آراء

لا طريق للاصلاح غير مواصلة حركة الاحتجاجات

goma abdulahدخلت حركة الاحتجاج الشعبي بزخم جديد، في حجم المشاركة الشعبية الهائلة والتي فاقت كل التوقعات، بالحجم الكبير في المشاركة، مما يبعث الامل بأن الاصلاحات ستجد سكتها السالكة، ان صوت الشعب الهادر في الشارع العراقي، يزعزع سلطة الفساد والفاسدين، ووضعهم في موقف حرج وصعب . ويوقعهم في مأزق كبير، فقد سقطت كل بضاعة  النفاق السياسي، كل المتاجرة والسمسرة بأسم الدين والمذهب، وخاصة ان التظاهرات الاحتجاجية الجماهيرية، صارت على مقربة من اسوار المنطقة الخضراء، هذا الوضع الجديد وضع الاحزاب الاسلامية على المحك، وخاصة الاحزاب الشيعية، التي دخلت في مرحلة التأزم والخلافات والعراك والتشاجر ينذر بالازمة التي تهددهم، وكما وضعت السيد العبادي امام حقيقة لا يمكن التملص والهروب منها، وهي تنفيذ وعود الاصلاحات المعطلة منذ اكثر من عام، ان احزاب المحاصصة الفرهودية امام مأزق عويص لاجدل فيه، ولا يمكن التهرب منه كما كانت تفعل في الماضي، بأنها تفتش عن ثغرات ومنافذ لتجاوز الازمة، وكانت تنجح بفعل المتاجرة والسمسرة السياسية، اما الآن فانها امام وضع جديد، في مجابهة النهوض الشعبي العارم بالغليان، المطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين، وعودة الاموال المسروقة، هذا المأزق الكبير، وضع الاحزاب الشيعية في خلافات حادة، وتأزم ينذر في وقوعها في الهاوية . لقد بدأت عليهم بوادر الخوف والقلق من احتجاجات الشارع العراقي، وهذا ما يفسر بقلق احد حيتان الفساد الكبيرة، يدق ناقوس الخطر الى الاحزاب الاسلامية الفاسدة، ويحذرهم من الخطر القادم بأن (المعادون للخط الاسلامي يخترقون تظاهرات الصدريين) ويقصد بالخط الاسلامي، يعني الفساد واللصوصية والنهب والاجرام والارهاب الدموي، والمتاجرة بالدين والمذهب بالعهر السياسي، انه يحذر من عواقب التظاهرات الاحتجاجية، اذا استمرت بالوتيرة المتصاعدة، ستقوض سلطة الفساد والفاسدين، وسيجدون امامهم مصير اسود، بتقديمهم الى المحاكم ونزع عنهم الاموال التي سرقوها، وهذا هدف التظاهرات الشعبية ولا مجال لتنازل عن هذا الهدف، وبالتالي سيرمون الحرامية واللصوص في مزبلة القمامة، لذا فأن الفاسدين لم ولن يتنازلوا قيد انملة عن سلطة فسادهم وجنتهم ونعيمهم،  فأن الفاسدين من الحرامية يحاولون جمع صفوفهم وتوحيدها في مجابهة الخطر القادم من التظاهرات الشعبية  الاحتجاجية، يطالبون بعدم التهاون في اتخاذ اقسى  الاجراءات الامنية الصارمة والقاسية، ازاء حركة الاحتجاجات، باللجوء الى الالاعيب السياسية الماكرة حتى على حرق العراق، من اجل اخماد حركة الاحتجاجية وصرف الانظار عنها، وعن المطالبة بالاصلاحات وتقليم اظافر الفاسدين، ان تراخي الاجهزة الامنية في حفظ الامن، بالتهاون والتسهيل مرور السيارات المفخفخة والعبوات المتفجرة والاحزمة الناسفة، وهذا مايفسر تصاعد وتيرة الارهاب الدموي في الفترة الاخيرة في المناطق الشيعية، في حجم الدمار والدماء، لزرع الخوف الامني، بحجة ان الاجهزة الامنية منشغلة في حماية التظاهرات الشعبية، هذا المنطق المشبوه في خلق ذريعة الخوف عند المواطن، حتى يكف عن المشاركة في حركة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية، ويحث الحكومة على التركيز الوضع  الامني، حتى يتنفس الفاسدين الصعداء، بالتخلي عن المظاهرات الشعبية المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفاسدين، لكن هذه الحجج والذرائع، لن تجد طوق نجاة لهم، بان الارهاب الدموي والفساد المالي، وجهان لعملة واحدة، هي الاحزاب الاسلامية الفاسدة، ان شماعة ناقوس الخطر من الارهاب الدموي، سقطت لآن من يدير دفة الارهاب الدموي هي نفسها احزاب المحاصصة الفرهودية، وهم يعرفون الثغرات الامنية والتقصير الامني، بوجود عناصر فاسدة ومرتشية تقود مؤسسة  الاجهزة الامنية، وان التحديات التي تعصف بالعراق تتطلب الاصلاح في كل الميادين ومحاربة سلطة الفساد والفاسدين، وكل الذرائع الفاسدين لا تقود الى الحل والعلاج، بل ان الظروف تحتم تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية، وهي في وتيرة متصاعدة، وبدخول عناصر جديدة لها، تتمثل بشباب طلبة الجامعات (ثورة القمصان البيض) الذين حققوا اول انتصار مرموق، بمنع دخول وزير التعليم العالي مبنى جامعة المثنى، وكذلك وصول ثورة القمصان البيض، الى محافظة البصرة بدخولهم على خط الاحتجاجات الشعبية، وهذا عنصر هام في دفع الى المشاركة المليونية من اجل انقاذ العراق من حيتان الفساد . ان الايام القادمة ستكون حاسمة في مصير العراق، وكما هي حاسمة في احزاب الاسلامية الفاسدة

 

جمعة عبدالله

 

 

في المثقف اليوم