آراء

الاحزاب الكوردستانية تلعب على البعض

emad aliبعدما فشلت الاحزاب الكوردستانية المتنفذة في ادارة السلطة في الاقليم بعدما انتشت لمدة قصيرة وهي لم تتصور ما اصبحت عليه بعد سقوط النظام السابق، وبعدما فاضت عليه الاموال من كل حدب وصوب، ولم تعرف كيف تنظم الحياة السياسية والاقتصادية في اقليم كوردستان، ولم تعمل الا على ما ادى فعل اييهم من التنافس الحزبي مسببا الترهل والتضخم، وحمل السلطة اكثر من طاقتها لاغراض ومصالح شخصية حزبية ضيقة . لكل من الاحزاب الخمسة المسؤلية في تحمل ما وصل اليه الاقليم، ويحسب على كل طرف حسب مقدار مسؤليته، ولكن القسط الاكبر يقع على الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، نتيجة تقاسمهم السلطة، وفرض الديموقراطي شوكته وسلطته واقترب من التفرد بل تفرد لمدة ليست بقصيرة لحين اقدم على الانقلاب السياسي ولم يُبقي من السلطة اية شرعية، وهي الان حكومة الحزب وليست سلطة شرعية وهي افلست بشكل واضح، ولكن المستاثرين والمتسلطين لم يعترف بما اوصولا اليه الاقليم، وهم يمارسون القمع والاسكات وخدع الناس وتضليلهم بالترغيب والترهيب وضربهم للجماهير المحتجة بكل ما يملكون .

تغير الوضع الكوردستاني بشكل مطلق نحو الاسوا نتيجة الفشل الذريع للسلطته الخاصة بها، اي الشعب الكوردستاني يعاني من ايدي سلطته وحكومته لاول مرة وبابشع شكل، بعدما كان يعاني من ايدي السلطة المركزية لعقود .

ان الحكومة لم تعترف بما اقترفته ايديها من ايصال الشعب لادنى مستوى المعيشة بعدما كان يتمنى الافضل، وسيطرة العقلية العشائرية القبلية المتخلفة هي المسبب والعامل الوحيد في ايصال الحال الى ما هي عليه من الماساة الحقيقية التي يمر بها الشعب بكل اطيافه .

الاحزاب المسيطرة وبالاخص الخمسة الكبار التي لكل منهم ثقله وامكانياته ومدى اشتراكه في السلطة، لندع الاحزاب الاخرى جانبا لانهم اوقعوا انفسهم في موقع التابع الخانع نتيجة مصالح ضيقة بهم ايضا، واوصلوا جماهيريتهم لادنى مستوى وانهم في طريقهم الى الانقراض والتلاشي .

بعدما انبثقت حركة التغيير اصبح هناك منبر لقول ما يحس به الشعب، اي وجدت معارضة ولكن لم تستمر على منوال واحد لقد تغيرت حركة التغير بعدما قررت الاشتراك في سلطة تديها حزب معروف عنه مستوى ادارته للبلد وعقلية قادته، واصبحت حركة التغيير في مستوى الحزبين الاخرين في نظرته الى السلطة وكيفية حل العقد وا لمشاكل التي يعاني منها الشعب، وكذلك لم تكن تفرق مع الاخرين في بيان الاستراتيجية وكيفية التعامل مع الاقليم باي شكل كان .اصبحت الساحة ميدانا للصراع القوي بين القوى الثلاث بالاخص وتداخلوا في كيفية التعامل مع البعض من منظور الانتقام من جهة ومحاولة البعض لاعادة الهيبة وا لمكانة من جهة اخرى . اي اصبحت اللعبة على الرغم من فضاحة الواقع الاقتصادي وتاثيره على حياة الناس وما يعاني منه الشعب، اصبحت اللعبة هي اللعب على ذقن البعض ومحاولة ثار من الاخر نتيجة ما جرى بينهم جميعا وكل حسب اهدافه وما تعرض له على ايدي الاخر في صراعه السياسي .

الديموقراطي الكوردستاني يريد ان يكون مشاهدا على صراع الاتحاد الوطني وحركة التغيير، الى حد ان وصل الى ان يحس بانه سيتضرر سيتدخل بشكل قوي ويعتبر نفسه هو الاب المطاع مهما كانت قوة الاخرين، وعندما احس بانه اصبح في موقع لا يمكن ان يظل على هيمنته وقوته فتدخل بشكل قوي وبانقلاب مفضوح وضرب الشرعية والسلطة دون ان يرف له الجفن . بعدما كان في اتفاق تشكيل حكومة وشهر عسل مع حركة التغيير ولم يصل عسلهم الى السُكر بل انقضوا على البعض وهم في اول الامر . اما الاتحاد الوطني وهو ينتظر فرصة لانه تضرر من اتفاق الديموقراطي وحركة التغيير فاصبح الانقلاب فرصة لكي يعيد مكانته كي يلعب هو في الساحة وينظر الى الطرفين الاخرين بعيون مراقب ويريد ان ينتقم من الاثنين في ان واحد وهو يلعب تكتيكيا ويتخذ مواقف يومية بعيدة عن مصالح الشعب العامة خوفا من اية حركة بسيطة تقع لصالح احد الطرفين الاخرين ويعود هو الى موقعه الضعيف، وهو يتحرك بحذر ولكنه لم يتخذ موقفا حازما من اللاشرعية التي يمارسها الديموقراطي الكوردستاني، وهذا الذي يحسب عليه كما يحسب على الديموقراطي .

فيما حركة التغيير تنتظر دون ان تتنازل عن موقف اتخذته جراء الحركة البهلوانية من قبل الديموقراطي ازاءها، ويريد ان يتراجع الديموقراطي عن موقفه، وانه يعلم لا يمكن ذلك من قبل قيادة تقليدية كلاسيكية عشائرية قبلية تعيش في الزمن العابر، فكيف يمكن ان نعتقد بانه يتنازل عن امور دون ماء وجه . وعليه نجد ان كل الامور وصلت الى الطريق المسدود نتيجة عدم ايمان هذه الاحزاب بالمصالح العامة ولا يوجد خط احمر في قاموسهم السياسي، ولا ننتظر الا الاسوا منهم بعد ان نكشف يوميا مدى لعبهم على البعض سرا وعلنا دون ان يلتفتوا الى مصالح الشعب من قريب او بعيد . سوف يوصلوننا الى حافة الهاوية، وربما يرفس احدهم في النهاية وما يصيب الوضع انتكاسة اخرى نتيجة تلك التراكمات الخطرة في الواقع السياسي والاقتصادي ويخرج هو وحلقته وعشيرته وقبيلته وحزبه من المعادلة خاويا، ولكنه لم يستفد اي من الاطراف والشعب ايضا من تعنتهم وغرورهم . فلا يوجد هناك منفذ للخروج من عنق الزجاجة بعد مسيرة هؤلاء على اللعبة الجنونية وما يفعلونه من التضليل والضحك على البعض من اجل اهداف خاصة بهم فقط .

 

عماد علي

في المثقف اليوم