آراء

دور المثقفين المستقلين في حل ازمة اقليم كوردستان

emad aliيتصرف المثقف الكوردي في هذه الاونة بحذر كبير ويتردد في سلوكه وبيان ارائه، وهو يدلي بتصريحات بخوف كي لايقع في خطا ما ويُنظر اليه وكانه تابع لاحد الجهات المحتدمة في اقليم كوردستان، ومنذ تعقر الازمة الكوردستانية في عمق الوحل نتيجة تعنت السلطة والخلافات التي نشبت بين اطرافها، ولم نجد من منقذ ينقذ اقليم كوردستان من حاله كي يجد ضالته في هذه المرحلة. المعلوم عن المثقف المستقل المخلص لشعبه وقضيته هو بيان موقفه ورايه الخاص في القضايا اليومية ومنها السياسية، ويجب ان تكون ارائه للصالح العام وليس لجانب على حساب الاخر. وعليه عندما يكون المثقف واعيا لما يدلي بتصريحات كي لا تُفسر خطئا، ويحسب للوعي العام وعاطفة المتطرفين والموالين اهذا كان وذاك، ومن ثم متجنبا لما يضر بقضية الشعب، فهو خير من الف سياسي لا يهمه في كلامه الا ما يقع لصالح ما يؤمن به ويكون دائما الى جانب ما ينتمي اليه،و هو فاقد للحيادية حتما . فالجميع على اعتقاد ان تحركات واصرار المثقفين المستقلين على ايجاد الحلول هو الباب الذي يمكن ان تمر من خلاله الحلول كي يجد الاقليم الطريق الى الاقتراب من الخروج من الوحل بسلام بنسبة مقنعة للجميع، ولكن هل من يؤمن بالقوة والخشونة والتفرد وفرض القانون الغاب وعدم الاكتراث باي شيء وعدم الحذر من ما يؤدي الى لطخ سمعة الاقليم وهو يصارع باسلوب تخلفي، يقبل براي وموقف ونظرة المثقف مهما كان مفيدا او يقع للصالح العام . فهل العلمية ممكنة التفاعل بشكل سلمي ومن خلال تحركات وافعال ومواقف المثقفين بما يتناسب مع واقع الحال والازمة، ام لا حل الا بفرض ما يجبر الجهات على قبول الحل المطروح، وباي اسلوب والية كانت ؟

و باعتقادي واجب المثقف المستقل العمل على :

1- تقييم الوضع كما هو وبيان الحال بشفافية ودون خوف وتحديد المسببات في ايصال اقليم كوردستان الى ما نحن فيه من امر ربما لو طال سنلعن حظنا جميعا لما لا تحمد عقباه، اي المراد هو تقييم مستقل دون تاثير ايديولوجي حزبي وبيانه للراي العام، ومن ثم اشراك اكبر عدد ممكن من المثقفين غير المحسوبين على احد والمعتمدين على عدم الانحياز والسمعة الطيبة اجتماعيا، لكي تكون نتاجاتهم معتبرة من قبل الجميع ويكون لهم دور كبير في اقناع الجهات باي شكل كان .

2- التعبير عن مواقفهم بصوت عالي دون خوف واستخدام كافة الاليات والوسائل من الاجتماعات وا لندوات والكونفراسات والمناقشات الحرة والبرامج التلفزيونية المعتبرة وبيان الراي السديد في وقته لحل الازمة .

3- عدم غض الطرف عن اخطاء ونواقص الاطراف كافة وانتقادهم بشكل مباشر وتحديد المسؤلية بنسب الاخطاء المرتكبة من قبلهم واعلانها على الملا واجبارهم على تقبل كل النتائج والتوجهات المفروضة العمل وفقها .

4- تفعيل كافة الاليات الممكنة والمطروحة امامهم والتوجه نحو المؤسسات الاعلامية والمنظمات المدنية الداخلية، وعند الامكان الخارجية المعلومة عن اخلاصها لاقليم كوردستان، والموجودين في غير دول الاقليم، لتوضيح الامر وتقييم الحال من اجل الارشاد وابراز الدلائل لكل امر وكيفية الوصول الى نقاط الالتقاء للابتعاد عن شؤم الحرب الداخلية البعيدة الاحتمال .

5- الاصرار على اعتماد القانون في ازاحة اي امر لا قانوني وهو ما يوجه السياسة نحو واحة السلام والحل المقنع اينما كانت القضايا ومنها المصيرية لعدم انفلات الامر اكثر من ما موجود .

6- ايجاد طريقة لفرض الحل الملائم على كافة الجهات بطرق مناسبة وباقتناع الجميع .

7- الالحاح على اخذ السلام والامن الشعبي كهدف عام، ومن الواجب عدم المساس بهما مهما تعمقت الخلافات، ووضع حد للاحتكاكات ومنع التراشقات والتلاسنات التي لا تؤدي الا الى الاسوا دائما .

8- ان كانت الديموقراطية والشفافية على لسان الاحزاب ليل نهار، فيجب اتخاذها كالية وطريقة لايجاد الحلول لما نحن فيه من الازمة المعقدة وليس الاستناد عليها نظريا ونفعل العكس على ارض الواقع .

هنا يمكن ان نجد وسيلة وطريق مناسب يمكن ان يقتنع به الجميع او فرضه كيفما كان، وبما يجمع به وعليه المثقفون المعتبرون، من اجل بروز الراي العام والتوجه الجمعي واجبار المخالف على قبول الاصح مهما كان تعنته . انتقاد السلطة والجهات التي حكمت وكل حسب خطاه ونسبة اشتراكه في ايصال الحال على ما هي عليه، لايجاد طريق مشترك قبل فوات الاوان والا بعكسه سوف تتعمق وتتعقد القضية اكثر، فعلى المثقف المستقل الواجبات التي يفرضها الوعي والثقافة المسؤلة، كي يكون لهم الدور الحاسم للوصول الى منفذ الخروج من المازق السياسي العام في اقليم كوردستان .  

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم