آراء

التنجيم السياسي لدى الاحزاب الاسلامية العراقية

emad aliكذب المنجمون وان صدقوا، وهل كذبت القيادات السياسية العراقية الحزبية الضيقة الافق على طول هذه الفترة من ما بعد سقوط الدكتاتورية ام ان الكذب هو التقية عندهم بسنتهم وشيعتهم . انهم انبهروا بما استغلوه ونهبوه في ظرف طاريء معتمدين على الغش والخدعة لمنتميهم بعدما علموا بانهم اي الموالين يصدقون اتفه المقولات الصادرة منهم وكانهم ينطقون عين العلم والمعرفة بما يمكن ان يحصل من اية ناحية كانت ومنها السياسية والاجتماعية مستغلين الوضع الاقتصادي بعدما وضعوا ايديهم على كل ما يقدرون عليه، ومن خلال استغلال واستئثار بالسلطة وما يمكن ان ينهبون من ثروات الشعب وامكانياته المادية عبر مواقعهم التنفيذية وكانهم شركات مهربة لما يقع بين ايديهم .

المنجم السياسي او السياسي المنجم الذي يسيطر على حزبه الديني بادعاءات بعيدة عن الواقع والحقيقة وهو يعتلي قيادة حزبه الديني المذهبي عبر الحيل والخداع والتمثيل والاستغلال بكل انواعه وليس لتقيته ونزاهته واستحقاقه التاريخي او العلمي وامكانياته،و بنجاحه في حزبه وان استند على التوارث القيادي دون وجه حق وانما للمكانة الاجتماعية التي اتخذتها عائلته نتيجة اتخاذ موقف او قيادة اتوجه صحيح في مرحلة ما، وسوف ينقل ما تقدم به في حزبه الى الشارع مغرورا مختالا وكانه قائد وعالم مفكر زمانه، كما نرى اليوم العشرات منهم معتلين احزاب دينية مذهبية، وهم ما دفعوا الشعب الى التخبط في التمييز بين الصح والخطا او تصديق او تكذيب ما يدلون به سواء من الناحية الايديولوجية او الفكرية او الفلسفية التي حولوا من اجلها كل ما تصل ايديهم اليه من المنابر وفي مقدتها المساجد والحسينيات والندوات والاجتماعات التي يهيئونها من اجل هدف مرحلي، وابعدوا بفعلتهم هذه العراق عن السكة الصحيحة للحكم وجردوه من اي نظام يمكن ان يسير عليه .

اوصلوا العراق الى ماهو عليه اليوم، الى ان تهيات الارضية المناسبة للصحوة الشعبية بعيدا عما دفع الى ذلك مِن مَن يريد ان يقود ما يجري ويصعد على موجة الاحتجاجات باسماء مختلفة، ويريدون التنجيم مرة اخرى وبشكل ومحتوى مغاير لما ساروا عليه طوال العقد والنيف من سلطتهم المطلقة وما فعلوه بهذا الشعب من دمار شامل، وهدموا بنيته وقاعدته ومسانده التاريخية الاجتماعية والثقافية .

انهم وبسياساتهم التنجيمية التي يخدعون بها الموالين قبل اي احد اخر، وبترهيبهم وترغيبهم المدعومة بنصوص دينية سياسيةخاصة لكل فعل، يريدون ان يستمروا في غيهم ويبقوا على راس السلطة، وتصغار الامر وهم يريدون ا يوقعوا بعنصرما منهم من اجل ترضية الشعب ويستمروا هم في مواقعهم وهذا ما لا يفيد اي فرد، وما ينتظره المحتجين هو التغيير الكبير الشامل الذي يؤثر بشكل مباشر على حياتهم ومستقبلهم من الناحية الاقتصادية والثقافية والسياسية وما يؤثر هذا بدورها على الناحية الاجتماعية المعيشية ومسيرة حياتهم اليومية ومستقبلهم .

ما يتخلل التظاهرات من الافعال الشاذة التي ليس للتظاهرات اية علاقة بها من قريب او بعيد، وان كانت مخططة من قبل جهة ما فهي لمصلحة هذه الفئات السياسية الدينية جميعا، وان كان اليوم يعتقد بعضهم بان الاحتجاج لا يشمله ولا يخصه وربما يعتبره لصالحه لانه سيقع بمن ينافسه او كانه على الضد من غريمه فان غدا ان شعر بانه هو الاخر المقصود وهو المسبب ايضا لما وصل اليه العراق، فانه لن يقف مكتوفة الايدي، وهذا ما يحتاج الى الحيطة والحذر وخطط لاتقاء التظاهرات من هؤلاء وافعالهم .

لحد الساعة، المرجعية الدينية لها دور مشجع وداعم، الا انها لو احست بان المسيرة لا تسير بما يهم ما تؤمنبه وخرجت عن الحدود التي تعتقد بانها المناسبة وفق نظرته، فانها ستاخذ ادوارا اخرى . ان العلمانية التي تنادي بها الجمع الغفير من المحتجين لا يمكن ان تسير بسلاسة دون عراقيل من المخالفين لها . فان هناك مفترق طرق واضحة المعالم بين العلمانية والاسلام السياسي، اما السلطة الدينية المطلقة التي تهم المرجعية قبل الاخرين وهي لا تالوا جهدا في الوصول اليها، وفي هذه الحالة يمكن ان يرفع سقف متطلبات المؤثرين على ما يجري ويبرز من خلاله ربما الولي الفقيه ان حدثت الفوضى فيما يجري . الا ان المرجعية الحالية لا يمكن ان نتوقع بانه يعمل وفق اسلوب يمكن ان يؤدي الى اعتلاء الولي الفقيه الى السلطة كما هو حال الايران الاسلامية، وعليه يجب ان يحذر الجميع من تدخلات ايران الفضيحة في امر التظاهرات، فانها لا تقف من بعيد مكتوفة الايدي ايضا وستعمل على تفعيل مواليها في تحقيق ما تريد او تتدخل بشكل مباشر ان احست ان الامر سيخرج من ايديها، وربما سيكون للمرجعية في تلك اللحظة راي اخر وهي ترى خراب البنيان التي جهدت في ايصاله الى ما تريد ووفق ما تعتقد بانه الصحيح . كل ما يمكن ان تعتمد عليه الناس هو قوتهم الذاتية وتعاونهم وتكاتفهم والتنظيم الجيد النابع من الوعي الذاتي بعيدا عن المخططين من المصلحيين الحزبيين وخصوصا من الاسلام السياسي . اي، الامر الهام هو امكانية ابعاد ايدي ايران من التدخل في شان الاحتجاجات والتظاهرات الكبيرة او امكانهم من احداث فجوة او ثغرة فيها لمصالح ذاتية كما تعمل علي مثل هذه لافعال منذ سقوط الدكتاتورية وبها سيطرت على زمام الامور معتمدا على مواليها المخلصين، ومن ثم على منع احزاب الاسلام السياسي التي لا تهمهم الا مصلحتهم الخاصة من التشويش والتدخل في التظاهرات .

اذا الابتعاد عن المنجمين السياسيين الذي يريدون الخداع والتضليل بتنجيمهم من خلال الاحزاب الدينية الاسلامية وكذلك السياسيين المنجمين الذين لا يهمهم سوى المصلحة الخاصة بعيدا عن اي ايديولوجيا او فكر يعتمدون عليه، وان اتحدا اي السياسي المنجم والمنجم السياسي فان مصير البلد خراب دائم كما نشهده في العراق لحد الساعة، واحد ابرز اهداف التظاهرات هو ابعاد ايدي المنجمين السياسيين بانواعهم المختلفة عن العراق ومستقبله .

 

 

في المثقف اليوم