آراء

التيار المدني الديمقراطي وكيفية تطوره

أي نظرة موضوعية عقلانية للوضع العراقي تقول لك لا يوجد تيار مدني ديمقراطي لا يوجد تجمع يساري واضح وله تأثير في الحركة السياسية في العراق واذا سمعنا بعض الدعوات الخطابات انها دعوات وخطابات فردية ليس الا

كما ان النظرة الموضوعية العقلانية توضح لنا وتقول ان التغيير والتبديل الذي حدث في العراق بعد 2003 فرصة ملائمة ومناسبة لتحرك التيار المدني الديمقراطي ليجمع نفسه ويوحد شمله ويحدد موقفه ويطرح برنامجه الواقعي وبالتالي يمكنه من شغل موقع مؤثر في مسيرة الشعب في بناء العراق الحر الديمقراطي التعددي فليس امامه من وسيلة الا التمسك بهذه الفرصة كل التمسك بأظافره واسنانه ومهما كانت التضحيات لان ضياع هذه الفرصة لا يمكن تعويضها والويل له اذا ضيع هذه الفرصة بل الويل للشعب والوطن اذا ضاعت الفرصة

للاسف ان التيار المدني الديمقراطي اخطأ أخطاء فاضحة سابقا وللاسف الشديد لا يزال مستمر على تلك الاخطاء والسلبيات الآن واذا كانت تلك الأخطاء والسلبيات قد اضعفته فأستمراره في تلك الاخطاء والسلبيات يعني نهايته وتلاشيه لهذا يتطلب من التيار المدني الديمقراطي ان ينطلق من معانات من واقع من مستوى الشعب اي ينزلوا اليه فالشعب لا يصعد اليهم اي يذهبوا اليه ويعيشوا معه فالشعب لا يأتي اليهم

لهذا على التيار المدني الديمقراطي ان يتخذ الاجراءات التالية

اولا وحدة التيار المدني الديمقراطية بحيث يشمل كل العراقيين بكل الوانهم واطيافهم واعراقهم ومن كل المحافظات العراقية من الشمال الى الجنوب وكل من يريد بناء عراق ديمقراطي حر مستقل اي ان يكون تيار يضم كل انصار الديمقراطية عربا وكردا وتركمان وايزيدين وشبك سنة وشيعة مسلمون ومسيح وصابئة وغيرهم لا هذا خاص بالشيعة وهذا خاص بالكرد وهذا خاص بالسنة كما هو حاصل الان

ثانيا الانفتاح على الجميع على كل القوى السياسية المجموعات الاسلامية والقومية التي تؤمن بالديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية واحترامها وكسبها لجانبه في مواجهة المجموعات والقوى المتطرفة والمتشددة دينية قومية عشائرية اعداء الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية واعتقد ما حدث في تونس مثال رائع يجب الاقتداء به حيث كان تقارب القوى المدنية الديمقراطية والقوى الاسلامية وتعاونها ضد التطرف الديني والعشائري مما ساعدها على نجاح الديمقراطية وعزل القوى المتطرفة الارهابية

ثالثا هدف التيار المدني الديمقراطي الاول ومهمته الاساسية وخاصة في هذه الفترة هو ترسيخ ودعم الديمقراطية ويجب ان يكون قربه او بعده من الاحزاب والقوى السياسية والدينية من خلال قربها وبعدها من الدستور من الديمقراطية والتعددية من خلال احترامها وتمسكها بالدستور والمؤسسات الدستورية والديمقراطية هذا هو معيارها في حكمها على القوى السياسية المختلفة وهذا هو سبب قربها او بعدها من تلك القوى

رابعا الانطلاق من واقع المجتمع من مستوى الشعب ومن ثم البدء في اصلاح ذلك الواقع ورفع ذلك المستوى تدريجيا بدون الاصطدام معه يعني تجنب الاصطدام مهما كان نوع الاصطدام فاي اصطدام في هذه الفترة ليس في صالح التيار الديمقراطي بل يؤدي الى الاضرار به ان لم ينهيه

خامسا وضع خطة واضحة وبرنامج عام تتفق عليه كل المجموعات التي هدفها دعم وترسيخ الديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي تعددي وعلى الجميع التحرك وفق تلك الخطة وذلك البرنامج يجب ان يكون الهدف من التحرك في هذه الفترة بالدرجة الاولى هو أنشاء قوة ديمقراطية تسعى لبناء عراق ديمقراطي في مواجهة قوة غير ديمقراطية تسعى لفرض الرأي الواحد لا على اساس قوة غير دينية في مواجهة قوة دينية قوة علمانية في مواجهة قوة اسلامية فهذا التقسيم يجب رفضه رفضا قاطعا حتى لو حاولت القوى المتطرفة من الجهتين فرضه والتعامل به

سادسا احترام المرجعية الدينية واعلان التمسك بوجهات نظرها والألتزام بما تقدمه من نصائح وارشادات وتعليمات لما تملكه المرجعية الدينية العليا من تأثير وتأييد شعبي واسع كما انها اثبتت ان هدفها خدمة كل العراقيين بكل اطيافهم واعراقهم وافكارهم وارائهم وانها لا تستهدف الا اقامة العدل وازالة الظلم سواء من خلال دعوتها الى انشاء دستور والتصويت عليه او من خلال دعوة العراقيين نساءا ورجال الى اختيار من يمثله في تشكيل البرلمان والمؤسسات الدستورية والحكومة بحرية وبقناعة ذاتية بدون خوف او مجاملة ومن خلال الفتوى الربانية التي دعت العراقيين جميعا للدفاع عن الارض والعرض لمواجهة داعش الارهابية والزمر الصدامية ومن خلال دعوتها لكشف و محاربة الفساد والفاسدين ومعاقبتهم

فكل هذه الفتاوى والدعوات تصب في مصلحة التيار المدني الديمقراطي لهذا على التيار المدني الديمقراطي ان يكون اول من يحمل هذه الفتاوى وهذه الدعوات والتحرك لتطبيقها عمليا وفعليا وكشف حقيقة من يحملها متاجرة ورياء وانه ضدها ويسئ لها عملا

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم