آراء

ماذا حصل لاردوغان؟

emad aliانه يتمادى يوميا دون ان يعيد النظر لما اقدم عليه سابقا وخسر فيه، واليوم يصر على ان يصل بسياساته بلده الى الخراب الاكثر. لم يتعض لما فُرض عليه واصبح وحيدا لم ينقذه اقرب حلفاءه وهويستغيث بهم، وما قدم لاعدائه من التسهيلات لمحاربته اكثر مما اضر بهم، تحرك متراوغا من عدة جهات مستغلا اللاجئين والنازحين ودفعهم الى اوربا وتشجيعهم باساليب مخابراتية وهو السبب الاكبر في غرق اكثرهم في بحر ايجة ولم يعترف واغضب القاصي والداني على نفسه .

منذ عقدين وهو يراوح من مكانه مضمرا في داخله مجموعة كبيرة من النيات السيئة قبل الطموحات التي من حقه ان يحملها وان حققها ام لا فهو من شانه، الا انه ومن جراء عمل يده يحطم حتى السكة الموجودة على الطريق التي بناها من سبقوه وهي كانت تصل لتحقيق اهدافه واطماعه ولكنه بخطواته حطمها كليا، وهذا عين الغباء التي اصابته نتيجة تخبطه السياسي الذي دفعته به نرجسيته العالية .

اليوم وبعد ان خرجت يده من تحت الطاولة وما كان يلعب بها مع المقربين، بهذه المواقف الانية، اوصل حاله الى ما لا يمكن ان ينجح في الحفاظ على موقعه المتراجع ايضا، وما نلاحظه هذه الايام من استمراره على ما كان سوف ينغعمس اكثر في الوحل ولم ينته الا بصراخ الانقاذ ولم يتقدم اليه اقرب اصدقاءه خطوة نحوه بعد كل التمايل والانحرافات خلال هذه المدة . لقد اصطدم بالكثير مما لم يكن يتوقع ان يردوه الى مكانه الحقيقي في وقته، واليوم يقولون له وجها لوجه انك ورغم كونك عضو في الناتو الا انك لا يمكن ان تستغله لاهدافهك الضيقة الافق . فانهم خذلوه في ما كان يريده وينويه في سوريا، وليس روسيا فقط التي وضعته عند حده، بل اقرب اصدقاءه امريكا هي ايضا لم تهتم بما تدعيه، ويحصل هذا لاول مرة بين عضوين وصديقين قربين في حلف الناتو منذ تاسيسه .

يهدد ويصرخ ويتهم والطريق امامه مغلقة لا يمكنه ان يلسكها، يراوغ ويستغل نقاط ضعيفة في المنطقة ولم يفده، واخيرا تراجع عن ما كان تقدم خلال هذه السنين في مواقع كان يعتبره نقطة البداية للانطلاق في السيطرة على شمال سوريا في حال سقوط النظام فيها، واخيرا اعادوه الى مكانه بل امنعوه عن بناء بقعة ولو صغيرة له لضمان حدوده .

من كل ما اقدم عليه ولم ينجح وهو لم يتراجع ولم يتعض من اخطاءه بعد، فيزيد يوميا من عمق لمستنقع الذي اوقع فيه بلاده، داخليا وصلت الى حد الفوضى في غضون اشهر، خارجيا لم يحقق ما اراد بل تراجع ايضا خلال ايام، وما بقي امامه الا ان يراجع نفسه كثيرا ويعد اخطائه واسبابه وينقذ نفسه من ما وقع فيه، والا سيزيد من خسارة بلاده ماديا ومعنويا ويسجل رقما قياسيا في تراجع ثقل بلاده بين البلدان والامم .

كل تلك الاخطاء جاءت نتيجة ما فكر به من الطموحات والاطماع الشخصية التي وضعها فوق مصلحة بلاده وخسر به نفسه وبلاده ايضا . ليس لي ان اقول راجع موقفك وخطواتك ومن ثم اعد النظر في خطواتك التي لم تجيء الا بالويل والثبور لك ولشعبك كي تسلك الطريق الصحيح على الاقل قبل الدخول في متاهات لا نهاية لها .  وهذا حال كل دكتاتوري طامع خلط الحابل بالنابل .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم