آراء

هل يمكن ان ينجح آل مسعود في تقليد آل سعود

emad aliالجميع يعلم ان آل سعود ينحدر من عشيرة المردة من قبيلة المصاليخ من عنزة من ابي وائل وهم من ذرية سعود بن محمد ويعود اصلهم الى مانع بن ربيعة المريدي الذي اقدم من قرية اسمه الدريع من نواحي القطيف، بعد ان دعاهم قريبهم ابن درع وهو اميرحجر اليمامة هناك واعطاهم مناطق من وادي الحنيفة عام 1447م واسماها الدرعية تيمنا بقريتهم التي اتوا منها، وبعد مدة قصيرة تمكنوا السيطرة على الموقف وتراسوا واداروا الوضع رغم حداثة مجيئهم لهناك وراح ما احسن فيه ابن درع هباءا .

آل مسعود البرزاني وهو ابن عشيرة سكنت منطقة المسماة البرزان الماخوذة من اسم قرية البرزان وتوسعت تدريجيا بطرق شتى ومنها استخدام القوة المفرطة في اخضاع القبائل والعشائر الاصيلة هناك، وسكنوا هناك منذ بضع مئات من السنين، وهناك اقوال وتوجهات واراء حول اصلهم يمكن ان يتاكد الباحثون منها، ويمكن ان يتعرف على انحدارهم بعد دراسة عمق تاريخهم، ولنا راي نحتفظ به لوقت اخر نطرحه بشكل واسع وواضح بعد ان نتاكد من اسسه وصحته بعد دراسته، وما يمكن ان التوصل اليه بشكل علمي دقيق لكشف الحقيقة فقط . الا ان هناك راي غير مؤكد يعيد انحدارهم الى عائلة نازحة من منطقة قريبة من كوردستان ويتوقع ان تكون من اصول ارمينين سكنوا قريبا جدا في هذه المنطقة وتمكنوا من السيطرة عليها وعلى العشائر الموجودة فيها بدهائهم الاجتماعي البراغماتي المصلحي، واتخذوا الدين وسيلة لتحقيق مرامهم ولما اقدموا عليه كما فعل رديفهم آل سعود في منطقة وادي الحنيفة في الجزيرة، واستفادوا هم ايضا من ما يفرضه الدين للاحترام والخنوع والخشوع لولي الامر مهما كانت سلطته جائرة .

اننا على اطلاع على كيفية سيطرة العائلة السعودية الماكة على زمام الامور في السعودية واسموا الدولة باسم جدهم التي انحدر من منطقة وسيطر على اخرى بامكانياته وخداعاته وجيرت ما يفرضه الدين وظروف الناس التي تعيش في الصحراء القاحلة وتداعاتها لمصلحتها، ومن ثم امتد بطرق ووسائل بعيدة عن الانسانية من خلال التعدي والغزو والانتاهاكات والسبي والاحتلال الداخلي بين العشائر والبدو الساكنين في الخيم الى ان فرضوا بما توفر لديهم من الوسائل المادية والمعنوية على الارض وعلى الدولة، ومن ثم استغلوا الدين لاغراضهم واهدافهم ومصالحهم الدنيوية كسلطة المملكة. والجدير بالذكر انك لم تجد فيهم اي في العائلة المالكة زاهدا عمل من اجل العشائر او الشعب السعودي في اية مرحلة من تاريخهم على العكس من تاريخ البرزان الذي وجد فيه من اتخذ الزهد والدين الاسلامي لما اعتقد بانه يخدم من يتولاهم ويحكمهم في مرحلة معينة وبالاخص ايام الشيخ عبد السلام ، واتخذوا الطريقة الصوفية في كسب الموالين والى غير ذلك من مسيرتهم التارخية المعروفة لدى الجميع وليس هنا موضع الكلام عنه هنا .

اننا لو قارنا بين كيفية سيطرة آل سعود في السعودية والظروف الموضوعية والذاتية في تلك المراحل التي توالت لتثبيت اركانهم مع ما نحن فيها في كوردستان، وما نحن فيها من الارضية والبنى الفوقية لا نجد اي مجال لاعادة ما حدث في السعودية في كوردستان ولايمكن تقليد ما حدث في ارضية معينة وفي واقع ومنطقة مختلفة والتي لا يمكن ان تلائم اعادة ما حدث من قبل، ولا يمكن ان ينجح المقلِد كما نجح من قبله في تحقيق اهدافه لاسباب عديدة في منع تحقيق ذلك من نواحي عديدة، سواء لاختلاف الواقع والمتغيرات والتطورات التاريخية التي حدثت من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومنها :

تغيرت حياة الناس بشكل عام ولا يمكن ان ينطوي عليهم التوجهات والافكار المثالية والخزعبلات التي يمكن ان تُخدع بها عقول الاكثرية كما تمكن البعض امرارها في عصور غابرة . ان التطور الحاصل لظروف الناس وعقليتهم والتداخل الحاصل من التواصل في مختلف المجالات بين الناس فيما بينهم ومع محيطهم ومع المناطق الكثيرة البعيدة على بقاع الارض، يجعلهم على فكر وعقلية لا يمكن ان يمر عليهم ما ليس واقعيا او على الاقل مناسبا لهذا العصر، اي لا يمكن ان تسيطر عائلة بنفس الالية والوسيلة على زمام السلطة وبادعائات مزيفة . فان نجح آل سعود لما كانوا فيه من الامكانية وما لديهم من الارضية المناسبة لنجاحهم، فان الارضية الكوردستانية غير مبنية من المزيج الفكري والمادي المطلوب لنجاح تلك التوجهات وتحقيق تلك الامال والاهداف الضيقة المدى، وعليه لا يمكن تحقيق الاهداف الحديثة بوسائل وطرف مبتذلة بالية نفدت تاريخ صلاحيتها منذ مدة طويلة . وهذا ما يمكن ان يصلنا الى حال نتاكد بان ما يحاوله آل مسعود تحقيقه في كوردستان من خلال تقليد ما نفذه آل سعود في السعودية غير مضمونة النتائج بشكل قاطع . 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم