آراء

الطيب بيتي: الليلة الأمريكية.. رائحة البارود والمؤسسة الحاكمة تحت الأنقاض (1)

altayb baytalalwiيعاني النظام النظام السياسي الأمريكي من إختلالين رئيسيين:أحدهما (تاريخو- ثقافي) وبنيوي، والآخرسياسي-دوري (زماني) متقلب، وتركيبة هذين الإختلالين خلقتا الأزمة الأمريكية المستعصية على الفهم بول كريغ روبيرتس Paul Craig Roberts البروفسورفي فلسفة الإقتصاد والسياسية ، المستشارالأسبق في حكومتي رونالد ريغان وجيمي كارتر

لعل البروفيسور والتر.أ.مكدوغال الأستاذ بجامعة بانسيلفانياوالمحاضرفي العلاقات الدولية كان محقا عندما شبه الساسة الـأمريكيين–في مقاربةتورية بديعية–بأبطال فيلم المخرج الشهيرسيرجيو ليون : الطيب، السيء، والشرير Le Bon La brute et le truand .ويرى ماغدول- أن هؤلاء الثلاثةهم نحن (الأمريكيين) ...فقط لنقول للعالم بأننا كائنات إنسانية معيبة، متفردون في في أنانيتهم، يسيطرعليهم هاجس تحقيق العدالة وحيازة المال معا، ومواطنون في بلد هوالأقوى في العالم، ومن ثم الأكثر فسادا على وجه الأرض -

وقد ضل الأمريكيون يبحثون–عبثا-عن كيفية نشرالعدالة في الآفاق وبين وظهرانيهم بالبحث عن الرجل الثالث الطيب منذ تأسيس الدولة عام 1776، فخبطوا ما شاء لهم الخبط في التدينيات الماسيحانية (الكاثوليكية والبروتستانانية والإنجيليكانية والتوراتية والتلمودية والماسونية) والتراثين الإغريقي– الروماني والفكر المابعد نهضوي الأنغلوساكسوني، إلى أن إستقروا في عام 1823 على النظام الأمريكي المستجيب-الى الإستثنائية الأمريكية –أوما يسمى ب مبدإ مونرو الذي فاجأ الأوروبيين فطعنوا فيه ووصفوه بالغباء والتبجح وثرثرة الصعاليك الجدد، وسخرت منه فرنسا معتبرة إياه تنطعا ورعونة، وحقرته روسيا القيصرية واصفة إياه بالبربرية ولعنه أبو القومية الأوروبية أوتو فون بيسمارك وإعتبره مبدئا وقحا وضربا من الهمجية والغطرسة الأمريكية الشاذة لامبررله ..

.ومن هنا يذكرنا البروفسيور ماكدوغال بأن أمريكا كانت دائما طيبة وسيئة وشريرة -أي مثالية /منافقة، وواقعية غالبا في نفس الوقت.، ولذا فإننا مضطرون لإعادة التفكيرفي أمريكا وفي العالم المعاصر الخارجي المتحول دوما .ثم في العلاقة بينهما إنتهى كلام ماكدوغال .

ومنذ بدايات الإنتخابات الأمريكية لعام 2016، بدأ ت تنتعش الأرواح الطيبة والشرية معا في أمريكا والعالم بأسره وفي المنطقة العربية، وهاجت الأسواق الدينية والثقافية والمالية العالمية هيجانا غير مسبوق، وماجت الماكينة الإعلامية الأمريكية المهولة التي تحلب فمها من أجل مغنطسة المزيد من المشاهدين المغفلين المفترضين، مادامت هي لسان حال الـأوليغارشية المالية المسيطرة على مقادير العباد في الولايات المتحدة والعالم، وبعد أن أفرزت بهرجة السيرك الإنتخابي في المراحل الثانيةّ دونالد ترامب ذلكم الميليارديرالبروتساتني المتمرد، والعبد الآبق الذي تنكر لنظام رأسمالي هو من صلبه ورضع من ثديه وإغتنى من رأسماليته، ليصبح أكبرعاق للأوليغارشية المالية ولوبياتها عرفته الإنتخابات الأمريكية منذ إغتيالات المارقين عن النظام :إبراهام لنكولن–الجمهوري- وكينيدي الديموقراطي ومارثن لوثر المصلح الديني المسيحي، ومالكوم إكس زعيم تجمع الأمريكيين السود، الذين كلهم خرجوا عن الطوق وخالفوا الشعائر التي ترسيها الدولة العميقة

وإنتهت الأمورفي ما قبل المرحلة الأخيرة في حصر الصراع في السيرك الإنتخابي الحالي الأكثر غرابة وشبهة في كل التاريخ الأمريكي ما بين دونالد ترامب الغير المرغوب، الذي حولته أبواق الإعلام الأمريكي المساند للأوليغارشية وللنظام، إلى ستالين وهتلر وموسوليني، والعميل المقرب لبوتين والخائن للأمة (والغرب يُهتلر من يشاء ويصوف من يشاء كيف يريد ومتى يريد) حيث إستفادت هيلاري كلينتون جان دراك الكون المعاصرة ورابعة العدويةّ أمريكا : مدللة الكل . ومدلعة الإعلام الرسمي، وصفية الأبناك، وخادمة اللوبيات الضاغطة، ومعشوقة الأنظمة العربية البخورية الفولوكلورية والكاريكاتورية معا، فتحولت المهزلة الإنتخابية الأمريكية في خواتيمهاإلى صراع علني ما بين المؤسسة الحاكمة و جماعات الضعط واللوبيات المسيطرة وبين سبارتكوس روما الجديدة .

.

 وبالرغم من أنه من العسيرالتكهن عما سيحدث يوم الليلية الأمريكية إلا أن النيوزوييك - للغرابة- قد أعلنت أن كلينتون الفائزة بيومين قبل إعلان النتائج مظهرة إياها في غلافها كإمبراطورية متوجة على عرش البيت الأبيض– ولعل النيوزويك تعرف مسبقا أكثرما يدور في الكواليس وما يطبخ في الغرف المعلقة

 عير ان الذي تغافلت عن ذكره النيووزييك هومؤشرات ظهور القلاقل الداخلية القادمة لا محالة في اليوم الثالي للثامن من نوفمبر، وما ينشر على صفحات المواقع الإعلامية وسائر وسائل التواصل الإجتماعي من إستنفار الملايين من الأمريكين لقلب الطاولة ضد المفسدين وحيث رشح عن الإعلام الموازي عبر قنواته – وهو بالعشرات- عن ظهور علامات طوارئ عامة خفية تغطي معظم الولايات الموالية لترامب مع كثرة الإقبال على شراء الأسلحة ونفاذ الذخائر في بعض محلات البيع المتخصصة.

وإلى كتابة هذه السطور فإن الأوراق الحكومية كلها مبعثرة، والرؤى السياسية المستقلبية لما بعد الثامن من نوفمبر مشتتةّ، والستراتيجيات الداخلية مبهمة أما الخارجية فهي واضحة: فهي تتحدث عن المواجهات العسكرية والإجماع على ترحيل الرئيس السوري بشار الأسد بالقصف والتدمير، وإبادة ما تبقى من الشعب السوري، والحفاظ على العراق تحت الكماشة الأمريكية عبر تحريك ورقة الدواعش للبقاء مدة أطول في العراق وفي المنطقة إنتظارا للهجوم المباغث على إيران والإستدارة على الروس في عين المكان (وتلك حروب اوباما الخبيثة التي يريدها حروبا ناعمة وفنية تاكتية) وتلك هي أولوليات الملفات المفضلة لملكة الفوضى والحروب كما سمتها المحللة الجيوستراتيجية إنديانا جونستون في كتابها المثير Queen of Chaos: The Misadventures of Hillary Clinton [Diana Johnstone] وهي حروب تبجحت في الإستكثار بذكرها في حملاتها الإنتخابية مكررة هذه العبارة: أن الامر بصدد روسيا او إيران أو الصين لا يحتاج إلا لأربعة دقائق ما بين أوامر الرئيس والتنفيذ العملي للبينتاغون 

 فهل سنرى مرة أخرى ونسمع صرختها الهيستيرية، عندما تحققت رغبتها في إغتيال المرحوم القدافي (We came، we saw، he died) لقد وصلنا وشاهدنا لقد مات ؟ التي إقتبستها من صرخة الإنتشاء الحبورية التي أطلقها الإمبراطور يوليوس قيصرعندما دخل روما فاتحا ومنتشيا بإنتصاره عندما فصرخ قائلا: لقد وصلت وشاهدت وهاأنذا قد إنتصرت وسأبقى .

إن هيلاري كلينتون البركانية بوش في لباس تنورة – كما كتب عنها باسكال غوشون Pascal Gauchon مدير المجلة الدولية الفرنسية للجيو بوليتيك المسماة Conflits او الصراعات الدولية

 

لقد أنذر المستشار الأسبق لكل من الرئيسين ريغان و كارتر والبروفيسور والمحاضر في الأقتصاد والعلوم السياسية الأمريكيين بهذه العبارة: Paul Craig Roberts أما قائلا : إذا تم تنصيب هيلاري كلينتون في البيت الأبيض عن طريق الأليغارشية (لاحظوا إستخدامه لمفهوم الأوليغارشية لكون الولايات المتحدة لم تعد ديموقراطية منذ نهاية الحرب الباردة) فإنتظروا سماع هدير القنابل النووية التي ستتهاطل على مدننا من الروسين والصينين

 أما اليكس جونس Alex Jones مدير القناة الإعلامية المعروفة كرائدة الإعلام الموازي او الإعلام المضاد المسماةAnti-War- وهي القناة الأكثر مشاهدة ومتابعة من جمهور الأمريكيين اكثر من sky news او Fox Nwes وCNN كلها مجتمعة- حيث قال : إذا فازت كلينتون فما عليكم سوى ان تحتموا داخل الملاجئ، ومن كان يملك مكانا في حديقته فعليه ان يبني ملجئا مضادا لكل احتمالات الحروب الداخلية وهجومات الصين والروس المحتملة بسبب، إستفزازات كلينتون المتلاحقة لهما بالهجوم النووي كما أكد ذلك مؤخرا عير مامرة بعض جنرالات اوباما المهوسين بالحروب

 

للموضوع بقية

 

في المثقف اليوم