آراء

كيف نؤسس لبناء عراق جديد؟

akeel alabodتمهيد: نظرا لأهمية العمل في بناء المجتمعات والثقافات، كونه من خلاله شيدت وتشيد الحضارات الانسانية والاوطان، يصبح من الواجب إنشاء وتأسيس مشروع بحثي للتثقيف في معنى العمل وإبراز قيمته الفعلية من خلال استثمار الموارد البشرية.

 

مدخل:

الفرضية الخاصة بموضوع البحث، تحتاج الى دراسة ومتابعة جدية، تتبناها جهة حكومية متنفذة، وحريصة على بناء العراق من جديد.

 

أدوات البحث: 

بعد ابعاد حكومة الإقليم عن المركز والانفصال عنها تماما، يتم تاسيس ثلاث وزارات أساسية؛ الاولى وزارة العمل وإدارة الموارد، والثانية، وزارة التخطيط والسكان، والثالثة وزارة المتابعة والعلاقات الخاصة بسياسة الدولة العراقية الموحدة في الداخل والخارج، وتدخل قضية الاعلام في المتابعة، حيث يتم انشاء فضاء إعلامي، له القدرة على تبني مصالح الجماهير لدى الحكومة.

 

والسؤال اي عمل هذا الذي نحتاج له، اونجتذب العامة من الناس اليه- هل المقصود بالعمل بناء مصنع، أودور سكنية في العراء، أواعمار ارض بور، او ما شابه ذلك من المسميات فقط، ام ان هنالك أشياء اخرى نحتاج اليها لكي نضمن النجاح؟

للإجابة على السؤال نقول ما هو العمل؟

عمل على وزن فعل، وعامل على وزن فاعل، وبين الاثنين نسبة، اي بين الفعل، والفاعل، اي العمل، والعامل، هذه النسبة هي المعمول، والمفعول، والمنتوج، أي المنتج.

والفعل هنا هو الحركة المرتبطة بالزمان والمكان، اما الفاعل فهو المحرك الذي من خلاله تتحقق اثار الحركة، وبما ان اثار الحركة لها أوصاف فيزيائية بحكم علاقتها بالمكان، وأخرى زمانية بحكم علاقتها بمقدار اوكمية الناتج، اوالمنتوج، لذا يصبح للعقل والشعور دورا في اداء هذا النوع من التفاعل.  

لهذا يصبح الجواب على السؤال المطروح في مقدمة البحث، هو اننا نعم نحتاج الى بناء مصنع، ومدرسة، ومستشفى، ولكن علينا ان نتعلم فن صناعة القالب، اومربع الخشب، الذي به نصنع الطابوق، وهذا معناه اننا نحتاج اولا واخيرا الى تدعيم فكرة ثقافة العمل بمعناها البسيط، وثقافة العمل لا يمكن تعزيزها، او تفعيلها بين الجماهير الا من خلال التفاني الذي له علاقة بثقافة الشعور بالانتماء الى الوطن.  

 

مقدمتان لا بد منهما: 

الاولى ترتبط بالسياسة، والثانية بالتخطيط، وتلكما تجمعهما مقولة واحدة وهي اقتصاد البلد، وبما ان اقتصاد البلد يرتبط بادارته المالية وميزانيته العامة في إطار الإنفاق والاستثمار المتعلق بادارة موارد الطاقة المائية، والنفطية، والبشرية، لذا يصبح من الضروري ان يصار الى تأسيس مشاريع، اوكيانات على نمط الكيانات السياسية التي تحكم اليوم تحت اسم العراق، هذه الكيانات، تتبنى فكرة الاستفادة من موارد الطاقة البشرية وتشغيلها في استثمار الارض، والزراعة بغية التصدي  لمشكلتين أساسيتين هما:

 الاولى تخص البطالة والجهل، والثانية استثمار الطاقات البشرية الخاصة بالايدي العاملة، وتوفيرها بغية ادخار المال العام، والنهوض بالواقع الخدمي للناس بعيدا عن التشرد والفقر.

فعندما يتم تشغيل الايادي العاملة في منطقة صحراوية لبناء مجمعات سكنية بعد توفير آلة صناعة الطابوق الترابي مثلا، سوف نضمن تشغيل نسب من السكان هنا، ونسب اخرى هناك، وسوف نضمن للجميع سكن واسع من خلال تشغيلهم اولا، وبهذا نكون قد استفدنا من إدارة الموارد الخاصة بالسكان لأغراض البناء اولا، كذلك يمكن توسيع اوتشجيع دور الاعلام لتبني تثقيف الناس بمقولة العمل، مقابل تنمية الشعور بالانتماء الى الوطن.

 

خارطة العمل:

اولا: التخلص من فكرة المسميات الخاصة بالأحزاب، والكيانات والمنظمات الدينية، وجمعها تحت إطار بناء العراق.

ثانيا: يتم الاستفادة من موارد الفضائيات الخاصة بالاحزاب والكيانات السياسية بعد حلها جميعا، وتشغيل الصالح منها لحساب شبكة إعلام متمكنة، اي ليست على نمط ما يسمى شبكة الاعلام العراقي، حيث بموجب الاعلام الجديد يتم متابعة مشاريع إدارة الموارد البشرية في جميع المحافظات العراقية، واعتبار البطالة ارض خصبة للارهاب والفوضى.

ثالثا: تقوم وزارة المتابعة والامن بإحصاء ومراقبة  معدلات انخفاض الجريمة والارهاب من خلال تبني مشروع احصاء التشغيل السكاني لجميع المحافظات،

ومن الضروري في هذا الباب ان يكون محافظ اي مدينة، بمثابة رئيس جمهورية مصغر، وهو مسؤول عن إدارة التشغيل ومتابعة الاراضي البور والأمن، وهذا يحتاج الى خبرة ودراية في الادارة والري والزراعة والتخطيط.

رابعا: تقوم وزارة المتابعة بإعادة تقييم ملف العلاقات مع الدول، وتجنب فكرة القروض، من خلال تحصين إدارة موارد الري والطاقة النهرية، واعتبار المشروع النفطي العراقي موردا لمستقبل الأجيال لا يمكن التفريط به وحمايته من خلال الانضمام الى أحلاف دولية تضمن حق الحكومة والشعب، بعيدا عن المزايدات والمقايضات التي تتبناها الان حكومة اقليم كردستان على حساب مصلحة العراق.

 

عقيل العبود   

 

 

في المثقف اليوم