آراء

اذا كانت التسويات والمصالحات للبناء

يعاني العراق من حالى التشرذم والتمزق السياسي فاقت التصور ولم يستنهض من في العملية السياسية بشكل جدي لحد الان لتصحيح الامور لفقدان الارادة  الذاتية التي تعكس عقلية تدل على فشلهم في حين ينصب البعض للاخر العداء ويستجدي البعض الاخر الدعم والمساعدة من الاخرين ويجعلون الوطن قرباناً لمن يرغب من الدول في الدخول للمستنقع وظل الوطن يتصارع مع الازمات العظيمة صناعتها محلية متناسين المأسي والالام والتضحيات التي رافقت مسيرته .

بطبيعة الحال ان اي عمل وطني يتم التوافق علية بمعايير دقيقة يكتب لها النجاح اذا اخذت الجوانب الامنية الصالحة والسليمة بنظر الاعتبار وتجرداً من المصالح الانية والبعيدة عن الخصوصية لبناء البلد وتقوية استقلاله والعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتقوية اواصره وفي الوقت نفسه يعمل على تغيير الصورة السيئة التي رسمت عن العراق ويخلق مع حكومته بصمة مستقلة عن بعض حكومات المنطقة المعروفون بالعمالة ولتكريس الهيمنة الغربية و الدولية على الشرق الاوسط  مما يثير تلك الدول خوفاً من السقوط والانهيار لانها تعيش على ارض رخوة.

لا يمكن ان ننكر ان اكثر المنادون بالإصلاح في العراق ليسوا أعداء للوطن، وليسوا أعداء للنظام الذي يعتبرونه ركيزة الاستقرار والأمان والوحدة المنشودة، فأبناء الوطن هم الحماة المدافعون الحقيقيون عن عزته وكرامته وديمومته، وهم ابعد من أولئك الطارئين على نظامه وشعبه الذين لايحضون اليوم بالتأييد الجماهيري من ابناء مناطقهم بسبب تعاونهم مع الارهاب وتأييد اعمالهم او هروبهم الى الخارج ليعتاشوا على موائد الرذية والنفاق باسم الشرفاء، فالإصلاح إن حدث يتعززبمشاركة  المتضررين من ابناء الشعب المختلفة من الشبك والكورد الفيليين واليزيدية والمسحيين والصابئة لانهم من الركائز الاساسية في المجتمع ولايقاف الديكتاتوريات الكبيرة لصالح احترام حقوق المكونات الصغيرة وعدم الاستهزاء بحجمهم ورفض منهجية الاقصاء و سيشكل لا محال تحديا وخطرا على مصالح المتربصين الضيقة افكارهم، الشعواء خصلتهم، و التي تمتعوا بها على حساب الوطن والمواطن .

 ان  المصالحات المجتمعية تعني الالتزام المتبادل بين الاطراف الموافقة بالعملية السياسية او الراغبة بالانخراط بها وهي الركيزة التي تُترجم على شكل أوامر وإجراءات وتشريعات تخدم كل طوائفه وقومياته دون تمييز ورفض مبدا التنازل احادي الجانب على حساب مصالح الوطن ، وهذا هو فعل الدولة بكل مؤسساتها التي عليها  ان تاخذ التسوية الوطنية بنظر الاعتبارفي المرحلة التالية وسن قوانينها، فلا يعني تقديم الرؤى والشروع بالتفاوض للوصول الى تسوية وطنية ايقاف عجلة الدولة لان مبادرة التسوية الوطنية مساراستراتيجي تستمر معه فعاليات ومسؤوليات ومهام وواجبات والتزامات الدولة التي تحقق التسوية السياسية التاريخية التي يريدها ابناء الشعب .

رجال العراق المخلصون لايجاملون على حساب القضايا الوطنية .فقضية مواجهة الارهاب والتصدي له مهمة صعبة تحتاج الى وحدة الكلمة والعمل المشترك في كل المجالاته. جميع أطياف العراق توحدت ضد داعش، والبعض من السياسيين مازالوا بعيدين عن عملية المصالحة ولا يرغبون بها لأنهم مستفيدين من هذا الوضع انتخابيا وفي مؤسسات معينة ويرفضون تحقيق المصالحة الحقيقية .

المجتمع لايمكن ان ينسى حقوق العراقيين الذين ضحوا وخسروا أرواحاً واموالاً واعراض، وان لا تكون المصالحة على حساب الدم العراقي، وعلى حساب الشرف العراقي، فان الاحرى بالسياسيين في التحالف الوطني الذين يدعون للمبادرة ولا نشك بمبادرتهم ان يتعظوا قط من الماضي وينصفوا العوائل التي قتل ابناءها واستباح شرفها وسلبت اموالها بأخذ الثأر من الارهابيين وارجاع الحق لأهله قبل طرح مبادرات اقل ما يقال عنها تسوية خضوع واذلال لا اكثر ولا اقل. لا يمكن لأي مصالحة وطنية حقيقية او تسوية سياسية يكتب لها النجاح في البلاد اذا لم تتوفر لها مقومات النجاح ومنها:

"ضرورة ان يصاحب التسوية السياسية المعطلة في الوهلة الاولى بين الكتل السياسية نفسها اساساً لان هناك القليل من السياسيين لايرغبون بتحقيق المصالحة الحقيقية بين مكونات المجتمع كونهم مستفيدين من الوضع الحالي" رغم قلتهم الا أنهم قادرين على عرقلة أي خطوات لتحقيق المصالحة بدعم من الخارج عليه ان تكون الخطوة الرئيسة عزل هؤلاء وطردهم من العملية السياسية وخلق قانون يرسم خارطة طريق يضع آليات للعمل بقضايا البلد المهمة ، و في صدق النوايا للكتل السياسية بالدرجة الأولى ثم تنعكس على الشارع العراقي، كما من الضرورة تعديل بعض فقرات الدستور المبهمة وذات الاوجه المختلفة، وتطوير العلاقات مع دول الجوار بشكل اعمق واصلاح اسباب العزوف دون المساس بكرامته وتعزيزها مع الاخرين اقليميا وعربيا ودوليا وان تكون نابعة من ارادة حرة للشعب العراقي.

يجب ان تكون مبادرة لإصلاح ما دمر من نفسية المواطن العراقي والقضاء على اي نفس طائفي ولتأسيس حقيقي للوحدة المجتمعية لما بعد القضاء على الارهاب بلا اي تدخل سياسي، واعادة وتعزيز اللحمة المجتمعية، والتسوية السياسية يجب ان تكون مشروعا مجتمعيا وبتدخل كل المرجعيات الشعبية و السياسية والدينية وخبراء في القانون ووجهاء من الطيف الخلوق الحريص على عزة العراق ارضاً و شعباً . المصالحة السياسية والمجتمعية الوطنية مهمة تاريخية ترمي لعراق متعايش خالٍ من العنف والتبعية، وتنجز السلم الأهلي وتوفر البيئة المناسبة لبناء الدولة، وتشارك فيها كافة فئات المجتمع العراقي العرقية والدينية بما فيها المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني وتضع جميع الأطراف العراقية أمام التزامات متبادلة وضمانات ضمن سقوف زمنية محددة تلتزم بها الأطراف لانجازها لانها من الامور الحياتية والستراتيجي العادلة والشاملة والمقبولة صيغة لإنقاذ العراق، وأنها الأفضل لمجتمعنا ودولتنا، ليس فقط لإنهاء الخلاف على قضايا الدولة بل تسعى لإعادة بناء الدولة لضمان استمرارها وتقويتها في وجه تحديات الإرهاب يعني حفظ  ألامن والعدالة والا ستقرار وتنشيط التنمية و القضاء على الفوضى والجريمة المنظمة والفساد الاداري والمالي

 

عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي

 

 

في المثقف اليوم