آراء

البيان الأول للدمار الشامل...

hasanhatam almathekorـ معذرة للقارئ، قد يصدمه العنوان كما صدمني عنوان آخر لمقالة "علاقة العراق بأمريكا بين الممكن والدمار الشامل" ـ لكاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب ـ نشرت بتاريخ 27 / 04 / 2017 كانت البيان الأول لزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي ترامب الى العراق، نتجنب ذكر اسمه أملاً في ان يُصدر ايضاحاً يكذب فيه نفسه ليُطمأن المواطن العراقي على مصيره.

ـ تذكرت بوجع شديد التاريخ الدموي لأمريكا بدءأً بأنقلابها في 08 / شباط / 1963 الأسود مروراً بالحروب التي اشعلها عميلها المقبور صدام حسين ثم الحصارات التي فرضتها تنكيلاً بالعراقيين وعملية الأحتلال في 2003 التي تعمدت فيها تدمير الدولة العراقية وفرهدة الأثار والثروات وفرض جلاد اسلامي بديلاً لجلاد قومي وليس انتهاءً بالفوضى الخلاقة ولعنة (مارينز دواعشها) قدراً اسوداً طويل الأمد على العراق الراقد الآن فوق طاولة التقسيم والأبتزاز الشامل.

ـ المقالة غير بريئة التوقيت والصراحة في الدعوة للأستسلام الكامل بديلاً عن الدمار الشامل الذي سترتكبة الصديقة امريكا، كاتبنا طيب السريرة والخلفية يشم لنا الأخطار وهي في عقر دوائرها ليقترح على شعبه (الممكن) من الأستسلام الصداقي بدلاً عن الدمار (الصداقي).

ـ لمن يوجه كاتبنا بيانه الأول (مقالته) ونيابة عن من، الى العراقيين المسكونين اصلاً بكل اسباب الخوف ام نيابة عن ترامب القادم بكل اشكال الأحتمالات المدمرة ام لتهيئة الأجواء النفسية والمعنوية لحكومة الصفقة لقبول خيار الأستسلام الشامل وتلك هي وظيفتها اصلاً ؟؟؟.

ـ شرطة الثقافة تجمع حبوب الحنطة من روث البغال لتنثرها في حقل اوهامها لعلها تقدم للرأي العام رغيف خدعة على طبق المقالات وبعبثية مملة تبحث عن وجه ذهبي لعملة التاريخ الأمريكي فوجدت في دمارها الشامل نموذجها، لم تعد خلفيتها لغزاً واوراقها قُرأت ومواقفها مرتبكة وتحليلاتها حافية من المضمون الوطني ويمكن تلخيصها عرابة للنكبة مع سبق الأصرار.

ـ عنوان مقالة كاتبنا هو البيان الأول الصادم لوصول ترامب لبغداد، علينا ان نقطع خيوط العتب فشرطي الثقافة أعلن النتيجة واقفل ابواب المزاد وانصرف عنا، شرطة الثقافة تفرش الدرب بثيل المقالات لتضعنا امام ابشع الخيارات فأما ان نتقبل الـ "ممكن" من الأستسلام واما الدمار الصداقي نصيبنا ليكتمل سلق العراقيين على حرائق وطنهم.

ـ تسقط الثقافة عندما يصبح صوتها بياناً اولاً للمشروع الأمريكي وتسقط ثانية عندما تخلع قناعها راقصة في حفلة التتويج للطاغية الجديد وتسقط مرة ثالثة عندما يرميها الرأي العام الوطني في قعر الحضيض وتصبح ذكرى سيئة الصيت.

ـ الثقافة الوطنية سوف لن تطوي ارادتها وستغتسل من شرطتها وتُعول على المتبقي من بقاياها فالدرب الصحيح حتى ولو بدأناه من صفره خير من التخمر من خارج تراثها الوطني ومن تصلبت مواقفه عبر مواجهات المرور على كل هذا الظلام الطويل للأيام العجاف سوف لن تكسره النكبات او ينال منه خذلان شرطة الوجه المأزوم للتعفن الثقافي، سيمروا اسلامييو امريكا كما مر قوميوها وينتصر النفس الأخير للعراقيين في رئة الوطن ويلتقي الزمان ومكانه في عراق حر ديمقراطي حداثي مزدهر بأهله.

 

حسن حاتم المذكور

..................

01 / 08 /2017

http://www.akhbaar.org/home/2017/4/227461.html

 

 

في المثقف اليوم