آراء

الدولة القانونيَّة ما بين لاهوت الإنسان ولاهوت الأديان تبحث عن منجاها !!

في جوقة المسلمين تعلَّم أن تصمت وفي سرب النصارى تعلَّمْ أنْ لا تطير فمهما بلغت مبالغ العارفين لا يمكنك اختراق الدوائر التي ما زالت مغلقة رغم القرون المتعاقبة وما زلت تجد أناساً يقولون نعم بكلِّ اندفاعهم القططيّ الموائيِّ إلى أبي هريرة الدوسيّ وهو يروي لهم حديثاً تلو حديث من نهار إلى ليل ومن دهر لم يُضِئ إلى دهر مظلم  تقتتل ألفاظ سنَّته مع مخارج حروف شيعته وتنوء بثقل أحمال علويَّته على مرشديَّته وبكره مرشديَّته لعلويَّته وتحتفلُ ىعروبة صلاح الدين الكرديِّ  في حطين ناسياً بعد كلِّ صفين تقدميّة الأخوة الإسماعيليين وهم يُتّهمون بتسميتهم بالحشاشين الشعوبيين  وماهم إلا تجديد معاصر يبحثُ عن بوحٍ جديد وتسقطُ في فخ الدرزيَّة إن عشقت امرأةً من طائفة الموحدِّين بل لربَّما تصبح صيداً ثميناً كغزالٍ شاردٍ يتقمَّصون روحك بعد غسل العار بالدم كي لا تسرق رسائل حكمتهم ، تحتارُ أأنت أرثوذكسيٌّ من البروتستانت أم مارونيٌّ كاثوليكيٌّ  من الأقباط الجدد حتَّى تسمع الحديث  "لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر" وتنظرُ في الدهر وتتأمَّلُ في عينيه لترى لعناتٍ ولعناتٍ سرقت عقول الأمَّة قبل أجسادها وابتلعت أبناءها قبل أن يولدوا بعد أن نزلوا من فتحات الحياة إلى قبور الموت وهم يتلاشون بأسخف تفسيرات القرن الحادي والعشرين للدين والطائفة والمذهب والعشيرة والعِرق على حساب الإنسان بدلاً من بثِّ النور الوجوديّ بعد كلِّ هذي الدهور المعتمة !!

هل مؤسَّسةُ الآغا خان تحمي وجود أقليَّةٍ بعينها وتزيد شعوبيَّتها  أم أنَّها مبسوطة لتلمَّ شمل كلَّ أبناء الوطن السوريِّ بانفتاحٍ غير مسبوق شعبويَّاً فإذا استطعنا أن نجيب على هكذا سؤال وإذا استطعنا اختراق زعامة وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان  للطائفة الدرزيَّة حتَّى في سورية وإذا خرجنا من حلم الانتداب الفرنسيِّ وقرَّرنا اعتباره كابوساً لن نستطيع بأيِّ حالٍ من الأحوال اعتبار الوجود الإيرانيّ الإسلاميّ وبتصرُّف شافياً من الوجود الوهابيِّ والأخونجيّ والسلفيّ ولن نستطيع اعتبار حرب تمُّوز بديلاً عن الثورة السوريَّة الكبرى ولن نكمل مشوار الحرب على الإرهاب ما لم نميِّز مفترقات الطرق المتشعِّبة في بلد الآراميين والكنعانيين والفينيقيين والآشوريِّين وهنا لسنا ضدَّ لعبة الحلفاء في السياسة فدوماً نقول أنَّ للدولة السوريَّة بكلِّ مقوِّماتها وللوطن السوريِّ بكلِّ أركانه وللنظام العربيِّ السوريِّ بكلِّ وسائله القانونيَّة أن يدخل إلى ساحة الحرب كلَّ أشكال المكيدة فالحربُ خدعة ولكنَّ الحرب هي بوَّابة الشعوب إلى الاستقلال وإلى الشفاء من التبعيّة لا يمكن أن تنجينا إذا بدَّلنا بوَّابة الانتداب مهما كانت صامدة وقويَّة وهنا كلُّنا إدراكٌ أنَّ القيادة السوريَّة وعلى رأسها الرئيس الدكتور بشَّار حافظ الأسد تقرأ بدقةٍ التحوُّلات والمتحولات الوجوديَّة الكبرى في المنطقة وهي ربَّما أصابت وربَّما أخطأت في دخول طرقٍ لا نظنُّها مجهولةً تماماً ولكنَّها مليئة بالفِخاخ والمكائد وملغَّمة مفخَّخةٌ بالوجوديين واللاوجوديِّين بالمسلمين والمتأسلمين بالمسيحيين والصابئين بالأعداء والخونة المتآمرين وليس لنا إلَّا أنْ نزيل مع القيادة القانونيَّة التي تستمدُّ قانويتها من حمايتنا ممن يشرعنُ ذبحنا تحت حجَّة التأييد تارةً وتحت وطأة الكفر تاراتٍ وتاراتٍ رغم كلِّ ما تمرُّ به من خللٍ هي نفسها ستقتلعه وستقتصُّ من رعاته  مبرِّرات فنائنا ولنكنْ مع مسوِّغات بقائنا ووجودنا على الأرض التي لم يسعفها التاريخ المكتوب ولن يسعفها التاريخ الحقيقيّ ما دمنا نتباهى بما لا نملك ونتغدَّى بالخرفان تاركين كلَّ ذئاب العالم تنهشُ إنسانيتنا بضلالنا وتخبُّطنا في تجمُّعات الزمن الصعب ؟!!

ما زالت مسوِّغات الحرب قائمة وما زالت بوادرُ التغيير تولدُ وأجنَّتها تكبرُ وتكبر والدولة القانونيَّة رغم الكثير من نصوصها المغلوطة ما زالت تبحث عن لاهوت الإنسان كي لا يقْتلَ بلاهوت الأديان !!

 

بقلم: الكاتب المهندس ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

في المثقف اليوم