آراء

لماذا اُغلقت ابواب الاصلاح السياسي نهائيا في اقليم كوردستان؟

emad aliالاصلاح عملية طويلة تفرضها التغييرات وما تفرز منها، وتستلزم وجود عوامل عديدة دافعة لها ولابد من توفيرها للتعامل معها بشكل صحيح وملائم كي تنتج مع ما يفرضه الواقع من المتطلبات الرئيسية للتغييرات المتتالية بعدها على كل المستويات، دون اعاقة مصطنعة كانت ام طبيعية . اي بمعنى اخر، ان الظروف الموضوعية والذاتية هي التي تحدد مصير التغييرات التي تفرض الاصلاح ومن ثم تحدث بعدها ايضا من اجل تجسيدها على ارضيتها المهيئة من قبل، بعد توفر عواملها المطلوبة .

كيف يتم الاصلاح السياسي بشكل صحيح ومقنع ومن يقوم به ؟

1- ان تكون السلطة او الواجب عليه ان تتعامل مع المتغيرات واجراء اللازم وتتقبل الاصلاح وان تكون مؤمنة به بقناعة وعقلية واسعة مستوعبة لما يستجد وان كان ضد مصلحتها او مصلحة الاحزاب والقيادات المتنفذة .

2- لابد من وجود ارادة الاصلاح والالية التي تكون ملائمة لاجراءه في المكان والزمان الملائمين للعملية .

3- وجود المصداقية والاعتبار للمصالح العليا من الشروط الضرورية الملحة لعملية الاصلاح ونجاحها .

4- تحديد دور كل الاطراف الحكومة والاحزاب والمؤسسات التي من الواجب اداء ادوارها وهي التي تقع عليها الواجب الاول لعملية الاصلاح واكثر من الاخرين .

5- توافق الجميع على اهمية العملية في ظل انعدام النية السيئة والتضليل الذي يمكن ان يتبعه ممن يضر الاصلاح به وبحزبه .

6- تحتاج العملية الى سياسة عصرية، و الحداثة في العقلية من الضرورات من اجل الاصلاح والتنقل الى مرحلة اخرى .

7- الحرية والديموقراطية واحترام القانون والعقلية التقدمية بحيث لا تلتزم بما هو مبتذل ومنتهي الصلاحية .

و من ثم تاتي الخطوات العملية الواقعية لعملية الاصلاح المتعددة الجوانب؛ الرئيسية التي تتفرع منها اجزاء وفروع واجب التعامل معها، مع المعطيات والتداعيات التي تفرض نفسها، عدا ما يمكن ان ينتظره صاحب الشان من المعوقات التي يمكن ان تبرز امامه . وبما ان الاصلاح يمكن ان يضر الفاسدين، فلابد ان تتوقع العاملين عليه العراقيل التي يمكن ان يضعها هؤلاء امام العملية من الاحزاب والشخصيات والقيادات والمتنفذين والتنبؤ بها من اجل معالجتها .

اننا بعد تقييم لما نحن فيه، لم نجد نسبة معينة من تلك العوامل المطلوبة لعملية الاصلاح في كوردستان، وعليه، رغم المطالبات من النخبة والقيادت الواعية ونسبة معينة من السياسيين المعتبرين للمصالح العليا اكثر من المصالح الذاتية، لم نجد الارضية المناسبة، ونعيش في واقع لم تتوفر فيه الدوافع السليمة المخلصة المبنية على مصلحة الشعب للاقدام على عملية الاصلاح في كوردستان الان، ورغم التشدد والاصرار على اجرائه منذ مدة، الا انه اصطدم بالخلافات الكبيرة بين جهات السلطة، واغلقت ابوابها عليه، وهو الان في واقع يحتضر او في انفاسه الاخيرة او مات بعد الخطوات التي اقدم عليها الحزب الديموقراطي الكوردستاني في تعامله مع قضية انتخابات رئيس الاقليم والنظام السياسي في اقليم كوردستان .

في المثقف اليوم