آراء

الدور الروسي المحتمل في اتفاقية الجرود

raed sodaniمنذ دخول روسيا كلاعب أساسي في أحداث سوريا عام 2011وتكشفت صورة النفوذ المقسم في المنطقة العربية أكثر فاكثر ،فسوريا بالنسبة لروسيا آخر خط ستراتيجي لها قبال أوربا في البحر الابيض المتوسط كما انها امتداد ديني مسيحي ارثدوكسي لها ونتذكر ان زعيم الكنيسة الروسية كان قد زار سوريا عند بدء الاحداث فيها واعلن منها التاييد التام لبشار الاسد ،فاتحد الدين مع السياسة مع المصالح العامة وما هي إلا مدة وقد تدخلت القوة الجوية الروسية لسحق المعارضات المسلحة القادمة من كل انحاء العالم للقتال في سوريا ،وفعلا تشتت هذه الجماعات وبدأت تبحث عن ملاذات وعن اتفاقيات صلح في المناطق السورية حيث يرحل المقاتلون الى اماكن تجمع اخرى ومن ثم تلاحقهم الطائرات الروسية والسورية لضربهم وتشتيتهم مرة ثانية ،من نتائج التدخل الروسي انهيار الحركات السياسية السورية المعروفة بالمنصات ،منصة الرياض ،ومنصة القاهرة وغيرهما وبدأت هي الاخرى تبحث عن موطأ قدم في سوريا بعد تيقنها بعدم امكانية اسقاط بشار الاسد لاسيما بعد اخبار عادل الجبير وزير خارجية السعودية لهم بهذا الشأن وتاكيدات بعض من اعضاء الادارة الامريكية وعلى التحديد وزير الخارجية وتاكيد السفير السابق في دمشق (فورد) بان الاسد لن يسقط .اسوق هذه المقدمة لأقول لم يخرج اتفاق عرسال من وجود روسي ابدا واشراف عليه وان حركتهم من عرسال او القلمون الى البو كمال ليس بيد حزب الله وانما بيد الحكومة السورية تحديدا وهذه مرتهنة بيد الروس الذين لم يرغبوا بنقلهم الى درعا المحاددة للاردن والاردن محمية دولية ليس من مصلحة الجميع اسقاطها أو خلخلة الامن فيها سيما انها في ازمة اجتماعية حادة وعليه ونظرا للصراع القائم بين روسيا وامريكا وسياسة كسر العظم بينهما قررت روسيا ارسال الدواعش الى منطقة النفوذ الامريكي (العراق) على حدوده مع سوريا ،لقربها من قاعدة عين الاسد وقربها من الرقة والمقاتلين الاكراد الموالين لأمريكا .فالروس وحتى السوري ايضا لم يرغبان باغضاب اوردوغان لاسيما انه تقرب هذه الفترة من محور طهران – موسكو – الدوحة وبالتالي دمشق .الامر الاخر والمهم ان مقاتلي داعش نقلوا الى منطقة يجب ان تفتح كمنطقة عسكرية روسية وهذا ما اكدته مراسة القناة الروسية ليؤمن طريق لبنان – سوريا – العراق – ايران – روسيا وما يؤكد هذا الكلام ما قامت به الطائرات الامريكية من قصف لقافلة داعش لانها وببساطة تعرف الهدف من ذلك الاتفاق ،إن تبني حزب الله سواء في خطاب السيد نصر الله أو بيانه للشعب العراقي لا يلغي أبدا دور هذه القوى الفاعل في سوريا وبالتحديد روسيا ،وكمتابع ومراقب كنت اتمنى لو ان الجيش اللبناني والجيش السوري هما من يتبنيان هذا الاتفاق والاعلان عنه لكن لشجاعة حزب الله تم الاعلان عبر امينه العام .ولنقولها بكل صراحة ما جرى في سوريا بمثابة حرب عالمية مصغرة أو غير معلنة ولا يمكن لأي طرف محلي أن يتصرف دون أن يكون للحليف الاقوى روسيا والحليف القوي ايران راي في ذلك وانا أرجح الدور الروسي في هذه القضية ......وستكشف الايام صدق هذا القول من عدمه .وهناك ملاحظة يجب أن نسوقها في هذا الجانب ،إن الانفتاح في العلاقات العراقية – السعودية لم ترق لاطراف النزاع من محور حزب الله – سوريا – ايران وحتى روسيا واخذته بعين الريبة فلربما كانت هذه الخطوة وخصوصا من قبل بشار الاسد ردا على هذا الانفتاح ....

 

رائد عبد الحسين السوداني

 

 

في المثقف اليوم