آراء

سيناريوهات الربيع العربي

صالح الرزوقفي كتابه (ما بعد الربيع العربي) يرى جون آر برادلي* أن الثورات انتهت بنتائج كئيبة لسببين: الأول هو تدخل الإسلاميين في اللحظة الحاسمة واختطاف النتيجة، مع أنهم لم يشاركوا في بداية الاحتجاجات. وظاهرة التريث لم تكن لكسب الوقت ولكن للتأكد من أن ميزان القوى لا يعمل لمصلحة الحكومات الفاسدة المصابة بالعجز والترهل. وأغرب نقطة أن الزعامات الدينية كانت في المنفى وعادت لتحصد النتيجة بعد سقوط الدكتاتور (ص150). وهذا ما حصل في كل من تونس ومصر.

في تونس عاد راشد الغنوشي من منفاه في لندن ليقود حزب النهضة الإسلامي إلى أكثرية تصل لـ 41 بالمائة من الأصوات. لكن هذا لا ينفي أن نسبة المشاركة في الاقتراع كانت حوالي 80 بالمائة. وعدد المسجلين في قوائم الاقتراع لا يزيد عن 50 بالمائة من إجمالي السكان. وهذا يعني أن من اختار النهضة لا تزيد نسبته عن 20 بالمائة. وراشد الغنوشي من مواليد منطقة الحامة عام 1941 وهي تابعة لقابس. وكانت عائلته معروفة بإعجابها بعبدالناصر. وقد ورث هذا الإعجاب في شبابه، حتى انتقل لدراسة الزراعة في جامعة القاهرة، وهناك شعر بالسخط على الواقع الناصري. لكن خلال دراسته للفلسفة في دمشق وبعد طرده من مصر (لأسباب لا يد له فيها وتعود لخلاف بورقيبة مع عبدالناصر) تحول للإعجاب بالتجارب الطوباوية والرومنسية الأوروبية. وانضم لجماعة حزب الاشتراكيين الأوروبيين، ثم للمنتدى الدولي للديمقراطيين الإشتراكيين. ولاحقا للاتحاد الاشتراكي الموالي لعبد الناصر. وكل ذلك قبل أن يستقر على حزب الإخوان المسلمين. ويرى الغنوشي أن هذه المحطة كانت حاسمة في حياته لأنه عندها انبلج نور الحقيقة، وأدرك أن روح هذه الأمة وصانعها هو الاسلام (ص43). وقد ابتكر بالنتيجة مزيجا غريبا يجمع بين الأصولية الإسلامية والقومية التونسية والاشتراكية العاطفية (ص44). أما في مصر فقد تدخل الإسلاميون في وقت متأخر من الاحتجاج. وتآزرت الجماعة الإسلامية (باسم حزب الحرية والعدالة) والسلفيين (باسم حزب النور) لوضع حد لطموحات الليبراليين. وعقدوا صفقة مع المجلس العسكري للإطاحة بمبارك، ولكبح جماح الشباب (ص61). ويبدو لبرادلي أن حالة مصر تلاعبت فيها أوراق المؤسسة العسكرية والخوف الإسرائيلي الوجودي من مصير معاهدة السلام. وإذا كان الإسلاميون لا يحكمون الآن مباشرة فقد بدلوا من مآل الثورة، وصبغوا مصر بصبغة بلد محافظ ينصاع للعادات الوهابية (ص65). ووضعوا في الواجهة حكومة لا يهمها الواقع السياسي بقدر ما تهمها السلطة بحد ذاتها. ومن الواضح أنهم تخلوا عن الرئاسة مقابل الاحتفاظ بالاستبداد الثقافي (ص66).

ويمكن إضافة ماليزيا لهذا المشهد لعدة أسباب. أهمها قوة حضور الحزب الإسلامي الماليزي بزعامة أنور إبراهيم، وتمسكه بالإسلام السني، واللعب على كافة الحبال لتقديم مسوغات عصرية للحكم مثل الديمقراطية المقيدة والمزاوجة بين الإستبداد والنجاح الإقتصادي. فالسنة أساسا هم من صنيع تجار قريش، ويؤمنون باقتصاد السوق وبالتكافل الاجتماعي، ولا يهتمون بالاقتصاد الريعي. وقد قدم الأمويون الحماية للسنة بالسيف، وأجازوا الدكتاتورية وتوريث السلطة، والتحكم ببيت المال (الخزانة).

ويذكر برادلي أن النسخة الماليزية من الإسلام منقسمة على نفسها بين اتجاه محافظ متشدد اجتماعيا وهو رهينة للفساد والدعارة المستورة والصراع على المناصب، واتجاه متشدد في الشعائر والتشريعات. وتغلب عليه الانتقائية وكل الموبقات التي تنجم عن عدم فهم روح النص والتمسك بقشوره. ومن دواعي السخرية أن يحمل الحزب الإسلامي اسم (بيرسيه = نظيف)، وأن يكون زعيمه مدانا بالميول المثلية (ص122). لقد حكم الإسلاميون في ماليزيا أربع ولايات فيدرالية، وكانوا فيها يعزلون النساء عن الرجال في الأماكن العامة، ويعملون جهدهم لأسلمة قاعدة المجتمع (ص125). ويحذون حذو السعودية في ما يخص هامش الحريات ومنها نشر شرطة دينية لتأديب من يتجاوز حدود الشرع (ص126). ويكفي أن نذكر أن المدارس الدينية بدعم سعودي تغطي كل جنوب شرق آسيا (ص127). ومنها تايلاند أيضا التي انفصلت عام 1902 عن مملكة باتاني المسلمة، واليوم يوجد 5000 تايلاندي انفصالي مسلح يقاتل في سبيل الإسلام. مع 160 معلما التحق بمؤسسات سعودية و1500 آخرين يدرسون في مصر (ص130). وساعد على توسيع الظاهرة:

1- تدفق العمالة الآسيوية إلى السعودية.

2- إتاحة فرص العمل بمستويات منخفضة (ص129).

3- عدم إتقان الآسيويين العربية وقلة فهمهم للقرآن ولغته المعقدة (ص130).

حتى أصبحت آسيا خزانا للجهاديين المتطرفين الذين قاتلوا مع طالبان (ص132).

السبب الثاني لتدهور الثورات هو تدخل السعودية بالقوة، وهذه هي حالة البحرين واليمن. فقد كانت الوهابية مرغمة للتحالف مع الجمهوريات العلمانية تحت شعار وقف الزحف الصهيوني. لكن دائما كانت يدها الخفية تمد المتمردين بما يكفي من دعم مادي لشراء الذمم من ناحية، ولتوفير العتاد من ناحية أخرى. والعتاد يشمل السلاح والمتطوعين أو المقاتلين. لكن لم تكن أمامها أي بادرة تسامح عندما تفجرت ثورة البحرين عام 2011 ضد الأقلية السنية الحاكمة، لأنه سرعان ما تدفقت الدبابات عبر الجسر الذي مولت بناءه لهذه الغاية. وضربت مثالا لا ينسى عن تشابه الحكومات الأمنية في كل أرجاء العالم بغض النظر عن الإيديولوجيا. فكبح الانتفاضة في المنامة يكرر ما حصل في براغ عام 1968 وإعادة تشكيوسلوفاكيا لما وراء الستار الحديدي الذي رعاه السوفييت خلال ما يربو على مائة عام (ص77).

ويغتنم برادلي الفرصة ليقارن بين أساليب السنة والشيعة في الجهاد. فالشيعة لا يرمون السنة بالكفر أو الزندقة، ولا يشجعون روحيا على قتلهم. بينما ينظر السنة لهم كمارقين على الدين. وهذا يفسر لماذا جميع الهجمات الانتحارية تقريبا نفذها السنة (ص78). بينما الشيعة يقودون أعمالا يائسة ضد قوات الاحتلال الغربي فقط. وإذا نظرت لواقع الحرب الأهلية في العراق سيدهشك أن معظم الهجمات الانتحارية لم ينفذها عراقيون، ولكن سعوديون يعتنقون الفكر الوهابي (ص78). وكان وراء استماتة السعودية ضد ثورة البحرين، إلى جانب دعم الحكومة الملكية السنية الموالية للوهابيين، وتأمين القاعدة الأمريكية الهامة، ثلاثة أهداف يجملها برادلي فيما يلي:

- قمع الاحتجاجات في المنطقة الشرقية من السعودية، وهي منطقة شيعة وغنية بالنفط.

- منع إيران من كسب نفوذ سياسي أكبر في العملية السياسية للبحرين.

- إقامة الدليل أن السعودية مزمعة على التدخل بكافة الأشكال، من الدبلوماسية الناعمة وحتى التدخل العسكري لنشر الوهابية واستبدال نموذج الجمهوريات بنموذج المملكة.

وهذا ما تفعله في أحداث اليمن. فقد زجت بقواتها وعتادها، وأجرت تفاهمات مع القبائل ذات الصفة الإسلامية، ومنها قبيلة الأحمر الممثلة لحزب الإصلاح الإسلامي. فعقدت حلفا متينا مع الشيخ صادق الأحمر أكبر زعماء حاشد، ومع شقيقه صادق الأحمر رجل الأعمال البارز. واستوعبت اللواء علي محسن الأحمر بالإغراءات والوعود. وضمنت بهذه الطريقة ضرب نطاق أو حصار حول جماعة أنصار الله (الحوثيين الشيعة الزيدية) (ص93). ومنذ البداية كانت الانتفاضة في اليمن لتنفيذ حسابات سياسية، وليس بينها أي دافع لمحاربة الإرهاب المستشري في البلاد. فالحلف الوهابي لم يكن لديه وقت لمحاربة القاعدة ولا وقت للديمقراطية. وهم أقل الناس اهتماما بحرية الرأي والتعبير (ص93).

إن اليمن برأي برادلي ليست منبعا للنفط مثل ليبيا، ولكنها تتحكم بمعابر إمداد النفط في البحر الأحمر، وهذا ما دفع السعودية لعقد صفقة مع الولايات المتحدة: غزو البحرين واليمن مقابل التصويت مع قرار الأمم المتحدة 1973 الذي يجيز تدخل الناتو في ليبيا (ص93).وقد شاركت السعودية مشاركة رمزية في غزو ليبيا (ص97). لكنها لعبت على الوتر الديني. ويمكن أن تستنج مسار الثورة الليبية من اختيارات قائدها عبد الجليل. فقد رأى أن يشن الهجوم على طرابلس في شهر رمضان للتوافق مع ذكرى موقعة بدر الإسلامية (ص99). وهذا لا يبشر بمستقبل ليبرالي علماني. وبعد مقتل القذافي على أيدي الدهماء، كما يقول برادلي، أعلن الحاكم المؤقت إلغاء كل القوانين التي لا تلائم الشريعة الإسلامية (ص102).

ويستغرب برادلي من سياسة أمريكا حيال مسار الربيع العربي. فهي تنحاز للسعودية ضد سياسات إيران، مع أن سجلات البلدين سيئة السمعة في أروقة الأمم المتحدة وفي جمعيات حقوق الإنسان. ولا يفهم لماذا تسكت أمريكا عن تساهل السعودية في الخدمات العامة في أراضيها، وتلوم إيران وحدها على ذلك. وحتى الآن يستغل أعداء إيران نقطة توازن محرجة: فنصف السكان من الفرس، بينما النصف الثاني من أقليات بينها العرب والتركمان والأذر، مع أقلية كردية تسعى للانفصال. حتى أن الإيراني المغترب أمير طاهري، المؤيد لسياسة المحافظين الجدد، حذر من إشعال فتنة طائفية في إيران لأن هذا يسهل تقسيم البلاد مثل يوغوسلافيا، ويطلق عنان قوى أكثر توحشا من الخمينيين (ص119).

لا يخلو كتاب برادلي من نوستالجيا لحكومات الإستقلال المصابة بالعجز والشيخوخة، مع نغمة تعزية لليبراليين وأنصار العلمانية، لكنه أيضا يغفل خمس ملاحظات:

الأولى، الصبغة الدولية والإقليمية للثورات التي تحولت لنزاع على مناطق النفوذ. وهذا يمكن قراءته بسهولة بعد تدويل أزمة سوريا وما تخللها من فيتو صيني – روسي.

الثانية، عدم استعداده للاعتراف أن وراء ما حصل تململ بين صفوف العسكر والأمن. وأن التستر على الإعداد لتلك الثورات هو جزء من التواطؤ المدفوع الثمن. وما يؤكد ذلك انحسار الإسلاميين من الواجهة، وعودة الشباب لعزلتهم الذاتية والطوعية. فلا الفرصة ناضجة للانضمام لركب عصر الأنوار الأوروبي، ولا هي ملائمة لينتقم الإسلاميون من أعدائهم التقليديين. وما جرى في مصر عام 2013 يشبه ما حصل عام 1954. وكل ما هنالك أن حكم نجيب الموالي للإسلاميين استمر سنتين بينما حكم مرسي دام لسنة واحدة فقط. فهل التاريخ يعيد نفسه وبصورة فجة وفاضحة؟..

الثالثة، أن هذه السيرة البانورامية شملت نمور آسيا، واستثنت تركيا مع أنها لاعب أقوى على الساحة. وهي موجودة في أزمة قطر مع السعودية وفي أزمة سوريا وفلسطين. ونمور آسيا بالذات أبعد من تركيا لأنها موزعة بولائها بين نسخ متعددة من البوذية والهندوسية وبين إسلام متعولم عابر للجنسيات واللغات. ولا يلمس شغاف الإسلام العربي بخصوصياته المحلية. ويبدو أن اللغة التي تعلمها الآسيويون من الإسلام هي مزيج من الاقتصاد الأموي والانتقام العباسي. لذلك انتشرت لديهم معدلات عالية من الاغتيالات مع جمعيات التعاون الإسلامية للادخار والخدمات والثقافة.

الرابعة هي عدم التمييز بين القائد الإيديولوجي والسياسي. فنموذج سوهارتو ومهاتير محمد وأردوغان، لا يتشابه مع كاريزما سيد قطب والغنوشي. فالدعوة لأسلمة المجتمع بطريق صناديق الإقتراع يختلف عن الجهاد لتبديل الدولة بالقوة. ولكن لم يفشل في ملاحظة جهود الإسلاميين التي تركز على تخدير المسلم عوضا عن رفع درجة وعيه الاجتماعي والحضاري. فالغاية هي في توظيفه حين اللزوم بشكل لوبي ضاغط وليس في فتح الآفاق المسدودة أمامه أو توسيع نطاق وعيه وثقافته (ص160). ولذك يرى الباحث ماجد الغرباوي أن هذه الاتجاهات هي حركات (ويلح على وصفها بتيارات حركية)، ولا يفضل أن يقول إنها أحزاب.

الخامسة والأخيرة. هي إغفال برادلي لظاهرة الحرب الباردة بين الإسلاميين. فالحركات السلفية لا تضع ثقتها بالسياسيين. ومعظم الأحزاب السياسية في الشرق الأوسط تحمل هذا العيب البنيوي ولا تعرف الفرق بين شؤون القلب والعقل أو المبدأ والسلطة. وتوجد شريحة واسعة من المتسلقين الذين ينظرون لأي حزب ديني أو علماني على أنه جسر للعبور نحو مقاليد الحكم. لقد اختلطت المشاعر القومية مع الدين بشكل معقد في رسم حدود الصراع الحالي. فالمسلمون في بانكوك ليسوا من الملايو و لكنهم تايلانديون. و لهؤلاء حصانة من الهوس الديني. وقل نفس الشيء عن الأتراك. فهم غالبا تجار محافظون أو فلاحون لديهم وعي بالقيمة الرأسمالية للأرض وطرق استغلالها وتوزيع ريعها. بعكس العرب في السعودية، فقد تعلموا من السلفية الوهابية الخشونة والمباشرة في استغلال الثروات ومنها الثروة الروحية أو الدين. حتى أن برادلي يقر أن السعودية تنظر لله والأرض على أنهما وحدة واحدة وكل متجانس. بينما في تركيا أو جنوب شرق آسيا يوجد عدو داخلي وخارجي يتهدد الإسلاميين، ولذلك يمكن للإسلام السياسي أن يجد موطء قدم له (ص136) وبعبارة أوضح لا يمكن عزل السلطة الزمانية عن الروحية في السعودية. فالدولة تختلط بالسياسة والدين بطريقة لا يوجد مثلها إلا في الفاتيكان.

بقيت الإشارة لمغالطات طفيفة وردت في الكتاب. فقد ذكر برادلي وبوضوح أن إسرائيل تفضل عدوا تعرفه على عدو تحتاج للتعرف عليه. و لذلك هي تدعم نظام سوريا الجمهوري ضد الخلافة الإسلامية بنسخها الكثيرة (حتى الآن يوجد ثلاث نسخ: داعش والنصرة والجيش الحر الموالي لحماية تركية). و يضيف إن سوريا لم تطلق رصاصة على إسرائيل بعد حرب حزيران عام 1967.

وهنا يمكن فرز عدة أخطاء.

أولا من المعروف للجميع أن الجبهة السورية اشتعلت عام 1973، وأعقب ذلك حرب استنزاف طويلة الأمد، أنهكت سوريا ذاتها ووضعتها على حدود الإفلاس، لو لا تدخل الاتحاد السوفياتي ماديا وعسكريا والمؤازرة الفورية من أعضاء حلف وارسو والنقابات المعادية لسياسة الغرب عموما. هذا غير حرب عام 1982 والتي انتهت بمأساة حصار بيروت واندحار الفلسطينيين والمقاومة إلى تونس وقبرص.

ثانيا. كل المؤشرات تؤكد على حيرة إسرائيل من مجمل الأحداث. فهي لا ترعى الإسلام الراديكالي، وتشجع محاولات تبديل النظام بأدوات معتدلة، وتنظر بعين الشك لتوسيع رقعة إيران وحزب الله على الأراضي السورية.

ثالثا. لا تحبذ إسرائيل حكومة قومية، ولا حكومة جهادية. لكنها تستطيع أن تتعامل بحذر مع الإسلام الحركي، مستفيدة من الأحقاد والنكايات. وأوضح مثال على ذلك موقفها المتشنج من حزب الله وتفهمها لسياسة حزب المستقبل. ناهيك عن ثقتها أن الإسلام السياسي لديه مشوار طويل قبل أن تظهر مخالبه. وخبرتها مع حكومة مرسي تؤيد ذلك. فهو لم يعرض معاهدة السلام في مصر لأي خطر جدي.

 

د. صالح الرزوق

.......................

*ما بعد الربيع العربي: كيف اختطف الإسلاميون ثورات الشرق الأوسط. جون آر برادلي. ترجمة شيماء عبدالحكيم طه. مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة. 194 ص.

 

في المثقف اليوم