آراء

ما سميت باصلاحات حكومة اقليم كوردستان ليست الا ذر الرماد في العيون

emad aliبعد اكثر من سنة ونيف من قطع وتاخير رواتب الموظفين، وبعد مرور اشهر على انتهاء ولاية رئيس الاقليم ومن معه، وبعد الفشل الذريع من ادارة الاقليم من كافة النواحي. وهو يان تحت ثقل الديون التي وقع نفسه فيها نتيجة سذاجة المسؤلين والمتنفذين وانعدام الخبرة لديهم وتكبرهم وتعتنتهم، التجئوا الى الافعال اللاقانوينة في تعاملهم مع المستجدات الداخلية بعد فشلهم الذريه وهم ينكرون ذلك. بدلا من تطبيق القوانين النافذة ضربوا بكل ما يمت بالقانون عرض الحائط، ولم يدعوا اي فرد يفكر في احترام للقانون والمباديء الاساسية للعصرنة وما يهم الانسان الكوردستاني .

لا يمكن ان يطيق الشعب هذه التعديات، وهو يعاني لاعلى حد من افرزات الازمة الاقتصادية، والحكومة تسخر من حياة الناس بحركات لا تجد حتى هي فيها الا التماطل واللعب على الذقون في اداء الواجب الواقع على عاتقها. لا يوجد احد لا يامل في الاصلاحات الحقيقية، والكل يامل خطوات جذرية يمكن ان يقلل من معاناته، الا ان الخطوات اللاواقعية او التي لا يمكن ان تحل الالازمة وما اوقعوا فيه الشعب لا يمكن الا ان يسخر منه الشعب وياخذوا موقفا جريئا لما يضحك عليهم هؤلاء اللاعبين بمقدرات الشعب . ولا يمكن ان نعتبر ما اصدرته بالامس من ما سمته هي بالاصلاحات الا التهريج وعدم الاعتبار للشعب.

في الوقت الذي صرفت الحكومة مليارات على الامور الثانوية خلال اكثر من العقدين الماضيين دون ان تفكر حتى في المستقبل المنظور، وهي لحد الان لم تعترف بفشلها با شكل كان. في الوقت الذي دخلت المليارات الى الاقليم فهي لم تقم الا بصرفها هدرا وتبذيرا من اجل كسب الموالين لاحزابهم فقط دون اية استراتيجية، اليوم ياتون وعلى حساب عموم الشعب وخاصة الطبقة الفقيرة والمتوسطة يخطون خطوات تضليلية باسم الاصلاح، واهمها لا توفر ولو جزء يسير في لحظات مما صرفته هذه الحكومة قبل سنتين. فهل من المعقول ان تقلل مخصصات رئاسة الاقليم الى النصف ورئيسه ونائبه ليسا شرعيان، بل انتهت مدة ولايتهما قانونيا . والخطوة الابداعية الاخرى! قطع الترفيعات والعلاوات للموظفين وكانها وفرت لهم الرواتب كي تقطع المخاصصات . انه مسخرة التاريخ، وهل من المعقول ان تضحك هذه الحكومة التي همشت كل امر مهم وهشمت القانون بل خرقتها بكل قوة ان تخطو باصلاحات حقيقية . ام انها تريد ان تمرر الايام والاشهر على حساب عموم الشعب، والامر ان القوى الخارجية تدعهما وتغمض الاعين عن دكتاتوريتها وسلوكها من اجل مصالحها، الشعب لا يمكن ان ينسى مواقفهم مهما اغمضوا عيونهم عن الحقيقة . المحير بالامر انهم لا يعترفون بفشلهم وكانهم لم يفعلوا شيئا، بينما يتصرفون اوقح واسخف من الدكتاتوريات في هذه المنطقة. وسوف يرون ما يحدث لهم وليسوا باقوى من الدكتاتور العراقي وانما استغلوا وعي الشعب ومستوى ثقافته، ولكن لا يمكن ان تستمر الحال بهذه الضلالات والغش والخداع واالحيل الى الابد .  

 

 عماد علي

 

في المثقف اليوم