آراء

تقاطع تام بين الشعب والسلطة الكوردسانية

emad aliمنذ انتفاضة اذار عام 1991 وما حدث، اليوم وصلنا لمرحلة نرى مدى تقاطع السلطة الكوردستانية وما وصل اليه التباعد بين الاحزاب والجماهير والمسافة الشاسعة بين المسؤل وابناء الشعب، بعدما كان التواصل مستمر ولو بمنحرفات مختلفة .

ما اوصل الحال الى هذه النسبة الكبيرة من الممازق ما يمكن اعتباره ماسآة وضربة كبرى للاستراتيجية الكوردستانية والهدف العام لعموم الشعب الذي ضحى من اجله الشباب بالغالي والنفيس . ليس هناك في تاريخنا الحديث ما يمكن ان نعود اليه ونقارنه بما وصلنا اليه من الحالة السلبية التي نعيشها .

اهم الاسباب وان كانت موضوعية وذاتية، فان اكثرها او الاكثرية المطلقة نابعة من الذاتية ومن حلقة ضيقة لا تمس ولا تضمن في طياته جميع الشعب بل مجموعة منكفئة على ذاتها استغلت الناس ومصالحهم من اجلهم فقط، اي المسبب مجموعة مصلحية حزبية لم تعرف الا ما يهمها فقط ضاربة كافة المصالح العليا عرض الحائط وبشكل مطلق، اي لا يمكن ان تكون هناك نسبية في هذا الامر رغم ايماني المطلق بان كل شيء نسبي في الحياة .

ان فصلنا او اسهبنا وحللنا ودخلنا في عمق القضية وما في الامر، الفساد من فعل القادة والحلقة الحزبية الضيقة التي لا تعد الا بمجموعة ضيقة فقط، الاستاثار والسلب والنهب والاحتكار، وهم السبب المباشر، والشركات الحزبية الخاصة التي تدار من قبلهم واحزابهم هي التي تسببت في تهريب الاموال الى خارج الاقليم . لم يفكر باستراتيجية العمل بل تزايدوا على الشعب باسم الاستراتيجية، عشقوا الكرسي دون ان يخدموا الشعب به، عشقوا المال والاملاك دون ان يفديوا بهم الناس ومستقبل الايام، كل ما استفاد منهم هم الاقربون والاهل والحلقة والعشيرة .

انها سلطة افلست دون ان تصل لنصف الطريق، وضحت من اجل الوصول الى تحقيق الاهداف الخيرون المبدئيون المناضلون، بينما من استغل الوضع هم الفاشلون والمبتذلون والخائنون والمتملقون والانانيون من اصحاب المليارات التي وفرها لهم الاحزاب والقادة الفاسدين في مدة قياسية .

لا يمكن ان نتوقع ان تُصلح الحال بهذه المجموعة التي هي سبب الفشل وهي بذاتها فشلت في اداء واجباتها وما فعلته والفوضى هي نتيجة ادائها وعقليتها . اقترب ساعة الحسم كما يعتقد الجميع، ولكن لا يعلم احد ما النتيجة على الرغم من عدم تفاؤل الاكثرية من المتابعين والمراقبين لما نحن فيه .

اليوم والبارحة تظاهر سلك شرطة المرور والشرطة بشكل عام نتيجة ما وصلوا اليه من العوز والفقر المدقع بعد ما ظلوا اشهرا ينتظرون رواتبهم، واليوم يواجهون الاخطرباعلان الحكومة الفاسدة للتقشف المتضرر الاول هم وغيرهم من هذه الطبقات والشرائح المتضررة نفسها . تعلقت الحال الان بين نارين، الاصلاح لا مجال له ومن خرب لا يمكنه الاصلاح من جهة، ولا مجال اصلا للاصلاح لانعدام الوسائل والوصول الى مرحلة لا يمكن العودة منها دون ان نشاهد افرازات خطرة والانغماس الاكثر في الوحل من جهة اخرى.

لم نسمع ولا نرى اية كلمة اوموقف من المتسبب، لا بل هو من يتشدق في وضح النهار بامور ثانوية وكان شيئا لم يحصل، واثبت على نفسه بانه هو الذي يستحق كل ما حدث من التعامل مع الدكتاتوريات التي ذهبوا الى مزبلة التاريخ . وننتظر حدوث ما يمكن انتظاره والتاريخ سيعيد نفسه طالما بقت هذه العقليات التي تعيد التاريخ هي التي تحكم البلد وتخرب به .

كان هناك تواصل بين السلطة والشعب الا ان المرحلة الاخيرة من التعمق في الفساد والخراب ادت الى التقاطع التام بينهما، وهذا ما يؤدي الى بناء وضع هش يسهل التدخل فيه من قبل المتربصين، وممكن ان يحدث الاضر الى ان تنقلب الحال سواء الى الاسوا او نحو الفوضى العارمة .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم