آراء

المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة

emad aliيصر النظام التركي على ان تشكيل منطقة امنة في شمال سوريا بات وشيكا وانها مسالة وقت ليس الا والا انهم باشروا وبدئوا بانشاء مثل هذه المنطقة وكما يزعمون على الارض ايضا وتحضروا لها بشكل متكامل . نست تركيا او تريد ان تتناسى بانها لن تتمكن من تامين مثل هذا الهدف بسهولة لان هذه منطقة شاسعة وكبيرة يحوي من يعتبرها ارضها ولا يمكن تعديها الا على جثثهم وهي غير مؤمنة لحد اليوم، ومنطقة كبيرة منها تحت رحمة قوات حزب (بة ية دة) فكيف بها ان تنجح في تامين منطقة في غير دولة واجزاء كبيرة من اراضي دولتها من كوردستان الشمالية تحت رحمة الحزب العمال الكوردستاني .

هناك تصريحات متناقضة من قبل امريكا حول هذه المنطقة المزعومة، بينما ينفي بعض المسؤلين ما تكرره الاتراك وانما يتحفظ الاخرون على ما نسمعه من انقرة . مهما كانت فحوى الاتفاقية التركية الامريكية حول سوريا وتغيير موقف تركيا مجبرة حول داعش لاغراض واهداف ليس لها صلة بداعش ذاته، اي ما فرض نفسه على السياسة الجديدة في تركيا هو وضعه الداخلي وتغيير المعادلات بعد الانتخابات، وعليه امريكا اعلم من غيرها بهذا، وهي اعلم ايضا بما قامت به الكورد في سوريا الذي لم ولن يتمكن احد من فعله في اي مكان كان . لهذا ليس بمقدور امريكا وتركيا ان تفعلا ما تشاءان وفق مصالح ضيقة غير معتبرين لما تحويه ارض سوريا وكوردستانها من الالغام السياسية والتنظيمات التي لا يمكن ان تلافيها او تجنبها في تحقيق هدف يخصهم قبل غيرهم وهو بناء منطقة امنة بعيدا عن امنهم وضمان مستقبلهم السياسي . ومن المنتظر ان تتم عملية عسكرية امريكية تركية مشتركة لتشكيل هذه المنطقة واخراج من على الارض كان من داعش او الكورد ليحل محلهم القوى المعارضة المعتدلة غير ابهين بما يكون عليه الموقف سواء من قبل الكورد او داعش ، ولكنهم يعلمون ايضا بانه يمكن ان يبرز اكبر سد امام هذه الخطة وهو منع ما يهدفون من قبل الكورد قبل غيرهم لانهم يشعرون بانهم المستهدفون قبل اي شيء اخر . اي لا يمكن ان يتم احتلال منطقة كوردية اكثرية سكانها من الكورد من قبل اتراك واحلال بديل عنهم بقوة السلاح . الهدف الرئيسي لتركيا ليس المباشرة بتامين منطقة للنازحين بقدر منع الكورد من بناء منطقتهم الامنة بنفسهم، ومنع تكاملهم الجغرافي السياسي . ان العمق خمسين كيلومترا وبطول مئة واربعين كيلومترا سيكون صعبا المحافظة عليها ودون مساعدة الكورد او عند معارضتهم على الاقل، لا يمكن بقوة تركية ان تؤمن منطقة دون تضحيات كبيرة لا تتحملها الداخل التركي وخصوصا انه على شفا الاشتعال والاضطراب .

من جانب اخر فان الموقف الروسي مخيب لامال تركيا بعدما سمع السفير التركي اقوى موقف من بوتين حول ما تنويه تركيا في شمال سوريا وعليه يجب ان تنتظر تركيا وامريكا ما تستجد على الساحة السورية بدوافع روسية وتخطيط داخلي واقليمي، وما تلقته القوات الرمزية المدربة من ضربة قاضمة من قبل جبهة النصرة كانت مخيبة لامال تركيا وامريكا ولم ينجو منهم الا قليلين وهم محتمون ايضا من قبل الكور في عفرين، وعليه ان تنتظر تركيا وامريكا مواقف مشابهة مستقبلا عند مباشرة تحقيق اتفاقيتهم حول مصير سوريا وداعش في المستقبل القريب . مهما كانت القوة التي تمتلكها تركيا وامريكا ويمكن ان تشتركان بها في تحقيق مهامهم الا انهما لا يمكن ان ينجحا لاسباب موجودة على الارض ويجب ان يتعضا من ما حدث لامريكا في المناطق السنية العراقية ومع ذلك انها التي لم تكن فيها التنظيمات العلنية كما هو الان في سوريا وبهذه القوة ومدعومة من جهات عديدة . فان هدف تركيا وامريكا هو بناء كيان اخواني في شمال سوريا وهذا لا يتفق مع اي التنظيمات الليبرالية كانت ام الاسلامية وهذا هدف يكفي بان ننتظر فشل ما تقدم عليه البلدان في سوريا وما تنويان فعله على الارض . فان الكورد لا يمكن ان يتنازلوا عن حقوقهم المعروفة من اجل عين تركيا ومشاركتها في محاربة داعش، وعليه يمكنهم اي الكورد ان يتحالفوا مع اي كان في اية جبهة من اجل الحفاظ على مكانتهم ومنع تركيا من تحقيق هدفها الر ئيسي وهو منعهم من تثبيت كيانهم . فهناك موقف روسي مساعد يمكن ان يفكر الكورد في تغيير اتجاه تحركاته السياسية ان اراد تحقيق هدفه الرئيسي المحق فيه . لذا يمكننا ان نقول بان حلم منطقة امنة لا يمكن تحقيقه مهما حاولت تركيا قبل امريكا بهذا الشكل النظري الذي خططتا له قبل ان يدرسوا الواقع بشكل جيد . صحيح انهما على تواصل مستمر منذ اكثر من تسعة اشهر للتقارب في وجهات النظر حول ما يمكنهما عمله في سوريا الا ان التوصل الى ما تنويانه اليوم كان على اساس نابع من دوافع داخلية تركية وليس قراءة صحيحة للواقع السوري الموجود وبعيدا عن دراسة معمقة للواقع بكل تفاصيله . وعليه :

سوف تكون هناك اعتراضات داخلية من قبل القوى الاسلامية المشتددة من جهة والحكومة السورية وحلفائها ايران وروسيا بشكل خاص اضافة الى الكورد الذي يمكن ان تُضرب مصالحهم من قبل تركيا قبل اي احد اخر، لذا لا يمكن ان تؤمن البلدان تركيا وامريكا مساحة واسعة وبهذا العمق دون صعوبات وكما اعلنتا عنها بانهما تحاولان تامينه باي شكل كان . يمكن ان نرى تحالفات مغايرة لما موجودة اليوم ويمكن ان تنتقل قوى الى مواقع مغايرة كما كانت عليها لحد هذا اليوم من حيث المواقف السياسية والعسكرية .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم