آراء

أَمريكا وإِرهاب الشَّعب العراقي

mohamadjawad sonbaثلاثة انفجارات حصلت يوم 11 أيار 2016، الأول في مدينة الصدر ببغداد، والثاني في مدخل مدينة الكاظمية المقدسة، من جهة منطقة الشعلة، والثالث في شارع الربيع القريب من مدينة الكاظمية. وتعليقاً على هذه الجرائم البشعة والمقززة التي يروح ضحيتها باستمرار، عشرات الاشخاص الأبرياء، اضافة الى الجرحى والخسائر المادية أقول:

أخبار انفجارات اليوم مؤلمة جداً، فانها حصلت في وقت ذروة الازدحام المروري.

فهل يُعقل أنَّ الادارة الأمريكية، لا تَعلم بهذه التفجيرات وغيرها، التي حصلت في العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق ولحدّ الآن؟.

و هل السفارة الأمريكية في بغداد، التي تعرف الصغيرة والكبيرة، فيما يخص الشأن العراقي السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، لا علم لها بهذه الأحداث المرعبة؟.

أمّ أَنها تصفية حسابات دولية، بين أَمريكا ومحورها العربي في المنطقة؟.

فهذا المحور لمّْ يَخفِ رفضه وقلقه، من عملية التغيير السياسية البائسة، التي أَحدثتها أَمريكا في العراق في عام 2003.

من المعلوم للمطلعين في المجال السياسي، ان أمريكا تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي الداخلي والخارجي، فهي لا تستطيع فرض رؤيتها وارادتها، على المحور السعودي وحلفائه، لتفادي دخولها في تجاذبات سياسية جانبية، مع اولئك الحلفاء، فتكون المحصلة النهائية للمواقف، ليست في صالح أَمريكا.

على ضوء هذه القراءة المبسطة، فان الشعب العراقي اصبح ضحية لهذه الصراعات السياسية الامبريالية اللاإنسانية، التي تتجاذب اطرافها امريكا ومحورها العربي، اضافة الى دخول الكيان الصهيوني، كعنصر مؤثر على سير الأحداث والمواقف، في المنطقة. فالكيان الصهيوني يستثمر ظروف المنطقة وتناقضاتها، لتحقيق أعلى درجات استقرار الأمن القومي الاسرائيلي. فاسرائيل حالياً قد حققت حالة من الاستقرار والسلام، لم تكن تحلم بها منذ تأسيسها عام 1948.

واعتقد لو ان العراقيين النجباء الشرفاء، من ذوي الاختصاص في مجال القانون الدولي والعلاقات الدولية، ينبرون لتشكيل تجمعاً، يطالبون من خلاله المجتمع الدولي، بمقاضاة امريكا في المحاكم الدولية ذات الاختصاص، على جرائمها التي ارتكبتها في العراق، منذ عام 1980 وحتى الآن. لارتدعت امريكا وحلفاؤها (لحدٍّ مّا)، أمام هذا الاجراء القانوني، ولو بشكل جزئي.

خصوصاً اذا عرفنا ان في الداخل الأمريكي، توجد جماعات ضغط، مناهضة لسياسة امريكا الخارجية العدوانية. هذه الجماعات تؤكد بشكل دائم، ان الأمريكيين كشعب اصبحوا منبوذين ومكروهين، من قبل الكثير من شعوب العالم، بسبب السياسات الاستعمارية الامريكية التعسفية، التي انتهجتها الادارات السياسية الأمريكية المتعاقبة، في العديد من مناطق العالم، منذ نهايات الحرب العالمية الثانية ولحدّ الآن.

وأخيرا فعلى امريكا ان تدرك تماماً، بان الغالبية العظمى من الشعب العراقي، تكونت لديها قناعات راسخة، بان امريكا ومحورها المعادي للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، هو من يقف وراء تدمير العراق وسوريا واليمن والبحرين وليبيا والصومال وغيرها، بالتعاون مع عملاء عرب البترول، السائرين في خطّ خدمة أمريكا واسرائيل، من أجل تكريس السياسة الأمريكية القائمة، على اثارة الفتن والحروب، في دول منطقة الشرق الأوسط وغيرها، للسيطرة على اسواق وثروات تلك المناطق، وفرض هيمنتها الامبريالية عليها.

و أيضاً لتعلم امريكا وحلفاؤها من عرب البترول، المتماشين مع محور اللوبي الأمريكي الصهيوني الاستعماري، ان الشعوب المظلومة تزاد يوماً بعد يوم، كرهاً وعداءً لامريكا وحلفائها، بسبب ايغالهم في تنفيذ الجرائم البشعة بين الابرياء من البشر.

فلتسقط كل شعارات امريكا الزائفة، المنادية بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان.

 

مُحَمَّد جَواد سُنبَه - كاتِبٌ وَ بَاحِثٌ عِرَاقي

 

في المثقف اليوم