آراء

الغرب الجديد ينهار والعرب متشبثون بقشة بعير فماذا بعد؟

altayb baytalalwiظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّوَالْبَحْرِ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏ ‏ (الروم‏:41)

يهدف هذا المبحث –على إختصاره وعجالته- الى توجيه نظرالقارئ المتسائل المستعجل عن جدوى أولا جدوى التنقيب عن الحلول النظرية للفوضى العالمية المستشرية في هذاالعالم المشوش المضطرب، الفاقد مفكروه وساسته للرؤى الواضحة، وفي عالم عربي مصاب نخبه ومفكروه ومثقفوه وفقهاؤه بعمى البصيرة، حيث ما فتئت الأمورتزداد تعقيدا على الجغرافية العربية، في حين أن نخبنا من الساسة والمفكرين والمبدعين والفقهاء عما يحدث لاهون ولا يفقهون، ثم يتفاجئون عند صبيحة كل يوم بتسارع الأحداث اليومية المتقلبة والمثقلة بالمفاجئات الخطيرة، المرافقة لتبخرإدعاءات أطروحات التغيير –سواء عن طريق التنوير الغربي أو التثوير العربي من أجل الأفضل، حيث كان نصيب العرب والإنسانية-بحلول الألفية الثانية-هو المزيد من التخلف الإجتماعي والإقتصادي، والإنحدارالخلقي الى الأسفل، بعد أن تم إيصال مشروع الفوضى العالمية الجديدة إلى مداه، عبرأهم براديغمات فهم العالم الجديد التي أبدعته الإمبراطورية: -أمريكا وإسرائيل- عقب الحرب الباردة – بعد أن إعتقدت الحضارة الغربية - (الإغريقية–الرومانية- اليهودية) الجذور، الديموقراطية الأصول، والمتنورة والحداثية التصورات الغايات، الإستأصالية المناهج، والهجومية الوسائل والأدوات، بأنها تفردت بكعكعة العالم، والإنتشاء بعودة القطبية الأوحدية، فإذا بها تتفاجؤ بمضايقات الدب الروسي العائد الى المعترك الدولي بحلته القيصرية الجديدة وتحرشات التنين الصيني المتطلع الى الهيمنة الإقتصادية على أركان الدنيا الأربعة ودهائيات الفارسي الطموح الى تقاسم الكعكعة بالإستماتة بالدفاع عن مصالحه، مما جعل العم سام يستعشر أعراض الوهن والتكلس والشيخوخة وبداية ما بعد الأمركة كما عاينت البشرية في التسعينات ما بعد الإتحاد السوفياتي ، فأصبح العالم-بموجب كل هذا- يعيش ظاهرة متفردة غيرمسبوقة من الهمجية واللاإستقرار، لم تعرفها البشرية منذ الأغارقة، بسبب مايلي:

- عقم عقول المفكرين والفلاسفة والمثقفين والمنظرين الغربيين عن التنظير، بسبب تعملق المعضلات، المرافقة لتزئبق الحلول المطروحة،

- فقدان المرجعيات القيمية الأكيدة التي تعطي للإنسانية الأمل والقصدية والهدفية والرجاء والمعنى والخيرالأسمى، مما أدى إلى موات اليقينيات الغربية الكبرى الإدعائية لمختلف الرهانات الأساسية للقضايا الإنسانية الأساسية، التي سطرتها أقلام عمالقة الفكرالغربي منذ القرن التاسع عشر إلى ما بعد الحرب الباردة،

فتوارت تلك النظريات عن الأنظار بعد أن سيطرت قاعدة اللايقين التي لاحت في آفاق المعارف ومناهج العلوم الإنسانية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فجرت تساؤلات فلسفية وفكرية وثقافية جديدة جديدة أثارتها همجيات الحربين الكبريين، وفظاعات تهديد ابادة البشرية بالنووي، التي طبقتها على الأرض بشاعات (هيروشيما، وناغازاكي) التي فاقت همجيات الحربين العالميتين اللتان كانتا حروبا ما بين أكثر الدول ديموقراطية وتنويرا

ومع بزوغ فجر الستينات:إستحوذ الإهتمام على الساحة العالمية وبالخصوص في الأوساط الأكاديمية البحثية في مجالات (الجيو-سياسة) والعلوم الإنسانية، بأطروحات ونظريات التكامل الإقتصادي ما بين الماركسية والرأسمالية، التي نظر لهذا الطرح الجديد كل من الفيلسوف والمفكر الستراتيجي ومستشار الأمن القومي والت روستو في نظريته المسماة ب مراحل النمو الإقتصادي مع مساهمة نظيره في هذا الطرح الفيلسوف اليهودي الفرنسي ريمون آرون في نظريته المسماة ب النظام الصناعي الموحد كطرح جديد، وطريق ثالث بديل عن الشيوعيةو الشمولية السياسية، والرأسمالية كحصان طروادة لإستمرار هيمنة الإمبريالية الغربية، وهو طرح مشترك يهدف ظاهريا وإفتراضا الى تلاقح وتلاقي النظامين الفكريين : الإشتراكي والرأسمالي، غير أن الهدف الحقيقي هو تفريغ الماركسية من محتواها، والتمهيد لتفكيك أنظومة الإتحاد السوفياتي والأنظمة اتي تدور في فلكه، فسقط منظرو العالم الثالث الموالين للسوفيات في الفخ المنصوب لهم، ثم كان ما كان من رشوة مثقفي اليسار وشراء ذمم أقطاب الأحزاب الشيوعية والإشتراكية وإنتهى الأمر بأن باع غورباتشوف الدب الأبيض بدون أن يقبض ثمنه فكانت نهاية الحرب الباردةوعودة القطبية الأحادية التي ستعاني البشرية من جديد وذاك هو السيناريو الأسوا للإنسانية منذ نهاية الحرب الباردة الى ما بعد الربيع العربي

- وبموجب الشكية الديكارتية ..، طفحت من جديدعلى السطح تساؤلات جديدة تشكك في جدوى إنسانية الغرب وفي وثوقية عقلانيته أو تنويره ، فسقطت كل الأطروحات الإنسانوية والتفلسفوية الغربية والتنويرية ، التي وعدت البشر من سائر الديانات والثقافات بالسعادة الأبدية، والرفاه والأمن والسلم العالميين، فوقف حمار الغرب في العقبة، بينما ظلت النخب العربية تغرف معارفها الفكرية والإبداعية من الطاحونة الدانكشوطية الفكراوية والثقافاتية الغربية، بدون أي تمحيص أو إبداع عربي أو إسلامي محض أو طرج البديل، فلا يحصدون بالتالي، من طروحات الغرب الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية، سوى هبات الصواعق والرياح والمزيد من التيه والشطح والردح، مادامت القاعدة الأصولية للفكرالغربي الحالي منذ التسعينات هي اللايقين هي القاعدة الأساسية التي هيمنت على الأبحاث الأكاديمية في كل الإختصاصات كما فسرها لنا جيدا المفكر الفرنسي: إيناسور راموني Ramonet Egnacior

 

فوضى العالم العربي لما بعد الربيع العربي:

أما العالم العربي فقد وجد ضالته- مع بدايات الربيع العربي إلى ما بعده- في نوستالجيات العودة الى الخلافة الإسلامية الراشدة مع التمهيد لها بإختلاق العشرات من الفرق الإسلاموية –تكفريية المقاتلة وقالوا لناأنها من بنات أوحفيدات القاعدة

والفصل في الأمر العربي أن الجغرافية العربية ستشهد على المدى القريب المزيد من نسخ النصرة والدواعش في كل مفصل مرحلة إنتقالية غربية- كبراديغم مشبوه وملغوز- وسيكون لكل مولود لقيط إسلاموي جديد إسم ومسمى وأميرمؤمنين، وجيش مقاتل جرارفي مشرق العالم العربي ومغربه، مدجج بأعتى الأسلحة الفتاكة الجيمسبوندية - بالرغم من أن هذه التنظيمات الوطواطية، والدولة المريخية لا تملك- أية مصانع للإنتاج .–غيرأنه–للغرابة- تنهمر عليها من السماء مدرارا كل مستلزمات ومعدات القتال، كما أنهم من الكثرة مثل الجراد المنتشر في كل بلد فيه مصالح (جيو-سياية) غربية، ولا يخبرنا الإعلام الغربي المهول بإمكانياته من أين يأتي هؤلاء سوى ما تجود به قرائح الإعلاميين من خدم وحشم الأليغارشية الحاكمة والمسيطرة على مقادير البشرمن أكاذيب وأحاديث ملفقة ، ولم تسعفنا الحكومات الغربية المالكة للشبكات الإستخبارية العملاقة بتقنياتها الجبارة عن لغزمصادرتمويل وتموين هذه الدولة الإسلامية السوبيرمانية بالعتاد اللوجيستيكي والتسليح الذي يفوق ما تمتلكه دول المنطقة – وعجز ما يسمى ب التحالف الدولي –وهو أكثر من 42دولة- على دحرها وقهرها، بل ويدعو المنقد أوباما بوجوب التحاور معها، مستشهدا بأن الحلفاء في الحرب العالمية الثانية قد تفاوضوا مع هتلر : غير ان التاريخ من زاوية العبر يكذبه لأن الجنرال دوغول قال بالحرف الواحد: عندما ذهبنا للتفاوض مع هتلر والنازيين كان نصيبنا الحرب: فكانت الهزيمة النكراء في عام 1943، وعندما ذهبنا لمحاربة هتلر والنازيين كان من نصيبنا الإنتصار والتفاوض

وكل ما حدث بعيد الثورات العربية السيركية هو المسارعة بإقامة حكومات كاستينغ إسلاموية كاريكاتورية-بدون مراعاة التدرج في مخاطبة الناس–بقدرعقولهم- كما ورد في الأثر الشريف –

-عدم الدعوة إلى أسلمة المجتمع، بتجديد الإيمان في القلوب على هدي القرآن والسنة، بعد طول المدى وإتباع الأهواء وغلبة الغفوة وقهرالغفلة-،

- تحريم الحواربالتي هي أحسن، وتجريم ذوي القدوة الطيبة، ونبذ الحكمة والموعظة الحسنة –

-عدم التمهيد إلى توضيح نهجهم وتصورهم الإسلامي للمجتمع والقانون وتشريعات الدولة، وبرامج الإصلاح والتنمية، وغيرها من المواضع الشائكة التي يختلفون فيها مع معارضيهم،

-عدم التواصل بالحواروالكياسة- حتى مع تنظيمات إسلامية أخرى–سنية سلفية وغيرسلفية، وسنية وغير سنية،

- التسرع بالإنتقال المفاجئ مباشرة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية حسب الفتاوى التيمية المكفرة للأمة الإسلامية، فحولوا بذالك الشريعة الإسلامية إلى آليات إجرام وأدوات للفتك والبربرية، وأساليب للإقصاء والإستأصال

- الإنقضاض على السطلة على هدي الأطروحات الجديدة ل لفقه الأوليات المدعمة لما يسمى ب الفقه المقاصدي بهدف شرعنة تحقيق هدفين:

أولهما: إستأصال كل ما هو خارج عن مواصفات الفرقة الناجية بالترويج إلى تكفيريات إبن تيمية وعبد الوهاب وبن بازومن يسير في ركبهم ،

وثانيهما :تشويه الإسلام في العالم–الذي أصبح قرية مصغرة بإقامة شريعتهم بكل الوسائل الغريبة والشاذة عن الدين الحنيف بفتاوى زولوجية غابوية -لانراها حتى في مجاهيل الأدغال–حسب ما تفرضه الضروروات الشرعية التي تبيح المحذورات –وذاك مبلغ علمهم كلما حاورتهم، وغاية إجتهاداتهم بسبب تكلس عقولهم، وتحجر قلوبهم عند غياب نص قطعي الدلالة

- سقوط الإسلامويين والسلفويين كلاعبين صغارفي الفخ المنصوب لهم–غربيا-بتهافت خطاب: الإسلام هوالحل –بالمنظور الإخواني-السلفوي -وليس بالمنظورالقرآني-، فذابت أطروحاتهم بشكل مريع ومزري في زمن قياسي لا يتعدى قرابة العامين، عندما تم إختبارهم في الميدان، فرسبوا في الإمتحان بعدأن أعماهم الطمع ووهج السلطة وبريق المال، وإزدادوا تطاوسا وتغطرسا عندما توهموا-، بسبب جهلهم للعبة السياسية المحلية والإقليمية والدولية-، بأنهم اللاعبون الأوحدون على رقعة الشطرنج العالمية المركبة بتشكيلاتها المعقدة، فقزمتهم الأحداث المتسارعة والمفاجئة التي لم يعدوا لها عدتها –على رأي الحنفية- ولم يقرؤا لها حساباتها، ولخلو برامجهم الإرتجالية من تحديد الأوليات للبرامج المتوخاة، فتم تحجيمهم الى حجمهم الطبيعي كمتحزبين إنفعاليين وتسطيحيين، فإنطمست أبصارهم، ولم ينظروا في سوء المآل، فخالوا أنفسهم شعب الله المختار ، وظنوا أنهم قد سيفرضون لعبتهم السياسية القاصرة، وخططهم القصيرة النظر في لعبة الأمم التي يصنعها الكبار، ويضع شروطها عمالقة الغرب الجبار...، فأبعدوا المقربين من المسلمين من سائرالمذاهب والفرق الإسلامية–السنية–بما فيهم الأشاعرة والمتصوفة– وغير السنية من الشيعة والإباضية–، والنصارى العرب من أهل القبلة–الذين يحرم أداهم إلا بالحق- فمالوا حيثما يميل المال بالتمسح بممولي الفتن والفرق الضالة، وأشاعوا هرج سلوكيات التدينيات Religiosité الطقوسية الخشبية الفارغة، تسويغا لتطبيق الحدود الشرعية على البشر بما تمليه عليهم عقولهم المتخشبة وأهواؤهم المتحجرة

- وتم إسقاط تلكم الحكومات الكومبارسية-الربيعية بنفس السرعة التي أوتي بها، ثم الإتيان بحكومات أخرى مقومجة في مصر، وملبرلة في تونس، وتم الحفاظ والدفاع عن الحكومات الموالية لكبار القوم الماسكين بناصية الأمور في العالم وترك ليبيا الربيعية المتأسلمة لمصيرها المجهول، ينعق على أطلالها البوم والغربان لتكون النموذج المستقبلي للرخاء والرفاه والأمن والإستقرار ومادماكس للعرب أجمعين، ومثالا للترشيد الغربي للأزمات الإقليمية والدولية، حيث أقسم الغرب ألا تعود ليبيا إلى سابق عهدها، ولو إجتمع كل حكماء الأرض على صعيد واحد، أوتم تنظيم كل المؤتمرات الدولية والإقليمية، سوى الإتيان بحكومات جاهزة من خزائن ومصانع الغرب الصالحة للإستعمال مثل شفرات الحلاقة، لأن الغرب لا يمكنه الخروج عن عقيدته الكولونيالية القديمةكلما تهددت مصالحه، فيجددها بخطابات وأقنعةومسوح جديدة، وبأنبياء جدد، وبتمسرحات بالزاكية جديدة، يمارسها الغرب عند مفترق مراحل إنتقاله الجديدة، فتنطلي على المغفلين من العرب، وليس لهؤلاء من نصيب - في مراحلهم الإنتقالية الجديدة- سوى لإستجذاء والصعلكة السياسوية ولعق أحدية المستعمرين القدامي، ووسيتم ذلك في القريب العجل بالثورات والثورات المضادة ربيعية أم شتوية، سواء بممارسة التنوير بهدف تحقيق الدمقرطة أو التثوير بغية التغيير الأوبامي من أجل قلب الأنظمة ...، وإلا فليحدثنا مستشارو الحكام العرب القدامي والجدد عن المعنى (المعجمي – السياسي) لما يسمى ب مراحل العرب الإنتقالية التي ملأت الأسماع منذ عقود؟وليدلونا عما حققه كل العرب من ربيعيين ومتفرجين شاطرين في مرحلتهم الإنتقالية الجديدة سوى الفوضى والإرتجال والدمار والضحك على الأمة بالضحك العبثي الكافكائي المرير؟ أم أن تخريب الديار وبيع الأوطان في أسواق نخاسة العواصم الغربية وتل أبيب هو الفتح المبين؟

- وبموجب الحيثيات التي أتيت على ذكرها في كتابي ربيع المغفلين والتي لن أمل من تكرارها في كل مقالتي – إلى أن يثبت لي أحدهم- من المدافع عن الطرح المضاد (وحق الإختلاف حق شرعي إسلامي وعقلاني بحث)- فمن الأكيد أن المنطقة ستعود إلى المربع الأحمر من جديد-على المستوى المنظوروالقريب-في إنتظار لورنس آخر/ وإلى أن يستمكل عراب العرب الجديد برينار هنري ليفي مهمته الجيمسبوندية المنشغل بها في أوكرانيا في محاولة إنجاز المهمة الأصعب في التاريخ المعاصر، وهو تفكيك روسيا من الداخل، وإيجاد المعادلة الصعبة لكيفية الإطاحة بقيصرها الجديد، بمساعدة ممول الثورات الملونة والفاكهانية والموسمية وسمسارلصوص الأليغارشية المالية الدولية وحكومتها الأممية الخفية جورج سوروس

- ولننتظر عما قريب هبات عربية أخرى في الدول الربيعية الحالية ترفع شعارات التغيير أو الترحيل ، وسيتم من جديد تبديل الدمى وتزويق الخيام والديكور عبر خلائط غريبة من إئتلافات حكومات عجيبة لا يجمع إفرادها سوى النصب والدجل والإحتيال والإمتثال للغربي، مع تغيير الأقنعة والخطابات والشعارات، وتلك أحوال العرب منذ صرخة أحد رواد قوميتهم العربية في عشرينات القرن الماضي ساطع الحصري من أين نبدأ ولا أحد يدري كيف سيبدؤون ومتى ما هو نهج الإبتداء؟وتلك أمانيهم و: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

 

هل وجد عرب ما بعد الربيع العربي بديلا لسقوط الإسلامويين؟

الجواب القطعي، كلا:فقد أصبح العالم العربي في الزمن العربي سوقا عكاظية لكل البضائع البالية الرخيصة( السلفوية– التيمية- الوهابية)ـ والسلع المستعملة العلمانوية الجاهزة في أسواق الخردوات الغربية –بالمجان-، وسلع من العلمانيات العربية الجديدة المبهرجة، ولبرلات محلية مزركشة تتثير الناظرين من المشبوهين (ودليلنا تزايد الإقبال على التسجيل في لائحة التظاهرة المثلية الموسمية الدولية لهذا العام والأعوام المقبلة من أفراد دول متأسلمة ومحافظة) حيث ، يتكلف بالتنظيرلكل هذه الرزايا والخطايا التي تضرب في ما بعد الربيع العربي في مضاريب الخيام، وتكايا القصور، وباحات المجمعات الجامعية والندوات الدولية– تكلف محاضراتها ومدارساتها ملايين الدولارات- يتكلف بها نصابون غربيون فشلوا في ترشيد معضلات بلدانهم امثال طوني بلير وكوندوليزا رايس ونيكولا ساركوزي وغورباتشوف وغيرهم من النصابين السياسيين الغربيين-،

وكما نرى أن مرشدي الدول العربية–في السلم وفي الحرب-هم عباقرة الفاشلين الغربين في بلدانهم . والأدهى أنه لا توجد لطروحات هؤلاء االمحاضرين النصابين، أي سند مذهبي أومعجمي في فلسفات السياسة والإقتصادية الغربية الكلاسيكية، سوى الإستقاء من الرؤى الإيديولوجية الحديثة المتقلبة والملونة، عناوينها التهريج والخبط، ومضامنيها أخلاط نفايات رؤى أنارشيات القرن التاسع عشر، وتصورات سياسوية براغما تية نفعية وصولية، تفرزها الحاجيات الغربية السريعة التي إستفحلت مع نهاية الحرب الباردة ...، وإزدادت جشعا وطمعا وتغرطسا مع نهاية الربيع العربي، غيرأن العرب الجدد: تقدميوهم وفولكوريوهم يبلعونها بسهولة بدون أية جرعة ماء

- كما أظهرت دراسات ميدانية سوسيولوجية غربية في الزمن العربي الجديد، ما يلي :

- تفاقم الهجرات الجماعية المروعة من البلدان الربيعية التي عجزالغرب الصناعي المتخم عن إستيعابها، رغم أكاذيب الساسة الغربين وترهات مستشاريهم عندما صرح عراب الربيع العربي : بيرنارهنري ليفي بعيد تفجيره للجغرافية العربية: بأن أوروبا الغربية تحتاج الى حولي ستة ملايين من المهاجرين، كتنبإ كذبته الأحداث اللاحقة في كل من تونس وليبيا وسوريا، وتلك من منقبات الربيع ومن نتائج السلفوية-إلإخوانية

- تزايد موجات الإلحاد الجماعي في الدول الربيعية ودول محافظة خليجية

- ذيوع هرطقات روحانيات جديدة مزيفة (تروج لها المحافل الماسونية ) مثل : مجامع عُبَاد الشيطان تدعمها ذيوع الإستسراريات soterismesé والخفائيات الجديدة الواردة على الجغرافية العربية من خارج المحيط العربي، -وخاصة من وراء الأطلسي: من بلاد الأنغلو-ساكسون والعم سام-التي تروج لها التقاليد الغنوصية التلمودية الجديدة، التي ينصح عراب الثورات العربية اليهودي التلمودي هنري بيرنار ليفي بتدريسها في الجامعات العربية والإسلامية، ويضيف هذا الليفي : ويستحسن ان يتكلف بذلك حاخامت من تل ابيب –هكذا !-، والعمل على إخضاع التصوف الإسلامي الصافي الأصيل إلى قواعد غرابات الإستسرار الغربي المعاصر وتقعيده على أصول ومرجعيات غنوصيات الأفلاطونية الحديثة، والتلمودية، والقبالة العبرية

-الدعوة الى روحانيات مغلفة بمغالطات ظاهر الروحانيات الشرقية المزيفة– تحت دعاوى مواجهة التطرف والإرهاب مثل البوذيات التيبيتية المأوربة، واليوغيات المأمركة ، التي تلقن لنجوم السينما والرياضات المربحة، التي يتم الترويج لها في النوادي المغلقة النخبوية، تصيدا للمغفلين الأثرياء والمعوزين على السواء، ومساهمة في تثبيت المفسدين في الأرض من الساسة بالطرق الناعمة، الداعية إلى أنواع شاذة من الممارسات الروحانية الإسلاموية المزيفة، تعقد لها منذ الألفية الثانية ندوات عالمية في عواصم غربية ومدن عربية عتيقة بالديكورالشرقي الإيكزوتيكي ، وبتمظهرات فولكلور السبحات والجلابيات الأندلسية، والطرابيش التركية والشامية والمغاربية .

 

وتستقي هذه الهطرقات الروحانية العربية الجديدة-مصادرها المذهبية والمرجعية ومعينها المادي من مصادر ماسونية وتلمودية، بدعوى تجفيف ينابيع الإرهاب، والتطرف الإسلامي تحت رعاية وترشيد خبراء مراكزالبحوث الغربية وعبرالندوات الثقافية والتجمعات الدينية والفنية في العالم العربي واغربي الممولة من طرف منتجي الإرهاب والتطرف أنفسهم

 

ما الذي يحدث في العالم الأوروبي الموسر المشاطئ للجنوب المعسر؟

- لم تنفع مساحيق الإحتفاليات الهيستيرية في العواصم الغربية، في سترتفاقم المعضلات المستشرية العالمية، أوإخفاء أعراض المخاوف من المجهول، فقد طغت مظاهرالإرتعاب في مراكز البحوث من كوابيس إحتمالات مفاجآت المزيد من الأزمات المالية الأمريكية والأوروبية، وضرورة إختلاق الحروب والمجاعات والمزيد من الإبادات، من أجل القفز على المعضلات الإقتصادية والإجتماعية، بغرض التعجيل بتفجير الكرة الأرضية

- إنشغال المفكرين الستراتيجيين الغربيين بالمشاريع الهجومية الجديدة الكبرىعند نهاية كل عام، والعمل على إقصاء كل مشاريع الحلول الخلاقة الممكنة

- إستمرارالغرب في نهج إستكمال مشاريع تفقيرالشعوب الضعيفة الذي تم التخطيط لها منذ إعلان النظام العالمي الجديد في نهاية التسعينات، تمهيدا لتسويغ المالتوزيات الجديدة عبرالحروب الإقليمية، والمجاعات والإبادات

- إحياء الفتن العرقية والدينية في المجتمعات اللاغربية من أجل إشغال الدول الثالثية المفقرة بالمعضلات الداخلية، والتعامي عن المخططات الخارجية، بهدف تغييرالخرائط وقلب بعض الأنظمة، أوالمزيد من تكبيش بعضها

- التجديد المستمر لتقنيات زج البشرفي انواع جديدة من الفوضى القادمة، بالوسائل الإعلامية القهارة الجديدة المدمرة للعقل والروح والتفكير، وحشرالإنسانية في الفانتازمات المرضية بغية الإنشغال بذهنولوجيات الزولوجيات، ووردية إيروتيكيات الخنا المستشيطة، المرافقة لنزوعات الإبداعات المنحطة شكلا ومضمونا، حتى أصبحت القاعدة الإبداعية الكونية اليوم هي:الغلاظة، والغرابة، السماجة، الهبوط، القذارة، المؤدية في النهاية إلى اللامعنى، واللاقصد واللاهدف واللاغاية

 

د. الطيب بيتي

 

في المثقف اليوم