آراء

كعبة ترامب لن تقفل أبواب التغيير القادم إلى الشرق بالحداثة!!

yasin alrazukنكتبُ حلمنا فنظنُّ أنَّ الوهم تلاشى في لحظة فرح وقوة ونعود مجدَّداً كي نمحو بالخيبات أحلامنا التي تتراكم وتتراكم وتبقى بعيدة المنال ربَّما هو ضعفنا وتسليمنا بضعفنا وربَّما هو مشوار الأحلام التي تتكسَّرُ بجبران خليل جبران وتحلِّق بمحمود درويش  الذي أدرك علَّة فلسطين وراح يجوب أصقاع العالم باحثاً عنها علَّه يجدها في رؤوس الحكَّام والأمراء والسلاطين والملوك ولكن هيهات فقد كانت شظايا مراياهم في وجوهنا تنزف دم العروبة التي إذا ما ولدت كذبة فلماذا ندعها تموت كذبة ولماذا لا نصنع حقائقنا بأيادينا بعيداً عن إملاءات القاصي والداني من روَّاد الفضاء العربيِّ من مستشرقين وفلاسفة غربيين وأجانب  وأصحاب قرار عالميٍّ لن يروننا إذا ما استطعنا رؤية أنفسنا بمراياهم التي نظنُّها مصقولة وما هي إلا ندوبنا وجروحنا وأوجاعنا التي يجمِّلونها لنا كي نبقى خلفهم تفصلنا عنهم فجواتٌ وفجواتٌ من التغيير الذي يجبُ أن يكون مطلقاً في ديارنا لا جزئياً حبيس قمقم خوفنا الذي يغلقه دائماً وحشُ المخابرات والسلطة التي ما زالت تركن إلى التجهيل وتتعمَّده في أقبيتها كي لا يستفيق شعبٌ على التنوير فيعصف بها وبأركانها وبمصالحها التي هي أبعد ما تكون عن مصالح الشعوب التي إن أدركت أن الثورة هي بوصلةٌ لا يدفنها الدين ولا يجتثُّها الملك ستعلن انتصارها المدوِّي في أوسع ما يمكن أن نراه من مدارك السلطويين التي نظنُّها ضيقة وهي جملةٌ نبدأ بقراءة كيدها ولا ننتهي أو لا يسعفنا الوقت لننتهي منها !!...........

دخل ترامب دائرة المدارك وأخذ يفصِّلُ أكثر كتاب المنطقة الشرق أوسطية التي ولد فيها كيان أمَّته الصهيونية التي لن ندخل رحمها لنكبر داخله ونولد فلسطينيين أو عرباً بل سنمزِّقه لنولد حيث يجب أن نولد لا حيث يجب أن تنزلنا أرحام العابرين بنا خارج بلداننا حتَّى نسقط بالدهشة ونتلاشى بسقطة المكان والمكان هو أكثر ما يجعلنا نألف السقوط فيه بعيداً عن سقطة التاريخ الذي بات ركاماً حينها في كلِّ جوارحنا ومداركنا وأبجدياتنا حتَّى نكاد نظنُّ جسَّاساً كليباً فنشعل معارك تفتك بنا وفي الساحات التي أسقطونا أو أنزلونا فيها وهم يدَّعون مخاضهم الصعب بنا كي نتراحم باسم الإنسانية وما الإنسانية إلا مقاس يسبق الوطنية في تفصيلاته المدروسة والانتقائية فحيث  يموت طفلٌ عربيٌّ تغرقنا مقاييس الغرب بكذبة الإنسانية وهم من يخرجون من دهشتهم بنا إلى فرحهم المطلق بانغماسنا بدمائنا وبأيدينا حين جعلوا منَّا كاراكوزاتٍ وبيادق لا تدرك أين تحطُّ وأياديهم تقودنا إلى أمنياتهم بانقراضنا وها هي الأمنيات تتحقَّقُ بمدية طفلٍ ألف ذبح أخيه باسم الدين نفسه بينما حدود إسرائيل التي ما زالت تبحث عن الفرات في كلِّ نيلٍ عربيٍّ آمنة مطمئنة وكأنَّ العرب خلقوا لدفن أنفسهم لا للرقيِّ والارتقاء بأرواحهم في فضاء الإنسان والإنسانية !!...........

نعم ترامب يرسم بدرع الفرات التركيِّ حدود أمنياته لكنْ هل سيستطيع خداع حلفٍ نادى بانتصار الدم على السيف وهل سيستطيع الخروج من شيوعية السوريين مع روسيا وهم  الذين لم يلحدوا بقدر ما سقطوا بكذبة الدين فتحالفوا بدمهم مع شياطينه الملائكية حتَّى لا يسمحوا لشياطين البيت الأبيض والكعبة ذات الحجر الأسود أن تشرب ما سيتبقَّى من دماء أبنائهم الذين سيكتبون على باب الكعبة النصرُ آتٍ فحجَّوا إلينا صاغرين !!!!

 

بقلم الكاتب المهندس: ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة 

 

في المثقف اليوم