آراء

كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية

emad aliاخيرا اطلقه بوتين بكل صراحة وقاله دون مؤاربة او تردد او خوف من قول الحقيقة، وهو ما يقع عليه وعلى غيره ايضا الا انه كشف ماوراء الجرائم التي تحصل في سوريا ومتاهاتها، انه حسم الامر بجملة واحدة واوضح ان الابرياء التي تذهب دمائهم سدى، ليسوا الا ضحية صراع اقتصادي وهو مرتبط بتوجهات سياسية، والاثنان مرتبطان مع البعض حيث ندري . قال بوتين في تصريحه لجريدة الحقيقة الروسية واطلقه بعدما وصل الحال الى تدخله المباشر وقال؛ انه لن يدير ظهره لسوريا مهما حصل وسيدافع بشكل مباشر وبقوات روسية دفاعا عن نظامه السياسي. وهذا معلوم للناس وليس عليه غبار، بل تدخل الجيش الروسي بشكل مباشر وبهذا الشكل الذي جلب معه رد فعل امريكي واوربي قوي، كان لابد ان يفرز اسباب ورد فعل ومن ثم رد على الرد كما يحصل الان، وكل تلك التدخلات الواضحة وما تنتجه المعادلات وموقف الدول منها اندفاعا من مصلحتهم الاقتصادية والسياسية وبعيدا عن كل ادعاء انساني كما يطلقونه على الهواء بكل صلافة . وما اثبته السيد بوتين هو بيان سبب وما يدعوه الى الدفاع المستميت عن النظام السوري ومنع اي قوة من اسقاطه او التحرك بهذا الاتجاه، ووضع نفسه ودولته في موقع الدرع الامامي لبقاء النظام دون امكان التغيير مادام روسيا على هذا الموقف وسيبقى، وهو يعمل كل ما يستطيع للحفاظ عليه، وهذا ما افصحه بشكل مباشر واطلق القنبلة وهي السبب الحقيقي لما وراء ما يجري، وقاله بكل صراحة، وهو السبب الاقتصادي اللعين الذي يسبب كل تلك التضحيات الانسانية ويتشدق الفاعلون بالانسانية، وهم غارقون في خرقها بدافع المصلحة الاقتصادية. ليعلم العالم ماوراء السبب، حيث قال بوتين؛ انه لن يسمح بمرور انبوب الغاز القطري من الاراضي السورية لاوربا حتى بعد الف عام . وهذا يعني الكثير وليس ما يهم قطر لوحدها بل يبين ما يقصده بوتين حول استراتيجية الغرب وما يهتمون به من العمل على احداث التغييرات التي تؤدي على سيطرتهم الفعلية النهائية على الممرات الاستراتجية وربط دول الخليج جميعها وليس القطر لوحدها مع العراق وايران ايضا والدول الهامة الشرق الاوسطية عبر سوريا، هذا هو اصل المحنة والسبب اطلقها السيد بوتين بكل صراحة واوضح للعالم، ان السبب وراء الحاح دول الخليج والتحالف على اسقاط النظام السوري وامتناع الاخرين ومنهم روسيا من ذلك السبب اقتصادي بحت ول يس انساني او تغيير النظام نحو الديموقراطية والشعارات النظرية . وهذا التناطح هو الذي خرب البلاد والعباد في سوريا التي امتدت الحرب فيها لما وصلت الى هذه الحال من الماساة غير المسبوقة بطولها وعرضها، وكل قطرة دم تسيل هو نتيجة وذنب على المتحاربين والمصارعين سواء مباشرة لنفسهم او وكالة او من وراء الستار جراء ما يحصل، نتيجة كل تلك الصراعات العالمية الاقتصادية التي اجتمعت وتكورت في بقعة اسمها سوريا صاحبة الموقع لااستراتيجي والعامل الحاسم، ومن اجل رفع مستوى ثقل كفة الغرب اقتصاديا على روسيا والتاثير على موقعها واستخداماتها، او التعويض واحداث تغفيير لوضع البديل لها في اهم واكثر الروافد الاقتصادية استراتيجية، والحد من اهمية موقع روسيا الاستراتيجية وعلاقاتها واهميتها السياسية بالنتيجة، ويكون بداية لسيطرة القطب الواحد نهائيا على العالم بكل سهولة .

هل يفقه العالم اليوم ما يحدث وراء الستار ومن يذهب جراء كل تلك الصراعات اللاانسانية الاجرامية من اجل الراسمال اللعين؟ انها هي النقطة المفصلية الحاسمة والتي تهمل اي شيء وان كان انسانا بذاته من اجل مصالح مادية معينة فقط. هذا هو الانسان ومن يدعي الانسانية على الملأ وهو يقف ضده في العمل والصراع الذي يسير عليه .. يالهم من اطراف ودول وقوى مخادعين للانسان باسم الانسانية في العالم .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم