آراء

نعم اخطات حركة التغيير بمشاركتها السلطة في اقليم كوردستان مبكرا

emad aliاننا نكتب ما نؤمن به وعن دراية وعلم وبحث وتدقيق بما يجري وفق تاريخنا الثقافي السياسي المعلوم، وبدافع الاخلاص لما نحمل من المباديء قبل اي شيء كما يعرفنا الجميع، ونحن ليست لنا اية مصلحة طالما عشنا في خضم النضال منذ عقود ولم ننفلق كالكما في موسمه. عندما نقيٌم الوضع الكوردستاني من الجانب الموضوعي الذي شاركت فيه حركة التغيير السلطة وبداتها باتفاق انفرادي مع الديموقراطي الكوردستاني؛ نوضح الخطا بشكل عام ومن الناحية الاستراتيجية وما يهمنا هو المصالح الكوردستانية وليست الحزبية، ولم نبدل مصلحة طفل كوردستاني بالف حزب، وما نكتبه نابع من نظرتنا وحالنا واستقلاليتنا وعملنا طوال تلك السنين، ضاربين عرض الحائط المصالح الخاصة، ولسنا ضد اي حزب بذاته وانما نعمل ونقيم وفق مواقفهم وتاريخهم ونضالاتهم .

لنعد الى اصل الموضوع، وهو خطا مشاركة التغيير في السلطة بعد ان تيقنت بنفسها انها اخطات بعدما توصلت الى ما حذرناها منه، وهو التعامل بعاطفة ورد فعل مع الواقع المنبثق منه، وبناءا على الممارسات الشخصية وليست بدوافع واهداف استراتيجية ولم تكن الخطوات بعد دراسات معمقة التي تتطلبها خطوة استراتيجية مهمة كالمشاركة في حكومة اطرافها بكل ما يتسمون به، بمظاهرهم واشكالهم وجواهرهم المعلومة للجميع، وليس لحركة التغيير فقط . نقول بشكل عام ان المشاركة ادت الى :

1-اعادة تعرج النظام السياسي في اقليم كوردستان، بعدما انتفى هذا التوجه حاجته الى مواقف معارضة كما ادعوا، وانهت خطوات انبثلق الحكومة الجديدة وجود المعارضة الحقيقية، او استئصلتها حركة التغيير بالذات بخطوتها بعدما كانت هي المبدعة في انبثاقها .

2-لم تحسب حركة التغيير لما تكون عليه السلطة، مفتكرة انها تحل محل الاتحاد الوطني عند الديموقراطي الكوردستاني وستكون لها اليد العليا في ان تحل محلها في الحياة السياسية العامة وبالاخص في المنطقة الخضراء .

3-لم تقيٌم حركة التغيير الحزب الديموقراطي الكوردستاني جيدا، وكان قرارها بناءا على رد فعل وقتي ومرحلي وليس نابعا من قناعة اكثرية التغييريين، وكما اعلنوا في حينه ارائهم ومواقفهم بصراحة .

4-اتخذوا قرارات شخصية بعد ان تفاجئوا بما حصل وكل ما هدفوا اليه هو بقاء جماهيريتهم نتيجة قربهم عن السلطة وملذاتها وارادوا اقناع كوادرهم قبل جماهيرهم بخطوات ليست الا تكتيكية ولكنها وقعت على حساب الاستراتيجية التي حلموا بها او عملوا على تحقيقها .

5-السنتان من حكمهم لم يتمكنوا من تقديم شيء سواء بسبب العراقيل التي سببها لهم الديموقراطي الكوردستاني، او عدم كفاءة ممثليهم في السلطة والبرلمان، او عدم مساهمتهم للحكم بل مشاركتهم الفوقي وبوزير وعدة موظفين فقط، وبالتالي عدم تمكنهم من تنفيذ برامجهم، وهذا ما يؤاخذون عليه قبل غيرهم، لانهم لم يحسبوا كل الاحتمالات قبل المشاركة والحسم على اتخاذ قرار المشاركة مع حزب محافظ ليس له الا ان يتصرف هكذا في سبيل البقاء على وجوده .

6-كان على حركة التغيير قبل غيرها ان تحسب لما كان عليه اقليم كوردستان من التجاذبات والاحتكاكات وما بين قياداتها والاخرين، وكيف يمكن ان ينفذ من يقدر النفوذ في الفجوات التي اوجدها التاريخ سواء بينها وبين الاحزاب الاخرى، او بين قياداتها الرئيسيين وقيادات الديموقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني .

7-كان على الحركة ان تحتسب لما هو عليه الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني من تقاسم السلطة، ولا يمكن ابتعاد اي منهما عنها، وما لدى الحزبين من القوة العسكرية والمالية، وما نحن فيه في كوردستان من اهمية القوتين في ظل انعدام الديموقراطية الحقيقية .

8-كان على حركة التغيير ان تدرس ما ومن يدعمها من القوة اللينة وما يكون موقفهم وكيف يمكن استخدامهم في واقع اجتماعي ثقافي مزري كما هو حال اقليم كوردستان، وحتى كان من الواجب عليها ان تحتسب لاية شريحة انتهازيتها او دفاعها حتى الرمق الاخير عن من تواليه سياسيا .

9-انها حركة التغيير التي اخطات مرتين في نفس الوقت، لم تحسب لمن يشاركها ولم تحسب ثقلها واهميتها وما يمكن ان يتعامل الاخر معها في اي وقت كان، واصطدمت باجراءات الديموقراطي الكوردستاني اللاقانوني اللاديموقراطي اخيرا، وكان عليها ان تحتسب لكل خطوة يمكن ان تواجهها .

10- ان الاجراءات الصغيرة التي اقدمت عليها حركة التغيير اثناء وجودها في السلطة خلال هذه المدة ليست الا قطرة من بحر مقارنة بما اعلنتهاا في برامجها، وهي ومن خلال سنتين من الحكم لم تنقذها هذه الخطوات من براثن الاجراءات التي اتخذها الديموقراطي، والتي تقع لصالح الفاسدين والمافيا التي تحكم الاقليم .

ان ما اكتبه بناءا على ما اعتقده شخصيا بكامل قناعتي ومن دوافع مخلصة، وليس كالاخر المنتمي الى حركة التغيير الذي يتصرف كالعضو في الاحزاب الكلاسيكية و يكتب (ترهات) باسم الدفاع عن الحركة ومن اجل اهداف شخصية وتملق لهذا او ذاك وبتوجه وعقلية كلاسيكية كماهو حال الاحزاب الاخرى المغلقة على ذاتها، ولا يعلم هذا من هو المخلص ومن هو الجديد على السياسة والكتابة. وانني هنا على اعتقاد كامل واعيده، كان على حركة التغيير ان تصبر كثيرا وان لا تخاف من سقوط كوادرها من حولها، وان تعتمد على الناخب وجماهيريتها، الى ان تحصل على الاكثرية التي تجبر الاخرين ان يشاركوها في الحكم، ولا هي تشارك ضعيفة كما هي حالها الان، ولو صبرت فقط في هذه الدورة وبمجيء داعش والتغييرات التي حصلت لاكملت المهام باجمل شكل وتمكنت من تحقيق اكثرية اهدافها في هذه المرحلة التي نحن فيها . والضمير النقي من وراء القصد .    

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم