آراء

هل مسعود البرزاني واثق الخطوة يمشي ملكا؟

emad aliبعد ردود الفعل غير المنطقية وبعيدا عن القانون من قبل السيد البرزاني ازاء ما حدث حول كرسي رئاسة الاقليم الذي له صله بشخص البرزاني ومصلحته الخاصة وعائلته، فلم يضع امامه وتفاعله وما اقدم عليه كل ما يمت بصلة بمصلحة ومستقبل اقليم كوردستان، بعدما اتخده من الخطوات من منع رئيس البرلمان والنواب المنتخبة من قبل شعب كرودستان العودة الى المؤسسة الشرعية ، وما اقدم عليه من طرد وزراء في الحكومة المنتخبة من البرلمان بامر حزبي بحت دون الرجوع الى المؤسسة التي انتخبتهم، وكأن كوردستان غابة خاصة به ومن ممتلكات آل برزان، وهذا لا يقبله العقل والعصر .

من العجيب وبعد تلك الخطوات غير القانونية، لازال السيد مسعود البرزاني على موقفه رغم كل المناشدات من الخيرين بان ما يقوم به يقع ضد مصلحة الشعب ومستقبل اقليم كوردستان، الا انه لا يلتفت الى اي شيء سوى ما يهم حلقته العائلية الضيقة وحزبه فقط . وفي اخر موقف له بالامس وكانه امر عسكري ناهي لامر القانون، يطلب امكانية عقد جلسة البرلمان بعيدا عن رئيسه الشرعي، ودون ان يصوت احد لحد اليوم على ابعاده بالية قانونية لا يمكن المرور دون اجرائها، او يطلب ويصر على ابقاء البرلمان دون عقد اية جلسة لحين اجراء انتخابات جديدة . فهل هذا نابع من المسؤلية الخطرة التي تقع على عاتق اخطر منصب في الاقليم الذي لا يمكن ان يتولاها الا العقل والحكمة والحنكة، اليس هذا امر الذي لا يخرج من دائرة السلوك القبلي خارج القانون .

بعد تعامل الجهات الخارجية التي لاتهمها التفاصيل الداخلية لما ينظرون الى اقليم كعدد ضمن ما تتطلبه المعادلات السياسية الدائرة في المنطقة بشكل عام، وكل ما يتاكدون عليه هو نجاح مخططاتهم الاستراتيجية لمستقبل منطقة الشرق الاوسط ومن يكون اللاعب الرئيسي وخارطته الجديدة، اضافة الى ما يضعونه من جل اهتماماهم حول ما يكون عليه داعش وكيف يحققون به اهدافهم وكيف ومتى ينهونه بانتهاء دوره . ليس تدخل روسيا المباشر الا جزء من الصفقة التي تجرأ السيد بوتين به واقتحم فيه، من اجل بقاءه قوة هامة لا يستهان بها وان كان اقتصاد بلاده على حال لم تتجه كثيرا نحو النقلة بعد الانتعاش النسبي الذي حل فيه .

اي تعامل الجهات الخارجية مع مسعود البرزاني ينبع من امور خارجية وما يكون عليه الداخل الكوردستاني لصالح المخططات الاقليمية وان كانت على حساب داخل الاقليم، ويتوقف على بقاء الاستقرار في الاقليم على حاله مهما ضُربت المصالح الداخلية كما يحدث اليوم من ضرب القانون، وان كان ما يجري لا يقترب من اي قانون الذي لا تسير كل تلك الجهات الا وهم ملتزمون به في بلدانهم مهما صعب عليهم . اي تعاملهم ينبت من نظرتهم الواطئة الى اقليم وشؤنه وما يسير عليه . ولا يعلم السيد مسعود بذلك وهو سائر على عقليته المعروفة عنها بالمتزمتة المحافظة ومن دون اي المام بالقانون ومستوجباته واهميته لتقدم اية امة . تواصل الجهات الخارجية من اجل اهداف تكون على حساب امور داخلية ليس من مصلحة الاقليم وهو فرض الالتزام بما يجعلهم تابعين لهم الى المدى البعيد، وهذا ما يقراه المتابعون من تعامل هؤلاء بالسيد البرزاني دون ان يحتسبوا لما هو عليه الان من اللاقانونية في ادارة الموقع المسيطر عليه منذ اكثر من شهرين ونيف بعد انتهاء ولايته الممدودة اصلا .

لقد اغتر الحزب الديموقراطي الكوردستاني ورئيسه، جراء ما وصلوا اليه نتيجة اخطاء الاخرين وصراعاتهم وعدم تملكهم الحنكة والحكمة في الصراعات الداخلية من جهة، ونتيجة مصالح شخصية وحزبية ضيقة استغلها البرزاني بخطوات تعتبر سوء استفادة من الفجوات التي انبثقت من افعال الاخرين وتعاملهم مع الوضع الداخلي للاقليم وسياساتهم الحزبية والشخصية وتوزيع الادوار بحيث سلموا كل ما يمت بملف الاقليم الداخلي الى البرزاني وحزبه . وبه اصبح البرزاني ملكا في جلد الرئاسة وله عرش عاجي ملكي يتباهى به في محل كرسي الرئاسة . وكان لم يكترث بالقانون بعدما اغفال الاتحاد الوطني الكوردستاني عن مسؤلياته، وما كاجبر عليه من الظروف التي فرضت عليه مد فترة حكم البرزاني، والبرزاني ينفي نيته في ذلك تضليلا، واصبح واضحا بعدما تلقى موقفا لاعادته لما اقدم عليه الطالباني من قبل، فاصر على بقاءه كاشفا زيف ادعائاته السابقة من سهولة ابتعاده عن الكرسي لو طُلب منه، واليوم يفعل العكس .

اراد البرزاني ان يبني له عرشا ملكيا وباسس قوية واعتقد ان لا يمكن اهتزازه باي شكل كان، ولكن بعد اصطدامه بموقف الجهات الاخرى اخيرا من الاصرار على القانون، اتخذ من الاجراءات اللاقانونية لتغطية اخطائه من جهة ومن اجل اجبار الاخرين على تقبل ما ينويه رغما عنهم وليس للهذه المرحلة فقط وانما من اجل ضمان حكمه وعائلته على الاقل لاكثر من خمسة عقود اخرى كما ينوون من جهة اخرى .

اليوم اصبح الموقف المستجد من الجهات هو الحد الفصل بين ما تفرضه العائلة ومن يقاوم ويمنع التخلف والتحفظ عن العصرنة والتقدم . انه خيب الامال وما اعتقده السيد مسعود البرزاني في انه يسير على خطى واثقة لبناء ملكيته من اجل اثبات اركان عائلته الحاكمة الى اشعار اخر غير معروفة النهاية . فموقف الجهات الكوردستانية ايقضه من حلمه، وربما هذه هي المرحلة التي تفيد مستقبل اقليم كوردستان اكثر من اي ساعة من العقدين الماضيين بعد التحرر من الدكتاتورية، والخروج من الازمة هو انقاذ اقليم كوردستان من المتاهات التي كانت في انتظار ان يدخل فيه بعقلية الحزب والشخص القائد الواحد . وعليه لا يمكن تصور الاقليم بعد اليوم ان يرضخ لارادة ونية حزب يعتبر نفسه قائدا او شخص ولد وتربى على السلطة سواء داخل حزبه اثناء الثورات ام بعد تحرير كوردستان بعد الانتفاضة. وعليه لا يبدوا ان تكون خطوات السيد مسعود البرزاني من اجل ترسيخ ملكيته واثقة ولا يتوقع احد ان ان يمضي ملكا بعد الان، ويجب ان يفكر في ما يخص اقليم قبل حزبه وقبل فوات الاوان عليه وعلى الشعب الكوردستاني ايضا .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم