آراء

"مانع الذكاء" يقود مسعود نحو كردستان الكبرى على حطام العراق

saieb khalilطالما تمتع كتاب كردستان وضحكوا وهم يتبادلون النكات عن "شاربي بول البعير" ولا بسي "مانع الذكاء" (العقال) دون أن يرد عليهم أحد، لا من العرب، ولا من "شرفاء الكتاب الكرد" الذين لم نسمع أن شرفهم هذا تعدى يوماً "الصمت" على الشوفينية الكردية المتصاعدة بهياج غير مسبوق ضد العرب، لا ينافسه إلا الهياج الإسرائيلي.

واليوم رأى العالم "الرمز الكردي"، حسب تعبير فيان دخيل يزور مركز "شاربي بول البعير" على حد تعبير كتاب كردستان، ولابسي "مانع الذكاء"، بل أن ملك "مانع الذكاء" كان يقود هذا "الرمز" من يده كأنه صبي صغير! وكالعادة، فإن كتاب كردستان من "اللوكية" سارع إلى التبريك، بينما لم اسمع (حتى لحظة كتابة هذه المقالة) من كتابهم "الشرفاء" موقفا يذهب بهم أبعد من "الصمت"!

هذا الموقف العجيب والمنافق للمثقف الكردي الذي التحم بموقف حكامه حتى لبس بإرادته "مانع الذكاء" الحقيقي، يذكرني ببضعة مواقف صغيرة مرت عليّ خلال الأيام الماضية. أولها كان على إثر عمليات إحراق الأعلام العراقية من قبل بعض الكرد في مدن مختلفة وفي ساحات عامة تبارك لهم فعلهم كالمعتاد. حينها نشر الكثير من الكتاب والناشطين العرب على الفيسبوك تلك الأحداث مشفوعة باحتجاجات قوية ومتهمة الكرد بالشوفينية والعنصرية وحكومة العبادي بالمذلة في التعامل مع كردستان، ورسم البعض علم كردستان على الأرض.

وكان موقف اليسار العربي "الصمت" (وهو أقوى ما يستطيع أن يصل إليه من رد في التعامل مع إساءات كردستان)، واحتار كيف يدافع عنها بوجه "الشوفينيين العرب". وفجأة ظهرت صورة في النت قيل إنها رد من أكراد شرفاء على الإساءات للعلم العراقي، يظهر فيها عدد من الكرد يحملون اعلاما كردستانية وعلم عراقي يتم "رفعه" على سارية، وكان التعليق أنهم يرفعون العلم العراقي بدلا من العلم الكردستاني كإشارة حسن نية وحسن جوار مع "الأخوة" العرب.

تلقف اليسار العربي والداعين للأخوة العربية الكردية تلك الصورة كأنها نزلت عليهم من السماء، فنشروها وكتبوا تحتها بحماس شديد متهمين كل من احتج على حرق العلم العراقي بأشد التهم وبأنه يريد تحطيم الأخوة العربية الكردية، الخ.

وفي اليوم التالي تبين أن الصورة مزيفة، وأنها لا تمثل رداً أخويا كرديا للعرب، بل العكس تماماً، كانت تمثل مناسبة تؤكد الشوفينية الكردية والكراهية الكردية للعرب، فقد كانت صورة التقطت عام 2011 وتمثل عددا من الكرد ينزلون – ولا يرفعون! – العلم العراقي ليرفعوا مكانه علم كردستان في أربيل رداً على قرار المالكي بإنزال علم كردستان عن خانقين، والتي كانوا قد احتلوها للتو وأنزلوا عنها العلم العراقي ورفعوا علم كردستان، في عملية عدائية مشابهة أخرى!

ليس هذا ما أردت قوله، فكله تعرفونه ولا فائدة من تكرار كتابته، لكني أردت نقل التجربة الصغيرة التالية: على إثر اكتشاف تزوير الصورة المذكورة، نبهت بعض الأخوات والأخوة من العرب الذين نشروها وتحمسوا لها، وقلت لهم بأنها مزورة واعطيتهم روابط لمكان نشرها عام 2011 مع الخبر الذي يؤكد حقيقتها (1)

، فماذا كان رد فعل هؤلاء؟ لم يرفع أي منهم الصورة، ولم يشكرني أي منهم على كشف حقيقة، بل أن البعض منهم هاجمني محتجاً. لكن ما اثار مشاعري هو رد أثنين من هؤلاء، امرأة ورجل، احتفظ باسميهما، قالا: "دعنا ننشرها حتى ولو كذباً.. لتكن دعوة للخير"!

لم يكن أمامي سوى أن أنحني لهذه الروحية الجميلة، رغم يقيني بأنها خطأ يشجع الخطأ ويمنع عنه رؤية الخلل ويدفع به الى المزيد من الإيغال فيه. إني على ثقة أن هؤلاء يعرقلون رؤية الكردي لما يفعله السفلة من قادته وإعلامييه، لانه يرى "شاهد من أهلها" يصفق لهم أو يسكت عليهم. وتساءلت إن كان هؤلاء يستحقون حقاً هذه التضحية وهذه الروح الأخوية ممن يتهمونهم بالشوفينية والعنصرية وكل تهم إسرائيل الجاهزة. وأنهم لا يجدون مناسبة واحدة حقيقية أو صورة واحدة حقيقية يرتكزون عليها فيرتكزون حتى على الكذب للتعبير عن مشاعرهم تجاه أحبتهم الكرد.. فيلجأون إلى الصور المزيفة ويتمسكون بها مع علمهم بأنها مزيفة، لإنقاذ علاقة عزيزة على قلوبهم رغم كثرة السكاكين. لكن المشاعر كانت قد تحولت في الجانب الآخر، وتم تغيير اتجاه الكره لصدام حسين وجحوش الكرد الذين تسببوا لهم بالمآسي، وتم توجيهها إلى العربي البريء الذي طالما وقف معهم وقاتل حكامه معهم.

يمكن لأي كان أن يلمس السم الذي تم حقنه في العقل الكردي تجاه العرب من أية مناقشة حول إسرائيل مثلا. أمس دخلت على منشور لناشطة يسارية نشرت فلما عن احتفال أربيل بذكرى تهجير اليهود إلى إسرائيل. (2)

وطبعا كان اليهود في الفلم والمناقشات كلها، ضحايا مسكينة طيبة هجم عليها العرب المتوحشون وطردوها من أرضهم التي مازالوا يحنون إلى العود إليها: العراق! وكالعادة وضع أحد القراء فلما عن يهود يغنون الأغاني العراقية. القاعة التي نشرت فيها صور مزيفة عن التهجير، وبعض صور اليهود العراقيين، ممتلئة حتى رأسها بالشخصيات الكردستانية التي لا تريد ان يفوتها أن تظهر ولاءها وإنسانيتها لليهود، واختلافها عن العرب المتوحشين. وما ان اعترضت، حتى انبرى لي أحد "المثقفين" الكرد وهاجم تربيتي التي استمرت 1400 سنة من الشوفينية والتعالي وقال إن العلم سيثبت يوما أن العرب والمسلمين مصابون "بنقص مزمن" بـ (شيء ما لم أعد أذكره) الخ. أجبته أن 1400 سنة من التربية لم تعلمني أن أقول كلمة عنصرية قبيحة واحدة تجاه أي شعب كان، مثلما يتلفظ هو به! نهرتني السيدة التي نشرت المنشور، فنبهتها إلى أنه هو من كان يتلفظ بالعنصرية وأنني لم أقل كلمة واحدة لا ضد الكرد ولا ضد اليهود وأن معظم كتابي المفضلين هم من اليهود. كذلك نبهها قارئ آخر إلى أن الموضوع ليس تذكر يهود مهجرين بل دعوة واضحة لإعادة اليهود وتقديم تعويضات لهم، وأن من يتكلم يقول إنه خدم في الجيش الإسرائيلي الخ. عندها قامت السيدة بحذف المنشور واعتذرت مني برسالة على الخاص.

قبل أسابيع كانت لي مناقشة مع "مثقفة" كردية على صورة الطفل الفلسطيني الذي كان ينزف على الأرض بينما يصرخ مستوطنون بوجهه بوحشية "مت مت". ناقشتني أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، أنهم سكان فلسطين الأصليين وعادوا إلى أرضهم التي اغتصبت منهم! لم يكن الرد صعباً: لنفرض أن هذا التاريخ صحيح وهو مشكوك به تماماً، هل قررت البشرية أن تعيد الشعوب إلى حيث كانت قبل آلاف السنين أم أن هذا ينطبق فقط على اليهود والعرب؟ هل تدعمين تهجير البيض من أميركا، ولم يمض عليهم سوى خمسمئة سنة؟ وجدت حجة أخرى: "قرآنكم" الذي تؤمن به يقول إن الله وعدهم بهذه الأرض – وهل تؤمنين بالقرآن؟ - لا يهم، أنتم تؤمنون به، فلا تنافقوا إن كنتم تؤمنون به فيجب أن تؤمنوا بكل ما جاء فيه! - لنفرض أن هذا هو تفسيرك لما جاء في القرآن، فهل إذا أعلن الفلسطينيون إلحادهم، تقفين معهم في قضيتهم؟ ... لم تجب. قلت لها أني مستغرب ألا تثير صورة طفل ينزف على الأرض ومتوحشين يصرخون به أن يموت، في "امرأة" أي شعور أو رد فعل سوى هذا الذي ردت به، فإلى أين وصلتم؟ وكيف تطالبون الآخرين بالتعاطف معكم مع صور حلبجة؟ أصرتم مثل الإسرائيليين الذين لا يرون إلا أنفسهم بشراً وإلا أطفالهم أطفالا؟ هنا لجأت إلى أقصى ما يصل إليه المثقف الكردي من الصدق حسب تجربتي: أن يصمت!

إن يصمت كما يصمت الآن على زيارة رئيس كردستان لمملكة العدوان والشر والتخلف العربي، بعد أن كان يملأ الدنيا ضجيجاً بعدوانها وتخلفها ومنعها المرأة من السياقة وفتاوى شيوخها وتبذيرها الأهبل في كل شيء. أن يصمت وهو يرى "الرمز.. الرمز" الكردستاني يقاد من يده من قبل "مانع الذكاء" الذي طالما استعمله ليرضي غروره وانتفاخه بتفوقه العرقي "الآري" على العربي. ليس هناك أي تفوق في الحقيقة، لا في الجينات ولا في الأخلاق ولا في حب الإنسانية، بل إننا إن قارنا ردود الفعل للمثقف الكردي مع المثقف العربي الذي لا يجد صورة واحدة يستعين بها فيتوسل حتى بالكذب من أجل تبرير مشاعر الأخوة مع كردستان، فإن هناك تخلف وليس تفوق.

هذه المراوغة الطيبة الدوافع، وتجنب الحقائق المرة مسؤولة بشكل كبير عن وصول العلاقة بين الكرد والعرب إلى ما وصلت إليه، فالشعب، أي شعب، بحاجة أيضاً إلى من يقول له أنه يسير نحو الخطأ، لينتبه. إن ما وصل إليه شعب إسرائيل، إن صحت العبارة، من وحشية وعنصرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، تعود أيضاً إلى إعلام متحيز لم يسبق له مثيل في التاريخ، يخفي عنه أخطاءه وخطاياه ويلقي باللوم دائما على الضحايا، وهذا ما يتعرض له الشعب الكردي اليوم ومن نفس الاختلال الإعلامي الذي دافع عن إسرائيل وجرائمها. ويشارك في هذا الخلل الخطير، الطيبون من اليسار العربي، إضافة إلى المرتشين منه بعطايا كردستان التي لا تنافسها عطايا أخرى.

ما الذي أنتجه هذا الخلل؟ لو راجعنا الحقيقة فأن ما تدافع عنه كردستان ليس "اليهود" الطيبين المظلومين ولا حتى اليهود بشكل عام، بل تختار منهم الأسوأ والأرذل في العالم! إن كردستان لا تدعو اليهودي المدافع عن الحق يوري أفنري أو ذلك الذي قضى ذويه من امه وأبيه في سجون الاعتقال النازية، نورمن فنكلشتاين، لكنها ترحب بمجند إسرائيلي شاب يتحدث عن العودة والتعويضات، وتحتضن وترحب وتتآمر مع مجرم الحرب الأكبر، وخاصة ضد العرب، "برنارد ليفي"! إنها لا تدعوا من اللبنانيين أي من الشرفاء لكن أربيل تمتلئ بحثالات عملاء 14 آذار، ولا تختار منهم لتقديم النصح والمشورة إلا القتلة المدانين منهم من أمثال سمير جعجع! ولم تدع كردستان من الشيوخ إلا أصحاب الفتنة ولم يرحبوا من السنة إلا المتآمرين على السنة ولم يحتضنوا من ساسة العراق إلا الهاربين من وجه القضاء والفاسدين المدانين بالسرقات الكبرى! وهاهو اليوم "الرمز الرمز" لا يزور من العرب إلا هراوة أميركا لتحطيم أعدائها، صاحب "مانع الذكاء" وفتاوى بول البعير والتكفير دون غيره!

من الذي أوصل كردستان إلى هذه المرحلة السرطانية المتقدمة؟ إن صمت المثقفين عن كل الخطوات التي سارتها كردستان نحو هذه الهاوية الإنسانية هو من أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه. أنا أستطيع أن أبرئ نفسي من الشوفينية من جهة فلم أكتب أي شيء مما كتبه شوفينيوا الكرد، وشاركت وإن كان بشكل متواضع في الاحتجاج على مجزرة حلبجة ولم اتحدث عن "حق صدام في الدفاع عن نفسه" لأبررها كما يفعلون. كما أنني لم أشارك في الصمت عن التدهور الثقافي الكردستاني ليقولوا عني "خوش ولد" وبهت منذ أعوام إلى المسيرة الخطيرة التي يتجه إليها مثقفو الكرد. اكتبوا على كوكل "أيها الكرد، نشكو لكم مثقفيكم" لتطلعوا على مقالة من أربعة أجزاء نبهت فيها منذ ستة سنوات إلى اتجاه الثقافة الكردية الخطير، لكني لم أقابل من مثقفي الكرد الشوفينيين إلا بالهجوم، ومن الشرفاء منهم بأكثر من: "الصمت"!

لم يفكر أي منهم في الطريق الخطير الذي تسير إليه كردستانه ومسؤوليته عن منعها من التدهور إلى هذه النهاية المخجلة. وصمت المثقفون العرب على كل الدلائل الخطرة أيضاً والتي تحط من قيمة شعبهم لحساب عنصرية تقوم إسرائيل بتنميتها في كردستان بلا كلل. لم يتساءلوا حتى عندما كانت عندهم الأدلة القاطعة، عن حق كردستان في 17% في الوقت الذي يعترف برلمانها بأن نسبة كردستان هي 12,6%، ولم يتساءلوا إن كان يجب على العرب قبول أن تهرب كردستان نفطهم إلى إسرائيل. كان هناك إحساس بالدونية من جهة وإحساس بالعنصرية من الجهة الأخرى، إحساس ضروري لتجاوز كل هذه الحقائق بدون احتجاج الضمير من جانب الكرد أو من جانب مثقفي العرب على الظلم المتزايد للعرب من كردستان. كان السبب هو "الحب" الذي يكنه العرب للشعب الكردي، وهو الدليل على الفشل التام لكل محاولات صدام حسين وغيره من إثارة الكره لهم في الشعب العراقي.

وطبيعي فأننا لا نفهم من هذه الزيارة المشبوهة في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه حدة المواجهة بين داعش وخندقها من جهة، وضحاياها من الجهة الأخرى، ولكثرة ما فضح من علاقة كردستان بداعش وإسرائيل وبرنارد ليفي وكل أعداء العرب، إلا أن مؤامرة جديدة تحاك على العراق، وأن وصمة عار جديدة توشك أن تسجل في تاريخ علاقة كردستان بالعراق، ولا عجب فقد أتاحت التغطية الإعلامية والثقافية لكردستان لتتحول إلى أكبر مصدر خطر على العراق وشعبه، وعلى مركز التآمر عليه ودعم كل اعدائه، بمباركة صمت مخجل لمثقفيه ومثقفي العراق.

هل تذكرون عندما ازاحت كردستان، إبراهيم الجعفري عن رئاسة الحكومة؟ هل تذكرون ماذا كان السبب الذي قدمته لإزاحة من انتخبه العراقيين بشكل ديمقراطي؟ إنه زيارة الجعفري لتركيا دون استشارتهم أو اصطحاب ممثلين عن كردستان معه! كم زيارة قام بها رئيس كردستان لتركيا دون استشارة أحد؟ كم زيارة تآمر صريحة قام بها ساسة كردستان دون استشارة أحد؟ هل يعلم أحد ما سيدور بين مسعود و "مانع الذكاء" وهل استشار أحد أو أخذ معه أحد من بغداد؟ كيف يحق لرئيس الإقليم أن يفعل ما لا يحق لرئيس الحكومة العراقية أن يفعله في العلاقات الخارجية؟ هل احتج منكم أحد على هذا الخلل، بل هل فكر أحدكم بأن يطرح على نفسه هذا السؤال ويضع امامه هذه المقارنة؟ لا طبعاً فما السبب؟ إنه التطبع الذي غرسه الإعلام في الجميع، عربا وأكراداً بأن العربي أدنى من الكردي وان الأخير له حقوق أكبر، وبالتالي فرئيس الأول أدنى من الثاني وحقوقه أقل، وأن الطبيعي ان نمرر هذه الأمور ولا "نثير المشاكل". لو قسمنا ما تحصل عليه كردستان على عدد سكانها، لتبين أن حصة الكردي تصل بين مرتين إلى ثلاثة مرات ما يحصل عليه العراقي غير الكردي.. لكن من يثير هذا، "يريد المشاكل"! دعونا إذن نتسامح ونعيش بالمودة والحب وننسى ذلك!

دعونا ننظر إلى اين اوصلنا هذا الحب، وما الذي اثار حماس صاحب "مانع الذكاء" إلى تلك الدرجة لمن يقول عنه انه يشرب بول البعير. إن كان هناك من يشك بأن كردستان والسعودية ذيلان إسرائيليان فليشاهد هذه الثوان القليلية من هذا الفلم (3)

حيث القى ممثل السعودية ضابط المخابرات المتقاعد، ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية, اللواء أنور عشقي كلمته في الملتقى الذي نظمه مجلس العلاقات الخارجية , تحت عنوان "الفرص والتحديات في الشرق الأوسط , وجهة نظر من المملكة العربية السعودية وإسرائيل" (لاحظوا أن للدولتين وجهة نظر واحدة!) واختتمها بالدعوة لقيام "كردستان الكبرى"، والتي يرجو عشقي ان تقتطع ثلث الاراضي العراقية والايرانية والتركية وتؤدي إلى تخفيف مطامع هذه البلدان الثلاثة!

وبهذا فأن السعوديون، كما شرح النائب عبد الرحمن اللويزي، يريدون إقامة كردستان "على حطام أربع محافظات سنية. فمحافظة نينوى التي تتألف من تسعة أقضية، يسيطر الاكراد على خمسة أقضية منها هي على التوالي (مخمور، الحمدانية, تلكيف, شيخان, سنجار) فضلاً عن سعيهم للسيطرة على الساحل الايسر من مركز قضاء الموصل و ناحيتي زمار و العياضية التي تتبعان قضاء تلعفر , يعني لن يبقى من محافظة نينوى إلا الصحراء الجرداء!"

تفضلوا... هذه سعوديتكم أيها السنة، وهذا مسعودكم أيها المنادين بالأخوة العربية الكردية بعماء تام!

ويمكنكم أن تستمعوا إلى الخطبة التافهة كلها هنا، وجلها تملق للأميركان وتذكير لهم بالدور السعودي في نجاح مؤامراتهم على العالم، متحدثا عن الديمقراطية ومطالبا بتغيير النظام السياسي في إيران. (4)

هؤلاء هم أصدقاء كردستان الجدد، هؤلاء هم من يتآمر معهم مسعود على العراق بعد أن لم يكتف بتآمره مع تركيا وإسرائيل. إن أعداء العراق يجتمعون ويتكلمون بصراحة تامة، بينما مازال البعض عندنا يتحدث عن الأخوة والحب والتسامح... والشوفينية العربية!

نعم ان الحب والتسامح خلق جميل، لكن الحب من طرف واحد، خاصة مع طرف لا يتوانى عن إعلان عدائه ومؤامراته على الطرف الآخر، أمر خطير وكبير الكلفة. كلفة لا تقتصر فقط على ابتلاع الإهانات وتطبيعها، وإنما تتيح لأحد الطرفين ان يكون هراوة قاسية وسيفا ماضيا في يد أعداء الآخر لتحطيمه حتى النهاية! الطرف الآخر لم يفهم من تلك "المحبة" التي لا ترى ولا تسمع، والتضحية بكل شيء والصمت عن الإهانات والاحتلال للأراضي، إلا أنه هو، أي الكردي، هو البشر الوحيد وأنه يحق له ان يبني بلاده على أنقاض بلاد الآخرين وان ضحاياه وحدهم هم الضحايا. أما المقابل الذي يقبل الإهانات ويرضى أن تسرق أموال اهله وان يتم التآمر على بلاده دون أن يحتج حتى مثقفوه، فهو ليس إنساناً "آريا" مثلهم، بل كائن حقير لا حقوق له، خلقته الصدفة الخطأ. كائن يخضع للظلم ويضع على رأسه "مانع الذكاء" ويشرب بول الإبل.

هكذا وصلنا إلى هنا كردستان تريد كل ما تصل إليه يدها من ارض ومن ثروات وهي ترى أن وراءها إسرائيل وأميركا، فليس عليها أن تخشى أحداً، وبالتالي صارت النتيجة: أما كردستان أو بلداننا، وقد أتضحت الخطوط الفاصلة بين الخنادق. بفضل أو بمساهمة محبتكم وتسامحكم ستنجح إسرائيل في أن تخلق بيننا حرباً لا يعلم إلا الله اين ستصل!

من يعتقد منكم، عربا وأكراداً، انه أدى واجبه بشكل صحيح لمنع تدهور هذه العلاقة ووصولها إلى هذه النتيجة المخيفة، فليرفع يده،.... وإلا فأني "لا استثني منكم أحداً!"

يتبع... مادامت المؤامرة مستمرة.. ومادام الصمت المخجل مستمراً..

 

صائب خليل

5 كانون أول 2015

.................

(1) حقيقة صورة رفع الكرد للعلم العراقي

https://www.facebook.com/uncontaminatednews/photos/a.344576069085805.1073741828.332854226924656/422602184616526/?type=3

(2) لأول مرة في اربيل: إحياء ذكرى ترحيل يهود العراق

https://youtu.be/4W_TeS99OOk

(3) كلمة ضابط المخابرات السعودي: كردستان الكبرى ستأخذ ثلث العراق وكردستان وتركيا

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1558998897708579&id=100007954500250&comment_id=1558999694375166

(4) - Regional Challenges and Opportunities: The View from Saudi Arabia and Israel -https://www.youtube.com/watch?v=jhnvIOaMRxE

 

في المثقف اليوم