آراء

مَن يتمكن مِن وقف اطلاق النار يمكنه وقف الحرب

emad aliعلى الرغم من الخروقات التي حصلت في وقف اطلاق النار في سوريا، فان الدول الكبرى تجمعت ومصالحهم فرضت وقف اطلاق النار هناك لمدة معينة على ان يمهدون لتنفيذ ما يريدون او ما يجب ان يكون الوضع في سوريا فيما بعد، وكما هو المعلوم ما يستخدمون من محطات لاعادة النظر في امور واعادة تنظيم الاوراق او خلطها لترتيبها بشكل يفيدهم فقط، وليس الهدف هو انهاء الحرب باي شكل كان، وعلى العكس مما يدعون من الشعارات الانسانية.

الجميع يعلم ان وقف اطلاق النار في سوريا نجح بنسبة كبيرة جدا، واُعيدت حال بعض المدن لما كانت عليه قليلا، وتحسنت اوضاع المدن الانسانية والاقتصادية خلال هذه المدة القصيرة فقط وانتقلت نحو الافضل لحدما . اي نجاح وقف اطلاق النار وما وراءه من قوى تناقشت وتفاهمت وحددت موقفها، ومن ثم نفذت على الارض وفرضت القرار المتفق عليه. السؤال المنطقي هو ان كانت المصالح المختلفة هي المرشد وان كانت هي المانع للوصول الى اتفاق في نفس الوقت، وان كانت هي التي اوصلت القوى الى هدنة ووقف اطلاق النار، لماذا لم يتوصلوا الى اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار وتنفيذ ما ينوونه او يهدفونه واصلا مخططين له خلال فترة قصيرة لتحاشي القتل والدمارو الحرب  اكثر مما طالت وتذهب ضحيتها دماء الابرياء ؟

ان قال احد ان وقف اطلاق النار ليس كما هو وقف الحرب لما موجود من التفصيلات التي تفرض نفسها، نقول فانهم يمكنهم ان يعتبروا الهدنة محطة للتفاهم وتلاقي المصالح من اجل انهاء الحرب او قطع دابرها خلال مدة معقولة، ولكنهم لن يفعلوا ذلك لانهم يحتاجون لفترة اخرى من اجل تنفيذ مخططات رسموها ولم تُمهد ارضية لتطبيق ذلك بعد . وهذا يبين لنا مدى عنجهية هذه القوى وعدم اهتمامهم بالانسان والانسانية على العكس مما يدعون .

السؤال المحير الذي يبين ويشرح لنا امورا كثيرة ومنها يكشف لنا ان كل تنظيم تابع لجهة ويسير وفق ما يطلب منه، ولا يمكن توقع وجود تنظيمات مستقلة نابعة من ارض المعركة او غير تابعة لقوى داخلية اوخارجية اقليمية كانت ام عالمية، وما يثبت بانهم من صنع هذا القوى هو فرض وقف اطلاق النار عليهم دون ان يؤخذ راي اكثريتهم  بشكل مباشر بينما نفذوا موافقتهم عليه بنفسهم على ارض الواقع، وفي المواقع الكثيرة التي توجد فيها تلك التظيمات الارهابية لم تطلق حتى طلقة واحدة خلال هذه المدة او الهدنة، والا كيف فرضوا وقف اطلاق النار عليهم باجتماع شارك فيه القوى الكبرى وفرضت ارادتها كبديل او ولي الامر لهذه التنظيمات؛ ومنها الاكثرية الارهابية . 

هكذا يتوضح يوما بعد اخر الايدي التي تلعب بما يجري في سوريا بكل اريحية . المحير في الامر ان السذج من الطبقة الكادحة الفقيرة مقتنعة بهذه التنظيمات عقائديا وتنفذ لها ما تريد وتقدم لها التضحيات الجسام والمستفيد الاوحد هو الدول والقوى الاقليمية والسلطات الجاثمة على صدور شعبها  من جهة والمخابرات العالمية هي التي تخطط من جهة اخرى، والوقود هذه الطبقة المعدمة .

نجاح وقف اطلاق النار بهذه النسبة اوضح بشكل اكثر ما يدور في الغرف المظلمة للمخابرات العالمية وكيف يخططون بدلا مِن مَن له الحق اكثر من غيره لتنيظم امور بلاده، ولكن فرض مصلحة المعتدي بشكل مباشر او غير مباشر ظلم كبير لابد ان يتعامل معه الجميع بشكل مباشر وعقلاني بدلا من التعامل مع هذه التنظيمات التابعة المصطنعة . وهكذا يصح ان نقوله عما يجري في العراق وكيف وصلت الحال الى ما نحن فيه ايضا . وكل ما يجري والوقت الذي يفرضه المخططون لانهاء ما يجري او اطالته ليس بيد سلطات المنطقة الحقيقيين او الشعب،  بل هم ايضا اي هذه السلطات تابعون للقوى الكبرى وتابعيهم من قوى الاقليمية وما وراء هؤلاء التنظيمات الارهابية .

 

في المثقف اليوم