آراء

كيف يتعامل الشعب الكوردستاني مع المازق الحالي

emad aliان الشعب الكوردي يعيش في هذه المرحلة بين نيران مختلفة، المازق الداخلي من الفساد والازمة الاقتصادية والحكم الساذج المتخلف، وعلاقاته المتخبطة مع المركز العراقي بحيث لم يبق الا ما موجود من المسؤلين الذين يضمنون مصالحهم الضيقة في بغداد دون ان يمس ما يفعلون مع مصلحة الشعب الكوردستاني، وعلاقات الاقليم المتفاوتة المتداخلة مع المحيط الاقليمي، وسرية علاقاته المتعددة مع دول العالم في اوربا وامريكا، دون ان يلمس المجتمع الكوردستاني ما تنتجه هذه العقلاقات المتازمة بعضها وغير المفيدة في اكثرها والمفيدة للطرف الاخر في بعضها. اي ان السلطة الكوردستانية لم يعمل الا في تفعيل الازمات والمآزق المتتالية التي تؤثر على حياة الناس بما تفرز من جهة، وتعيد حال السلطة في اقليم الى ما كانت عليه قبل سقوط الدكتاتورية في العراق، وكانت متعلقة دون اي منفذ للنجاة من الحصاراتالمتعددة التي كانت مفروضةعليها . اما اليوم استبدلت الحصارات بالحفر التي حفرها سلطتها بذاتها لنفسها واوقعت فيها من الازمة الاقتصادية والديون وعدم وضوح مستقبل الاقليم سياسيا واقتصاديا . وكل ما هو عليه ليس الا ما يضر بشكل مباشر بالشعب الكوردستاني وبالاخص ما يمس قوته وحياة اجياله ومستقبلهم .

السؤال الذي يدور في خلط المخلصين قبل الحكومة اللامبالية والقيادة الفاسدة، هو؛ كيف يجب ان يتعامل الشعب مع ما هو عليه اقليم كوردستان سلطة قيادة وما هو عليه من الازمات . هل يمكن ان يستنهض بهمته وينتفض ضد هؤلاء ؟ هل يصبر على ما وقعته فيه سلطته؟ هل ينتهز فرصة التغييرات ويضرب ضريته في الوقت المناسب وله القوة التي لا يمكن ان يصدها هذه الاحزاب المتنفذة الفاسدة؟ هل من الممكن ان ينتفض ويجرف هذه القوة بشكل حازم وياتي ببديل مناسب من رحم الشعب بعد مخاض طبيعي الذي يعيش فيه ؟ كيف يمكن ان يدرس الشعب افرزات اية حركة ضد سلطته الفاشلة. وكيف هيمكن تحديد الطريق الصحيح والتعامل المناسب ليخرج الشعب من مازقه القاتل ؟

انه هناك طبقات ليست طبيعية وانما انبثقت من افعال الاحزاب الفاسدة مع المجتمع بحيث كسبت مجموعة مسيطرة على زمام الامور الاقتصادية واحتكر السوق والتجارة وتصدير النفط، وبرزت طبقة اخرى تان تحت ثقل ما تضعه الحياة والغلاء عليه، واخرى متوسطة تضررت من الازمة الحالية اكثر من غيرها بحيث لا يمكن ان تطيق ما هو فيه . وهناك من هم في الفقر المدقع وينتظرون فرصة ليرفعوا صوتهم ويقفوا ضد الفساد المسيطر بارواحهم وما يملكون .

ان الظروف الحالية تدفع الى العمل المتواصل من اجل وضع حد لما تقوم به السلطة من ما يضر الشعب لوحده دون ان يؤثر عليها . انها تعمل على تراكم الازمات وتغطي كل ازمة بازمة اخرى بعدها كي تلفت نظر الشعب لجهة وهي تعتقد لا تضر بنفسها، ولكن ما الشعب له حدود للصبر وانه عندما يصل لحال يمكن ان ينتقم شر انتقام من اوصله الى ما هو فيه .

اما كيف يمكن ان يتعامل وينفض الموجود من الفساد؟ انه صعب حسب كل التوقعات، ويمكن ذلك بعدما وصلت السلطة في فسادها الى هذه الدرجة الخطيرة . الانتفاضة العارمة وربما الوصول الىالثورة لتزيح الموجود واستئصاله من اساسه واحلال البديل الشعبي الصحيح مكانه . اي، التغيير مابعد الثورة التي انتهت صلاحيتها بعدما فسد ممثليها ولابد من مسحهم من اجل تنظيف مابعد الثورة المسلحة التي افسدتها قياداتها في المدينة، لعدم تلائم عقليتهم مع المدنية والحضارة وما تحتاجه السلطة المدنية وضروراتها . وهذا ما يفرض علينا ان نختار اما التعامل العسكري وهو الحل النهائي او المدني من خلال التظاهرات والاعتصامات التي لم تفد لحد الان . ويمكن ان يختار الشعب في النهاية الطريقة الملائمة بعد خروجه عن طوره نتيجة افرازات الامازق القاتل الذي فيه .  

 

عماد علي

في المثقف اليوم