آراء

الإدارة الأمريكية بين الخرافة والإيمان بالخرافة

nabil ahmadalamirيقول: (جان كلود موريس) في مستهل كتابه الموسوم (لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه): (إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا، وان اعتقادك ليس في محله)

فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل، بل هي خارج حدود الخيال، وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية، ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية، وكان مهووسا منذ نعومة أظفاره بالتنجيم والغيبيات، وتحضير الأرواح، والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة، ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة، وتكرارها في خطاباته ..

مثل : (القضاء على محور الأشرار) ..

و(بؤر الكراهية) .. و(قوى الظلام) ..

و(ظهور المسيح الدجال) ..

و(شعب الله المختار) .. و(الهرمجدون) ..

و(فرسان المعبد) .. وغيرها من المصطلحات اللاهوتية ..

وإدعى بوماً في أحد خطاباته .. انه يتلقى يوميا رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية، والأحلام الليلية .

يؤكد المؤلف إن الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) كشف للمؤلف نفسه في حديث مسجل عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي للعراق، قائلا :

(تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية مطلع عام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج"، مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل) ..

واليوم جون كيري في بغداد ليستكمل مع إدارته (الأمريكية) تحطيم ماتبقى من العراق وشعبه وتنفيذ إستكمال مشروع تدمير مراكز يأجوج ومأحوج والذي تعتقد الإدارة الأمريكية أنهما قد هربا من الحرب الأولى وهم الآن لازالا مختبئان على الحدود العراقية الإيرانية .. وعلى أمريكا قيادة جيوش الإيمان ضد جيوش الشياطين والأبالسة، فمهما إختلفت الإدارات في أمريكا .. يبقى المنهج واحد .

والحمد لله وجدوا من يستمع لهم ويُعينهم بهذه الحرب .. بغض النظر عن خسائرها الثانوية التي لا تُذكر ولا قيمة لها أمام قدسية هذه الحرب .. وهي إستكمال تحطيم وإبادة ماتبقى من العراق والعراقيين.

والله من وراء القصد .

 

 

في المثقف اليوم