آراء

زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة

عماد عليهنا لابد ان نطرح الاسئلة التي يطرحها المكونات العراقية ازاء زيارة البارزاني الى بغداد وكل منهافي قرارة نفسها سؤون وشجون لا يعتقد بنهاية المآسي التي تستمر في هذه القعة، ويمكن التساؤل بصدق وصراحة بعيدا عن معوقات السياسة وما ملاه التاريخ في الخلفية الثقافية الاجتماعية للكورد والعرب على حد سواء طوال تاريخهما المشترك نظريا وسطحيا وما يكنانه من التوجهات والنظرة الى مشاكلهما هو المختلف المتباعد واقعيا عن ما يعلنانه .

لا نعيد سرد ما جرى في التاريخ الحديث وحتى الغابر ولا نريد ان نكرر شرح الاسباب والاهداف والمؤثرات والنتائج التي حصلت جراء عدم الصراحة واللعب على النفس قبل الاخر في طرح مواضيع بدافع سياسي لا يؤمن بها حتى الطرف المدعي وليس المحايد ايضا. هل بيان النسبة الكبيرة من تاييد لاي موضوع او عملية دليل على ايمان الاكثرية بها ام انها ايضا تدخل في سياق السياسة ومؤثراتها والدوافع الضيقة لتايدها او رفضها. لابد من طرح الاسئلة المصيرية كي نبين بوضوح ما تنم عنه علاقات الاحزاب والشخصيات السياسية العراقية بمكوناتها المختلفة طوال مراحل تاريخ العراق والتغييرات المتواصلة في طبيعة المجتمع العراقي بمكوناته المختلفة وبقاء طوق الضغوطات السياسية الخارجية الصنع في اعناق المتنفذين قبل عموم الشعب في هذا الاطار دون حرية اي طرف في التخطيط والتنفيذ.

لنختصر بشكل كبير؛ هل تقارب الاحزاب والشخصيات السياسية العراقية المختلفة ومن مختلف المكونات دليل على تقارب المكونات وقرب الفرج وامكانية التوصل الى حلول واقعية صحيحة تقتنع بها المكونات بقناعة راسخة جوهرية وليس لاهداف ضيقة مختلفة المصادر.

هنا وبعد مرور عام على عملية الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان جائت زيارة البارزاني لبغداد بشكل يمكن ان تكون مفاجئة حتى للمنتمين الى حزبه لو تذكروا ما ادعاه وصرح به والتوجهات القومية القحة التي طرحها ابان تلك العملية المصيرية القومية وليست حزبية كما يتبين اليوم انه يتعامل معها. وهل الزيارة تنفي ما جروا عليه وما ضمروه في دواخلهم ام انها سطحية تكتيكة مؤقتة تستند الى اهداف شخصية حزبية ضيقة وبدوافع انية مختلفة كوردستانية كانت ام عراقية، بحيث لو قيّمت بناءا على الوضع والظروف العراقية والكوردتسانية الحالية من جوانبهما المختلفة، لما استنتجت منها شيئا، بحيث لازالت حكومة عبد المهدي عرجاء وكوردستان لازالت في بداية التمهيد لتاسيس كابينة جديدة مختلفة عليها رغم المستجدات البائنة جراء التغييرات في ثقل الاحزاب في هذه الدورة، وعليه اصبحت الزيارة طوق نجاة لازاحة عراقيل امام احزاب واشخاص لاهداف انية موقتة ايضا.

من الناحية الاستراتيجية العراقية؛ هل تاتي الزياة لترسيخ ارضية او خطوة ما للتوجه نحو الافق التي يمكن ان نرى بصيص ضوء في نهاية الامر للمشاكل التاريخية الكبيرة وايجاد مجرى نهائي للتعايش والسلم النهائي، ام انها زيارة وبتلك الروح التي تاتي وبالادعاءات المشكوكة فيها وفي جو انعدام الثقة الذي لا يمكن ان يؤكد لنا بان تكون زيارة تاريخية مهمة ويمكن ان تصنع العصا السحرية للحلول المتاملة لقضية معقدة ومتشابكة تتطلب عقول ونوايا حسنة لبناء الثقة اولا ومن ثم التوجه للحلول مهما كانت نتائجها على اي طرف، بحيث يجب ان لا تكون هناك مقدسات سياسية ولا تابوهات غير قابلة للتفكيك والحلول يمكن الحذر منها قبل اعمل على حل الالغاز والاقفال.

انها زيارة لرئيس حزب بعيد عن منصب رسمي وليست مترتبة بشكل رسمي بين طرفين، وهو من قبل شخصية تريد ان تفرض نفسها كمرجعية فوقية العمل وليس من انبثاق الظروف الموضوعية والذاتية الكوردستانية بشكل طبيعي، ولا يمكن ان تكون مرجعية مبنية طبيعيا دون تدخل احد عبر التاريخ بحيث يعتمدها الشعب الكوردستاني بحرية من جهة ومنجهة اخرى هي التي تفرض نفسها دون ان يضظر اي كان لقبولها لسبب ما مصلحي حزبي او شخصي خاص كان ام عام. اي ربما يمكننا ان نصف الزيارة ضربة كرك لابعاد العقبات التي صنعتها عملية الاستفتاء فقط والعودة الى المربع الصفر بعيدا عن تحت الرقم هذا الذي كانت وصلت اليها العلاقات من قبل، خلال تلك الفترة الماضية.

و من جانبها الحكومة العراقية غير المكتملة وبوجود مراكز قرار متعددة ومختلفة، لا يمكن الاعتقاد بان زيارة البارزاني قد تاخذ مسارا ستراتيجيا في امكانية ايجاد الحلول من قبل المركز، ولا يمكن الاعتقاد بوجود نوايا صادقة من قبلهم، وامكان حث الزائر على تغيير مساره كليا دون العودة الى ما كان عليه من ان العراق لا يمكن ان يكون بلدا حرا ديموقراطيا ضامنا لحقوق الجميع وافضل للكورد والعرب ان يكونوا جاران متحابان وبايمان واعتقاد تام وليس حزبي مصلحي مؤقت. هل ما تفرضه الفوقية من العوامل والاسباب دون اي اتصال او تواصل مع جوهر الامر يمكن ان يساعد على ايجاد الحلول وخصوصا لقضايا معقدة تاريخية شائكة كما هي قضية الكورد في كوردستان مع مراكز القوى الاربع وما يهمنا هنا هو العراق وكوردستان الجنوبية.

اذا الزيارة تكتيكية بحتة وناتجة عن التفاؤل الشخصي نتيجة ربما علاقات شخصية او حزبية للمكلفين بادارة الامور والسلطة بعيدا عن التعمق في عمق القضية المعقدة الكبيرة وما ترتبط بها من العوامل الخارجية والمؤثرات المختلفة. انها زيارة تكتيكية شخصية حزبية ضيقة الافق مؤقتة وغير مؤثرة على المدى البعيد، غير انها مفيدة للطرفين في هذه المرحلة فقط، وكل طرف للسبب الخاص به وهو المختلف عن الاخر جذريا.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم