آراء

صواريخ الردِّ ليست طائشة وبوصلة السياسة ليست معطَّلة

من سورية صواريخ الردِّ ليست طائشة وبوصلة السياسة ليست معطَّلة وفلسطين قبلة العرب الأحرار

لا تسقطُ ألف السياسة عن باءات ولاءات التغيير في المنطقة العربيَّة التي قلبُها ليس بين ضلوعها وتاريخها ليس تحت إمرتها وهي التي لم تتقن بمفكِّريها فنَّ الحقيقة حتَّى تدرك بمستشرقيها فنَّ التجميل ومكياج الأمجاد التي لا تحاكي واقعنا بقدر ما تنسينا تكتيك التغيير الواجب اتباعه حتَّى نقلب أبجديات ما تربَّينا عليه لا لننسفه بل لربَّما لنعيد كرَّة بنائه من جديد بحداثة المعقول وعقلنة جنوننا الطليق إلى أبعد ما في نفوسنا من توْقٍ إلى التغيير ولكنْ هيهات وبذرةُ الخوف ما زالت تجعل مدى الهيهات أفقنا فلا تنتظروا آفاق الدول العظمى وارسموا آفاق نفوسكم التوَّاقة إلى نسف ما قلنا أنَّنا لن ننسفه حتَّى سقطنا في واحات السراب نطرقُ كلَّ صحراءٍ ونظنُّها دوحة وهمنا الساهر على رمال الأمَّة التي ضاقت بخيامها فلم تسعفها قصور الأندلس ولم تشفها حدائق بابل المعلَّقة ولم تزلْ مومياؤها في متاهات الأهرامات العجيبة يحنِّطها النسيان !!.......  .....

نعم بدأ التغيير في سورية وبإدارةٍ حكوميَّةٍ لا بيضاء ولا سمراء بل مواكبة للحدث ومؤمنة بأنَّ التغيير مشوارٌ طويلٌ من الحروب مع النفس والذات بكلِّ أبجديات الفكر غير مستبعدين هبَّات الشهوات والملذّات في مشوارنا إلى نشوته التغيير  الذي ما زال ترابه يبحث عن ماءٍ كي يجبل على المستقبل ولا يبقى منثوراً على ألواح الماضي غباراً  دون روحٍ ودونما امرأةٍ تتقن الخطايا كي تعلِّمنا أنَّ لوحة الغفران لا تعتق امرأة وصكوكها لا تخرجها من علَّة الكبت القابع في كلِّ حروف الشرق الأوسط وهو يتخبَّطُ بإسلامه قبل مسيحيّته وبعروبته قبل أعجميَّته وبجنسه قبل جنسيته وبعرقه قبل إنسانيته بل وهو يقرأ من تلِّ أبيب القدس بحروفٍ صهيونية عبرية وينادي من حائط مبكى الصهاينة أورشليم كي تكون عاصمة أبديَّةً لإسرائيل ولن تكون !!!...........

جاءت صيحة الحق فقد قال تعالى في كتابه الكريم "و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين , ما ينظرون إلا صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصِّمون " وهنا صيحة الحقِّ والقيامة المنشودة كانت ومازالت  على أرض سورية سورية البلد الذي يواجه أبشع وأقذر أنواع الحروب الحاقدة في التاريخ القديم والحديث ولكنَّه لم يُطأطئ الرأس ولن يجعل الهزيمة عنوان ربح الحياة الذليلة مقابل أن لا نموت أحرارا والشاعر المتنبي صرخ يوماً بصيحته المدوِّية :

عشْ عزيزاً أو متْ وأنت كريمُ.....بين طعن القنا وخفق البنود

ردَّت سورية بصواريخ  سام  الشيوعية الأجنبية روسية الصنع   والبعيدة عن استحضارات الرسالات العبرية والعربية ما بين سام وحام ونوح وهي التي  لم تغفلْ يوماً عن عدوِّها الأزليّ الأبديّ الدولة الصهيونيَّة المارقة ولكنْ هناك دوماً أمارات وممالك الأعراب  الذين يحاولون تشتيتها وحرف بوصلتها عن مسار فلسطين فهم يدَّعون أنَّ قبلة الأمة العربية والإسلامية في ديارهم وقد اصطفاهم الله كي يكونوا سادة الأرض وحماة العروبة ولكنَّهم أشد كفراً ونفاقاً وهم من يطعنون العروبة ويرشقون دمها جوعاً وقهراً وحقداً على الأمة العربية كي يكفر كلُّ مواطنٍ عربيٍّ بها وكي يُطوِّعوا ويهجِّنوا منطقتنا لتصبح صهيو أميركية وصهيو أطلسية وصهيو أردوغانية بامتياز !......

بدأت مرحلة جديدة من مراحل الصراع وما زالت السياسة تعلنُ استدارتها وانعطافتها من حدثٍ إلى حدثٍ فكما يكون الحدث تكون انعطافة السياسة في سبيل إدارته وهنا سنسمع من المتربصين الحاقدين المغرضين الأذناب الأتباع العبيد سيمفونيَّة أنَّ الصواريخ التي أطلقت هي مسلسل مبرمج ما بين النظام العربيِّ السوريِّ والحكومة الصهيونيَّة كي تُحسِّن صورته أمام شعبه وكي تساعده على استعادة ما بقي من جغرافية بأيادي الثوَّار المؤمنين الذين أسقطهم الله ولم تسقطهم براميل السماء وعندما كان الجيش السوري لا يردُّ كانوا ينهالون عليه بالتهم ألا وهي  قتل الشعب وعدم التجرُؤ على الردِّ على صهاينة الخارج وما هم إلا صهاينة الداخل وأعرابها المتصهينين فانطبق هنا عليهم المثل الشعبيّ العاميّ الشائع "احترنا يا أقرع من وين بدنا نمشطك " وكل طائرةٍ وأوهامكم تسقط معها يا رعاة الإرهاب !!

في النهاية في حروب الأسد انتظروا سورة الحشر وأنتم تتلون آيات ضلالكم ونفاقكم وتفرُّقكم فإسرائيل أغارت علينا بغارات الفتح ونحن رددنا بصواريخ الغاشية كي نعيد تعريف البعث والقيامة بالنصر القادم لا محالة !!.....

بقلم: الكاتب المهندس ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

في المثقف اليوم