آراء

كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا

emad aliبعدما اصدر السيد عبادي بيانا اصلاحيا يشمل خطوات اصلاحية جذرية ووافق عليها مجلس الوزراء بالاجماع، لم يكن هذه الخطوة نابعة من الفراغ او اجتهاد شخصي وانما جاء تعبيرا وتوافقا مع الحال العراقي الان والتحركات التي يشهدها البلد وما اقدمت عليه المرجعية من المطالبات الادارية البحتة للتغيير والاصلاح، هو الواقع الذي فرض نفسه على رئيس الوزراء ان يخطوا هذه الخطوات الجريئة. والجميع على اعتقاد بان البرلمان سيمرره مهما كانت الاعتراضات نتيجة معرفة الجهات بان اي رفض هو بمثابة الانتحار جماهيريا. وهي الخطوة الصحيحة الاولى بعد ان تحرك الشعب بشكل جدي .

اما في كوردستان الذي تحرر من ربق الدكتاتورية منذ اكثر من عقدين لا تزال تتراوح مكانها دون تقدم يُذكر نتيجة الفساد وسيطرة احزاب وحلقات وزمر على زمام امور السلطة والاستئثار والانتفاع منها، ولم تنتج هذه السلطة الا مزيدا من المسافات الشاسعة من الفروقات في المعيشة بين الناس وما حوٌل حال الناس بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، مع سيطرة مجموعات فاسدة تلعب بقوت الشعب .

ان كان العراق دولة لها عمقها واعتبارها وثقلها ورصيدها فليس الاقليم الا جزء منها وليس لديها القوة القانونية للدولة التي يمكن ان تقاوم وتتحمل الصعوبات وتعاني من افرازات الفساد والفوضى، وعليه فان كوردستان اكثر حاجة الى الاصلاح والتغيير ومحاسبة المقصرين والفاسدين وفق قاعدة من اين لك هذا، نتيجة الوضع الذي لا يمكن ان يتحمله الشعب اكثر من هذا.

السؤال من يقوم بهذه الاصلاحات في كوردستان، ان كان العبادي قد تسلم زمام الامور بعد دورتين من حكم الاخرين، فان السلطة الكوردستانية متربعة على الكرسي منذ اكثر من عقدين دون اي تغيير، والفساد نابع من راسها الثابت من جهة وعدم وجود مرجعية تخضع لها الجماهير والشعب الكوردي كما هو حال المرجعية الشيعية . اذا الوضع الكوردستاني بحاجة الى تحركات وضغوطات الشعب ذاته اكثر من الشعب العراقي، ولكن ان السلطة استغلت تحمل وصبر الشعب الكوردي شكل سيء نظرا لمعرفة هذا الشعب بحساسية الموقف، ولكن للصبر حدود وان ياس من الحال فانه سينتفض بقوة ولا يمكن للسلطة الكوردستانية ان تقف امام هذا السيل والفيضان الجماهيري المتوقع، ولن تكون هناك قوة قادرة على صد عزيمة الجماهير .

لذا على السلطة والكتل السياسية الكوردستانية ذاتها ان تفكر جيدا وتعيد النظر في خطواتها التي تضمن عوامل تؤدي الى الفساد وتقع بالضد من مصالح الشعب . فاما ان تبدا السلطة ومن يعتبر نفسه معارضة بالخطوات الرئيسية المطلوبة للاصلاح او الجماهير ستزحف اليوم كان ام غدا ولا يمكن ان نضمن عقباه .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم