آراء

استقرار الجزائر مرهون باتخاذ قرارات جريئة لتحديد السياسة الدفاعية للبلاد

eljya ayshما تزال رسائل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب الجزائري تتردد على ألسن الوطنيين من أبناء الجزائر باختلاف مشاربهم السياسية يوم دعاهم قائلا: "أدعوكم بني وطني ومن حيث أن مصيركم الوطني مصير واحد، إلى ضم قوانا وطاقاتنا من أجل مواصلة بناء الجزائر التي استشهد من أجلها الشهداء الأمجاد"  

 تخطت الجزائر بفضل المصالحة الوطنية مرحلة الإرهاب الهمجي وأخمدت نيرانه المشتعلة ، وهي تعيش اليوم على وقع الإنجازات من أجل الحفاظ على مؤسساتها، وحماية اقتصادها، لاسيما وهي تزخر بثروات باطنية لو استغلت عقلانيا واستثمرت فيما يخدم المواطن والصالح العام ، ستجعل الجزائر لا محالة بعيدة عن الأزمة ، ولذا فاستحضار التضحيات يجعل كل واحد منا يقف وقفة تأمل كيف كانت الجزائر بالأمس وكيف أصبحت اليوم في ظل السياسة التنموية التي تهدف إلى تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية، وحماية ما حققته من مكتسبات، وخير دليل هو ما نلاحظه من مشاريع، فـ: "عصرنة" القطاعات خير دليل على أن الجزائر تمشي بخطى ثابتة نحو التقدم والرقي، من خلال "رقمنة" الإدارة والذهاب إلى حكومة إلكترونية ، من خلالها يتم تحرير البلاد من إكراهات "البيروقراطية" .

تلك كانت رسائل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي دعا فيها كل التشكيلات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تبني الحوار الديمقراطي من أجل ضمان أمن واستقرار البلاد، ورفض السيطرة الأجنبية، خاصة بعد استتباب الأمن وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحريك الإعمار الوطني، وهذا لا يتحقق إلى بالقضاء على الأنانية المفرطة، التي سكنت أذهان البعض، لاسيما التشكيلات السياسية ، التي يسعى بعضها إلى التموقع على حساب المواطن البسيط، وهذا ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير تضع الجزائر في منأى عن الخطر، من خلال معالجة القضايا الجوهرية، معالجة تتسم بالمرونة لا بالميوعة، والحسم الواعي لا بالتشدد في الموقف من القضايا والفئات والقوى والأشخاص.

و لطالما حرص رئيس الجمهورية في كل خطاباته السياسية على أن الجزائر حكومة وشعبا هي البلد الوحيد المتبقي من رماد الربيع العربي، الذي لم تمسه نيران التحولات، والثورات والحروب وأكد أن "الضجيج السياسي" لن يساعد في وصول أي حوار إلى نتائج إيجابية، وهي إشارة منه إلى الأحزاب السياسية " المعارضة" التي يسعى البعض منها الى تكريس واقع بائس، مثلما يحدث الآن على مستوى البرلمان من شحنات وصدامات، وما نجم عن التعديل الحكومي الأخير، وهذا يبين أن الجزائر تحتاج إلى مزيد من الوعي الانتخابي.

 وعلى صعيد آخر كانت رسائل الرئيس تحث على أن الحلول الأمنية والعسكرية ضرورية لمجابهة ظاهرة الإرهاب التي تعد قضية وطنية تتطلب إحكام العقل وفتح باب الحوار أيضا الذي يعد محرك نهضة، وأداة لتغيير المجتمع والأفراد، ومن خلاله يمكن وضع تصورات مستقبلية، وإستراتيجية حقيقيّة لمكافحة هذه الظاهرة التي ما انفكت تنخر وتهدّد أمن المواطن وسيادة الدولة، وقد عكف المجاهد عبد العزيز بوتفليقة طيلة عهداته الأربعة رغم "مرضه" أن يدعم الحريات وترسيخ الديمقراطية، من خلال الإصلاحات وتوسيع رقعة التجدد، في مختلف المنظومات لاسيما المجال الأمني من أجل حماية وحفظ السلامة الترابية وحماية آلاف الكيلومترات من الحدود البرية، في محيط إقليمي غير مستقر، معربا عن تقديره لأفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني المرابط في الحدود، مقدما نفسه فداءً للوطن، وعليه فإن الرؤية المستقبلية للجزائر تتطلب اتخاذ قرارات سياسية جريئة لتحديد السياسة الدفاعية للبلاد ، واتخاذ التدابير التقنية والعسكرية لتأهيلها لمحاربة التهديدات الجديدة.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم