آراء

ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات!!

emad aliجرى نقاش حاد ومخلص والاراء معتدلة وواقعية نابعة من العقلية الثقافية المتفتحة بين محللَين سياسيَين ومتابعَين دقيقَين للوضع وما يجري على الساحة العراقية من حوادث سريعة ومنها التظاهرات والاجراءات التي اتخذت بشان الفساد والقوانين التي اتخذت مجرىً واضحا وتتضمن اراء وتوجهات مختلف النظر اليها من حيث النوى الحقيقية ورائها او دوافعها الحقيقية .

قال احدهما، انني متفائل بما يصر عليه العبادي من هذه الاصلاحات وخطواتها السريعة التي قدمها الى البرلمان، وما قام بها لم يكن بالامكان ان تحدث دون هذه التظاهرات التي اعتقد كانت عفوية على الرغم من انها يمكن ان تحسب عليها امور تفرز اراء تدعي بانها كانت مخططة ومن قبل جهات وكانت قضية الكهرباء هي الشرارة فقط، وو كانت بدعم المباشر من المرجعية، ويمكن ان يعتبر تنسيقا كاملا بين السلطة وا لمرجعية، وهو مافرض تمريرها بالسرعة الصاروخية دون ان تعرض على الجهات المعرقلة دائما في مثل هذه الخطوات . قال الثاني انني متشائم الى حد ما نتيجة احتواء العملية وما عرض على البرلمان على الخطوات التي لا تمت باية صلة بالاصلاحات الجذرية التي تطلبها الناس والمتظاهرين، ومنها التغيير في القاعدة الساسية التي ادت الى هذا الفساد كنتيجة لما موجود من النظام السياسي من جهة، واحتواء الاصلاحات على مواد نابعة من الصراع السياسي بين العبادي والكتل الاخرى او بينه وبين الاشخاص المعرقلة لخطواته ايضا من جهة اخرى .

قال الاول ولو كانت هذه الخطوات نابعة من توجهات سياسية شخصية وتقع لصالح الشعب فانا معها ، وقاطعه الثاني لن يقع اي هدف شخصي بحت بعيدا عن الشعب لصالح الشعب مهما ادعى صاحبه . قال الاول: تعال لنرما اقدم عليه العبادي من الخطوات الاصلاحية الجذرية التي وافق عليها البرلمان ولم تكتن لصالح الشعب ظاهرا وباطنا، قاطعه الثاني، الظاهر جميعه لصالح جميع ابناء الشعب والباطن يمكن ان يدلنا على غير ما نتوقع، لان الاصلاح يتم بتغيير الواقع الجاري دون المس بخصوصيات البعض، ولكن عارض الاول وقال من فسد في الارض نتيجة استئثاره بمنصبه مهما كانت مدته فانه فاسد والترشيق وان كان بغير مباشر فانه لصالح كل فرد والتقليص يقلل من التبذير والهدر من المال العام ، والترشيق سينظم الوسائل التي هي اصلا في خدمة الشعب والتي لا يمكن ان تقبل وهي عالة عليه وتبرز منه ما يضره، وهذه الخطوات يدفع نحو العدالة وهناك غير ذلك من الخطوات التي تفرض نفسها بالتدريج وتفيد الشعب بشكل عام .

قال الاول انا متفق معك لحد الان لهذه الخطوات ولكن ان ما تتسرب من الخطوات الاتية وما ينويه العبادي يضمن الكثير وربما يستغل العبادي الوضع الخاص للبرلمان وموقف الجهات السياسية التي اصبحت في زاوية حرجة من مطالبات الشعب وما يجري في التظاهرات، فقتل الثاني، لا تنسى انه يمكن ان يستغل العبادي ما هو عليه حال العراق اليوم بعد معاناته بشكل شخصي من الاشخاص وخاصة سلفه او من القوانين والجهات التي تكبل يداه، وربما يريد الانتقام، لانه ابن هذا البلد ومن تربية حزب ويتبع منهج خرج منه سلفه المالكي، وكان هو ايضا في بداياته يدعي الاصلاح والتغيير والعدالة و الحكم الرشيد، الى ان توضح امره وما تخلل حكمه الفساد المستشري والظلم واللاعدالة . قال الاثنان، كيف يمكن ان تكون الخطوات ناجحة ونابعة من الاخلاص لهذا الشعب دون الاستناد على امور شخصية ونرجسية المسؤل، انه قراءة فحوى متطلبات العبادي من الامور التي يمكن ان توصف بانها خاص وشخصي وخارج الاصلاحات وتدخل ضمن خطوات الصراعات الشخصية والحزبية، وما ينويه العبادي تحقيقه في دورته الحالية سيوضح مرامه للجميع . قال الاول كيف يمكن اثبات هذا الشك والتوصر فيما يمكن ان يقدم اليه العبادي من توجهات شخصية بحتة لا صلة لها بالاصلاح، قال الثاني انه لمح الى تخويله لوقف او تجميد الدستور وهذا بداية الخطوات للسير نحو الدكتاتورية باسم ازالة العوائق وسرعة الخطوات الاصلاحية .

نعم سوف نرى ما ينويه العبادي وكيف يعمل وفق ما يطلبه الشارع العراقي، ولكن النخبة المتظاهرة واعية ويدرك صلب العمل وما يتوجه اليه العبادي، وعليه اقدموا بالامس على تحديد خطوات نابعة من الشكوك حول نوايا العبادي والذين رئوا ان ما عرضه العبادي يدخل ضمن سياق الصراع على السلطة في العديد من خطواته، ولكنه ابتعد عن المتطلبات الرئيسية التي اعلنها المتظاهرون وربما يخفي ما ليس لصالح اهداف التظاهرات لحينما تحين الفرصة وتلائم النوايا الى يريد تحقيقها متى ما كان ، وعليه، نقول ان هناك امورا يجب ان يعلمه المتظاهرون بان العبادي ان ادرك بان المتظاهرين واعين ويعرفون ما يريدون فانه بحس بانه ليس مفتوحة اليدين ولا يمكن ان يستغل الواقع بخطوات غير ما خرج اليه الشعب، وكذلك راي الجميع فيما ذهبت اليه المرجعية ايضا، ربما يعتقد الكثيرون انه من اجل سحب البساط من تحت ارجلهم قبل دعمهم وذلك بخطوات استباقية شكلية وما تؤدي الى بقاء النظام على ما هو عليه وربما ظهور توجهات ولكن لا تمت بالاصلاح السياسي العام، وطبيعة ونوع النظام هو الذي يولد الفساد بما فيه من الرحم والارضية المناسبة التي تضم طياتها عوامل الفساد وما ادى الى توسع الهوة في معيشة الناس وامكانياتهم وقدجراتهم المادية .

فاقتنع الاثنان بما ادعاه معا في هذه العملية وقالا نشك فيما ربما يُطبخ من وراء الستار، وقال الاثنان معا: ما الحل اذا . يبدوا انهما اتفقا على ان المتابعة والوعي واستمرارية التظاهرات دون الاصغاء الى اي كان باداعئه بل تقييمه بعمله، سوف يمكٌن ما يجري الى الخروج من النفق بخطوة يمكن ان نعبر بها المرحلة، ولا يمكن ان ندع الجهود المبذولة وما توصل اليه الشعب في ايدي من يريد تسيَرها كيفما اعتقد صحيحا او اراد الاستئثار والاستغلال ثانية، وكان توجهه نابع من دائرة ضيقة وهو ضمان المصالح الشخصية والحزبية دبلا من المصالح العامة وكانت اهداف التظارات اخر الدوافع لديه، اي اننا متفقان على ان استمرارية التظاهرات والوعي والتفتح والتاكيد على المتطلبات والاهداف العامة من كافة النواحي مع قراءة الخطوات التي تُتخذ من قبل المعنيين هو الطريق الصحيح لنجاح التظاهرات في تحقيق اهدافها الحقيقية العامة . وقالا اخيرا، نرجوا ان لا يفكر احد بانه قائد الضرورة عندما ينجح في خطوة واحدة فقط .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم