آراء

الجهد الدولي لمحاربة الدواعش

saleh altaeiيوما بعد آخر يزداد إدراك العالم لحقيقة الخطر الداعشي، وتزداد قناعات العالم أن داعش لن تترك بلدا مستقرا ولن يكون أي بلد بمنأى عن شرها الآني والمستقبلي، لأن منهجها الفكري والعقائدي قائم على تكفير العالم كله. وكرد فعل على هذه الحقائق والاستنتاجات والتخوفات والحذر الذي سببه قيام بعض الدواعش بعمليات إرهابية في بعض البلدان الأوربية، كان آخرها يوم أمس الأربعاء 2/12 حيث قام شخصان بإطلاق النار على المدنيين في إحدى الولايات الأمريكية ولاذا بالفرار، ازدادت دعوات الاشتراك في قتالهم، بعد أن كانت أمريكا قد يسرت لهم من قبل فرصة التجمع في العراق وسوريا وليبيا واليمن ظنا منها أنها بذلك تبعد الخطر عن أراضيها كما يتضح من موقفها المعلن في حينه، وازدادت مشاركات دول العالم في العمليات العسكرية الجوية ضدهم، والتي كان آخرها اشتراك الطائرات البريطانية اليوم الخميس 3/12 ولأول مرة في الإغارة على قواعدهم وأماكن تواجدهم، وقيام ألمانيا بوضع اللمسات الأخيرة على خطة مشاركة سلاحها الجوي بضربهم في الأيام القليلة القادمة.

نحن من جانبنا ـ وبحسن نية ـ لا نشكك بمصداقية حراك هذه الدول ولكننا نرى أن هذا الجهد الفردي المبعثر البعيد عن المعايشة الواقعية لا يمكن أن يترك أثرا كبيرا على الدواعش ولا يمكن أن يحد من خطرهم، ولذا نطالب جميع هذه الدول بل نطالب العالم كله بتركنا في الواجهة لنتصدى للإرهاب بخبرتنا وكفاءتنا وقدرتنا ولاسيما وأننا نملك قدرات بشرية تكفينا للتصدي لداعش دون حاجة إلى قوات برية، على أن تقوم من جانبها إن كانت صادقة بالآتي:

1ـ الدعم الكامل لحكومات الدول التي تواجه الإرهاب.

2ـ تزويدنا دعما لا بيعا بالطائرات والذخائر والأسلحة المتطورة ووقود الطائرات.

3ـ الإسهام في تدريب وحداتنا القتالية بدون مقابل، وتزويدنا بالخبرات.

4ـ تقديم الدعم اللوجستي ألاستخباراتي وخدمات الأقمار الصناعية.

5ـ تزويدنا بآخر ما توصلت إليه مختبراتهم من كاميرات وأجهزة رصد وتحديد حركة ورؤية ليلية واستشعار.

6ـ أن تتولي مراقبة حدودنا لمنع تسلل الإرهابيين منها وإليها.

7ـ أن تقوم بالضغط على الدول الداعمة للإرهاب وهي معروفة ومشخصة لديهم لوقف دعمهم للإرهابيين.

8ـ أن تقوم بفرض حصار شامل على إعلام داعش وقفل كافة صفحاتها على الانترنيت ومواقع التواصل.

9ـ أن تقوم بتقييد حركة مواطنيها المشبوهين ومنعهم من الالتحاق بداعش.

10ـ أن تقوم بإنزال قوات برية على الحدود الفاصلة بين تركيا وبين العراق وسوريا لمنع تسلل الأفراد والاعتدة والتجهيزات والمواد الأخرى إلى الدواعش.

11ـ أن تفرض على الحكومة التركية منع شراء البترول المهرب.

12ـ أن تأمر جميع دور مزادات والآثار وتجارها بالتبليغ عن أي قطعة أثرية مسروقة من هذين البلدين.

معنى هذا أننا سنحصل على الدعم الذي يساعدنا بالقضاء على داعش خلال وقت قياسي، فنجنب أنفسنا ونجنب العالم مخاطر هذا العدو المشترك الذي يتهدد الإنسانية كلهاأ أما الأسلوب المتبع حيث تشارك كل دولة منها بجهدها ففضلا عن المخاطر التي تترتب عليه سواء حوادث الخطأ التي تلحق الضرر بالقوات الرسمية أو ببعض المواطنين، يترتب عليه خطر الخطأ في قواعد الاشتباك، وأخطار محتملة أخرى. أي أننا ممكن ان نجنبهم كل هذه المخاطر إذا ما التزموا بالنقاط أعلاه.

 

صالح الطائي

 

في المثقف اليوم