آراء

اقليم كوردستان الى اين؟

emad aliانه لمحير ان تبحث عما يسير اليه اقليم كوردستان من حيث تعامله مع المستجدات في المنطقة وموقفه من التحالفات الجديدة، والجانب الداخلي الغارق في الازمات المستعصية التي خلقتها الطموحات الحزبية الشخصية وعدم قدرة القيادة على ادارة الاقليم نتيجة الاطماع الشخصية الضيقة .

من الجانب الاقليمي: لقد استحدث تحالف رباعي روسي في المنطقة ولم يبين الاقليم موقفه، الى ان سمعنا اليوم انه ليس طرف في هذا التحالف عند زيارة الوفد الكونغرس الامريكي لاقليم كوردستان ولقاءه بالسيد البرزاني رغم انه لم يتمتع باي صلاحية قانونية وسياسية للبت في مصير الاقليم في المحافل الدولية، لانه الان رئيس لحزب ليس الا ويعيش الاقليم في فراغ سياسي وقانوني وليس له رئيس اقليم معتبر قانونيا وسياسيا . وتعامل امريكا معه لم يات نتيجة حسن سلوكه وتصرفه السياسي بقدر وجود فراغ قانوني او بديل معتبر، وليس امام امريكا الا ان يلتزم بما لصالحها ومصلحتها وهو التعامل مع من يخضع لمتطلباتها مهما كانت ولاي هدف كانت على الرغم من قراءة ما يضر مستقبل الاقليم، وقبول ما تفرض من قبل البرزاني نتيجة ضعف موقفه الداخلي، وهذا ما تستغله امريكا ايضا في هذه الاونة لفرض ما تريد عليه ومنعه من اتخاذ موقف حيادي ازاء ما يحصل في المنطقة . وعليه سيكون الاقليم تحت رحمة القدر وما تفرضه امريكا دون اي اعتبار لمستقبل الاقليم .

من الجانب الداخلي : تشبث الديموقراطي الكوردستاني والبرزاني كعائلة وشخص ببقاءه على كرسي رئاسة الاقليم، دفعه الى العبثية في التعامل مع المجريات والاحداث في جو فوضوي، وعدم الاعتبار لراي الشعب والقانون وفرض الرغبات على الناس بحجج واهية مختلقة لا يمكن تصديقها الا انها ناتجة من الدوافع الشخصية الخاصة، او خوفا من اكتشاف امر الاقليم امام الناس من الفساد واللعب بمصير الشعب مما حدث من قبل السلطة السابقة واثناء تداول السلطة واعتلاء اخرين لكرسي الرئاسة ، ولذلك اوصل البرزاني الحال الى انقلاب سياسي وقح لم يبقوا للقانون شيئا، وعادوا بالاقليم لحكم وسلطة الغاب استناد على منطق القوة التي استخدموها ضد راس الشرعية التي يتمتع بها رئيس البرلمان والتي استلمها بتخويل الشعب بشكل ديموقراطي وفق القوانين المرعية وبانتخابات قانونية . اي؛ الان نحن امام استخدام القوة امام السلم والشرعية والقانون من قبل من ادعى احترام القانون لم يعمل بما ادعاه تضليلا .

ان ما اكتشف حقا اليوم للجميع، ان الديموقراطي الكوردستاني ورئيسه كشف عن حقيقته نازعا القناع الذي وضعها باعاتماده الخداع والتضليل من اجل التماشي مع العصر دون ايمان به من حيث الجوهر وخداعا لما يهم الناس . اليوم ضربوا الديموقراطية والسلم الشعبي والامن والاستقرار بمصلحة حزبية شخصية ضيقة . هل من المعقول ان تمنع رئيس اعلى مؤسسة تشريعية من دخول العاصمة لمزاولة مهامه القانوني الطبيعي من جهة وتطرد وزراء كتلة دون رجوع الىالبرلمان في اتخاذ قرار مبهذا الشان، ودون اي قانون او قرار صادر من اية مؤسسة شرعية ولا من اي حزب عدا الشخص البرزاني وكتلته المسيطرة على حزبه . اليست هذه قمة التخلف الفكري العشائري الذي يتميز به هذا الحزب وقادته .

اذاً، اقليم كرودستان ليس بمامن عسكريا قانونيا شرعيا، ويمكن ان نعتقد بانه على كف عفريت ومستقبله القريب وليس البعيد فقط غير معلوم المستقر والنهاية، وان العائلة قدمت ما ضحت من اجله الناس من النفس الى الفراغا وراحت سدى نتيجة الاصرار على المصالح الضيقة . فتحالف الاقليم اليوم غير معروف ولا هو المضمون ولم يعرف لحد الان، هو مع من في المنطقة وما لصالحه وكيف يقع مستقبل المنطقة وكل ما يسير عليه عشوائي وهو تابع لدولة اقليمية، دون اية دراسة علمية معمقة كما تحتاجه التغييرات السريعة التي حدثت في المنطقة . وما يعتمده الاقليم ليس الا الخنوع والخضوع لمن هب ودب نتيجة ضعفه داخليا . وهو في تراجع مستمر من حيث ظروفه العامة وغير معلوم الاستراتيجية ولا يمكن ان نتوقع خروجه من المستنقع الذي اوقع نفسه فيه جراء تعنت شخص وعائلة وحزب دون وجه حق . هذه هي كوردستان وتاريخها ويعيد التاريخ نفسه مرات عديدة والمذنب هو ذاته الكورد بقياداتهم غير المقتدرة والمتخلفة الناتجة من الوعي العام المتدني والقذارة الفكرية والحزبية التي تعيش فيها هذه القيادات، ولن يخسر في النهاية الا الشعب كما شاهدنا في نهاية ثورة ايلول والانتكاسة والفشل الكبير التي اصابت بها، ولم تفر القيادة الا ومعها ما حملوه من اموال الثورة التي كانت هي الاهم في عقليتهم وتمسكهم بها على حساب مستقبل الشعب قبل اية مصلحة عامة . اليوم يمكن ان نعيد ما شاهدناه من قبل 3 بشكل وطريقة اخرى ولكن الاثنتين اي الانتكاستين مخزية للجميع .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم