخ عن طريق كبار ما يسمى لديهم علماء الأمة والمقصود (علماء السلفية المتعصبة)، هذا بعيدا عن صفقات الساسة الذين تم تشغيلهم في المخطط أعلاه.

وتجيز الثانية جرائم ما تسميه ب(تنظيم الدولة) في فضائيتها المسعورة اي الجزيرة، ابان حربها على ايران وسوريا ولبنان وألعراق واليمن ومصر.

وما يزيد الامر خطورة وتعقيدا هو تنامي خلايا هذا التنظيم في دول أوربا كالدنمارك مثلا وتحت حمايات لا تعرف هويتها، ما يشير الى وجود أجندة واسعة الانتشار تسعى لاستخدامه كقوة لتنفيذ مصالح سياسية وعسكرية مهمة، منها أضعاف التوسع الايراني في منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديدا.

ومن الجدير بالذكر ان هنالك صراعا مستميتا تغذيه سياسات اتخذت من داعش بديلا سنيا لإسقاط اكبر حاجز خليجيي في المنطقة وهو ايران، ذلك بعد ان استبدلت موضوع الصراع المذهبي بالصراع السياسي، فبدلا من وجود دولة سنية اسمها السعودية اوقطر مثلا، راح السلفيون والمتعصبون في هذه الدول للتطبيل لتنظيم دموي يقال له (تنظيم الدولة) والمقصود التنظيم السعودي-القطري الموحد، ليكون ندا وجدارا واقيا في منطقة الخليج، للحد من توسع ايران وبمباركة من زعماء دول تخطط، بل وخططت لذلك منذ زمان، اي قبل وبعد حرب الخليج الاولى1980.

فإيران وبحسب الدولتين المذكورتين مثلا راعية للنفوذ الشيعي، ما يجعلها تشكل خطرا يهدد مصالحها الكبرى في الموارد والطاقة، لذلك تعد داعش أملها الأوحد لإضعاف تنامي (الأخطبوط الفارسي) او (الدولة الصفوية) في المنطقة.

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم