آراء

المثقف العراقي وما يمر به اقليم كوردستان؟

emad aliما دور المثقفين فيما يمر به اقليم كوردستان من الازمة الخانقة، سواء كانوا في العراق او اقليم كرودستان او في المنطقة بشكل عام، وما المطلوب منهم ان يؤدوه وهم لم يهتمو وكانه لا يمت بهم الموضع بصلة كما نرى لحد الان .

ان قصدنا المثقف العربي العراقي، فاننا نتكلم من باب المعاتبة لانهم يتصرفون حقا وكانهم استراحت ضميرهم وشاهدوا اقليم كوردستان كما يعيش الاجزاء الاخرى من العراق متراجعا ووقع في حال اكثر ازمة منها . ولنا ان نسال ما يجب ان يُسالوا عليه وعن دورهم في الوفاء للعشرة التي كنا فيه لعقود على الاقل وكما ادعوا هم قبلنا، وانهم امنوا بالانفصال اخيرا ويبدوا ان الاوان ان يفرضوه على اقليم كوردستان دون ان يعلم .

لم نسمع من المثقف العرب العراقي من يتعاطف مع ما يعيشه الشعب الكوردستاني على الاقل بكلمة او مؤاساة، بينما كان ينتقد الاقليم ويتهمه بالسرقة والاتكال على امواله وماله عندما كان يعيش في وضع اقتصادي افضل من الان .

القومجيون المتعصبون الذين صرخوا وخرسوا العالم وندبوا حظهم يوميا لانهم يرون الاقليم حسب اعتقادهم يعيش على حسابهم متعافيا بعد كل تلك التضحيات، بينما عانى الامرين من ظلم الدكتاتورية وتنفس الصعداء قليلا ولم يروه مستحقا لذلك، لا ننتظر اي موقف منهم وانما عتبنا على اليساريين قبل غيرهم!

انهم ادعوا الاخوة، ولكنهم اثبتوا زور ادعائهم في وقت الضيق ولم ينبسو ببنت شفة وباية كلمة على ما يجري، بينما يتباكون على الاخرين في خارج العراق يوميا وكانهم اشفوا غليلهم بما يحصل في اقليم كرودستان .

لم نر منهم موقفا معارضا للسلطة الكوردستانية وليس العراقية على ما تظلم به الشعب، بينما كانوا ينتقدونها على تعامله مع المركز وما حصل من التعقيدات والخلل في تلك العلاقات بين المركز والاقليم .

لم نشهد لهم موقفا مناسبا حول ما يجري ازاء السلطة الكوردستانية والعراقية معا على استمرارهم في الخلاف على حساب الشعب الكوردستاني ومن باب الحقوق الشعب الكوردي، بينما اصموا الناس بصراخهم معاتبين الجميع في وقته على الاختلاف في الاوضاع المعيشية بين الاقليم والمركز وما سار عليه الاقليم خطوة قليلة نحو الامام .

لماذا الحسادة باسم الوحدة والاخوة تضليلا، ويكشف الشعب الكوردي فيما بعد انه ليس هناك اي موقف مخلص يدل على تلك الادعاءات من الاخوة والوحدة الوطنية وحق المكونات على البعض .

ان كان هذا موقف المثقفين العرب العراقيين، هل من الواجب ان ينادوا بالاخوة ويشكون الاخوان في وقت الفرح بينما هم لم يلتفتوا اليه ولو بكلمة في وقت الترح، بل منهم من يضغط اكثر باسم القومجية ومن يعتبر نفسه مثقا ايضا . ومن هنا يمكن ان نقول لا يمكن ان يشكوا المثقفين الكورد من سلطته عند اي مكون اخر ويناضل ضد القهر والظلم الذي يلقاه من سلطته قبل غيرها .

اليس من المفروض ان يكون المثقف الحقيقي حقانيا ينظر الى الجميع بانسانية بعيدا عن التعصب والتطرف وينظر من المنظور هذا الى شعبه بما فيهم من المكونات والى قضاياهم المصيرية بعين المساواة وبعيدا عن الانحياز باسم العرق والدين والمذهب، فهل راينا من هذا النوع من المثقفين العرب خلال سنين التحرر على الاقل؟

هل يتذكر المثقف العربي العراقي المدعي باليسارية بشكل خاص، او الميالون الى اليسار انهم تكلموا عن الطبقة الكادحة في العراق وادعوها بعيدا عن التعصب القومي ويجب النظر اليهم كطبقة واحدة، واليوم لم نسمع منهم ولو انينا وليس مواقفا ازاء ما يحصل ازاء تلك الطبقة على الاقل في اقليم كوردستان . ماذا حصل ؟

كما قلنا ان السلطة الكوردستانية اغلقت اذانها وعيونها وفقدت لسانها ازاء ما يجري في اقليم كوردستان نتيجة فسادها وفشلها في الادارة والحكم . ويزداد الاقليم ازمة اكثر فاكثر يوميا، ولم يجد الشعب مخرجا والسلطة لامبالية حقا في كل شيء، مغلقة طريق النجاة ومطبقة عليه بكل وسائل القمع وكانه الان في جحيم حقا يعيش دون اية وسيلة وعاد الى القرون الوسطى بعيدا عن الكهرباء والماء وغير قادرة على دفع حتى رواتب الموظفين وافلست حقا ولم تعلن فشلها ولا افلاسها .

لنا ان نعاتب الجميع على مواقفهم النابعة من اللاموقف وسكوتهم عن الحق يوم الازمة وصراخهم يوم الفرح في اقليم عاش طوال تاريخ العراق تحت ظيم العنصرية والاحتلال دون ان يؤخذ راي شعبه في تاسيس هذا البلد، ويجب ان لا ينسوا ما يكون عليه موقف المثقفين الكورد ازاء ما يحصل في العراق مستقبلا،و له الحق .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم