آراء

الانتخابات القادمة.. ساحة صراع من نوع جديد!!

شهد المشهد السياسي عموماً خلال الفترة الماضية حالة من الصراع النوعي، وعده المراقبين بداية الحملات الانتخابية للكتل السياسية، فيما عده البعض حملة منظمة من اجل تشذيب المشهد السياسي القادم، عبر ابعاد وجوه سببت الكثير من الأزمات السياسية، وبما يحقق جو انتخابي صحي، وهو ما يؤشر وبصورة واضحة ان الانتخابات القادمة ستكون جوهرية، وصعبة وعنيفة وذلك وفق جملة من الوقفات واتي يمكن إجمالها بالتالي :-

1. دخول الحشد الشعبي على خط المواجهة السياسية، بعد عبوره خط المواجهة العسكرية، بتحقيقه انتصارات نوعية مهمة، فعليه فانه سيتصدر المشهد السياسي، ويعلو نجمه عبر نزوله لساحة الانتخابات القادمة وبقوة .

2. التيار الصدري الذي عمل خلال الفترة الماضية،وبمجهود واضح من اجل السيطرة على الشارع العراقي، وتوجيه الفئة الكادحة والفقيرة والمحرومة لتحقيق نصر انتخابي، خصوصاً وانه يرى انه الاقدر على قيادة المرحلة القادمة .

3. الدعاة الدين يسعون على الحفاظ على مكتسباتهم السابقة، واستغلال التراجع في الأداء السياسي، وصعود موجة الحشد الشعبي، وتوجيه الرأي العام، انهم صناعه، وهذا ما تحقق فعلاً عبر خطابات السيد المالكي الاخيرة .

4. المجلس الاعلى وباقي القوى السياسية، تسعى الى إقناع جمهورها، عبر برامج انتخابية واضحة، تسعى الى تحقيق برنامجها الانتخابي من خلال السعي لتصدر المشهد السياسي القادم .

5. القوى السنية عموماً تسعى الى اعادة ترتيب أوراقها، وإعادة انتشار لقواها، عبر التسقيط والإسقاط، والظهور بحلة جديدة تكون موحدة الى حد ما .

6. الجانب الكردي متفق وموحد تماماً، ولايقبل القسمة على اثنين، وان قواه المختلفة ستتوحد امام القوى السياسية الاخرى .

القلق بدا واضحاً على الأحزاب والكتل السياسية من الانتخابات القادمة، خصوصاً وان المشهد السياسي الحالي تسوده لغة لي الأذرع، ولغة التهديد بالاستجواب، كما ان هناك مخاوف حقيقية لدى جميع الكتل السياسية من تغوّل الصدريين سياسياً وحكومياً واستيلائهم على الدولة العميقة بدل المالكي، عبر اصرار التيار الصدري على ابقاء العبادي الضعيف، والتصويت على وزراء مستقلين يكونون بلا داعم والسيطرة عليهم، والسيطرة عليهم عبر لغة التهديد والتخويف، وهو جزء من المخطط المرسوم، وإيهام الشارع المتعاطف مع لغة التظاهرات المفتعلة، والناقم على الحكومة في نفس الوقت،وإضفاء شرعية على هذا التحرك، وأنهم ضد المحاصصة والفساد .

لا بد من الاهتمام بهذه المخاوف، وإيجاد رؤية موحدة، عبر ايجاد كتلة موحدة تكون قادرة على تولي السلطة، تخرج من أطار المذهبية والقومية، والانطلاق نحو بناء المنظومة السياسية الجديدة، وتكسير اركان الدولة العميقة، وإيجاد الحلول الناجعة لمشاكل البلاد، عبر قوانين تشريعية تضمن حياة محترمة للمواطن العراقي المرتهن.

 

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم